اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

القصة ليست وليدة اليوم، فالإعتداءات على الكنائس وتماثيل القديسين والرموز الدينية المسيحية تتوالى منذ سنوات في مختلف المناطق اللبنانية، ولا يكاد يمّر شهر إلا ونسمع عن إعتداء مماثل، في المقابل تتوالى الدعوات الشعبية لمطالبة الاجهزة الامنية بالتصّدي لمرتكبّي هذه الاعتداءات، والنتيجة متابعة امنية وسياسية خجولة، ما ساعد في تنقل هذه الظاهرة في توقيت حساس جداً يتطلب الوعي من الجميع، لإستباق وقوع إشكالات طائفية، خصوصاً في المناطق المختلطة. الامر الذي يطرح علامات استفهام حول المخاطر التي قد تنجم عن عدم إلقاء القبض على هؤلاء المجرمين، الذي سيؤدون بأفعالهم هذه الى زعزعة السلم الاهلي، خصوصاً انهم يتصرفون بطريقة التحّدي وبأسلوب محترف.

آخر هذه الاعتداءات ما جرى ليل الاحد – الاثنين في منطقة الجية، حيث قام مجهولون بالاعتداء على كنيسة مار جرجس وتكسير بعض التماثيل، مع محاولتهم سرقة صندوق النذورات، وعلى الأثر اصدرت بلدية الجية بياناً ندّدت فيه ما حصل من إعتداء على كنيسة البلدة، وأكدت انّ ما حصل عمل مستنكر من كل عائلات الجية الروحية، التي تحرص كل الحرص على الحفاظ على الوحدة والعيش الواحد وتنوعها. وشددت على أهمية وضرورة تعاون كل الأطراف، والعمل سوياً على تعزيز السلم الاهلي، ورفض كل انواع الفتن المذهبية والطائفية، كما جرت اتصالات مع الفاعليات المسيحية في المنطقة والقوى الامنية للاسراع في كشف الفاعلين.

وسبق ذلك قيام مجهولون بتحطيم تمثال السيدة العذراء في كنيسة سيدة الميدان في بلدة عين البلدة - جبيل، وتمثال البابا القديس يوحنا بولس الثاني والقدّيس مار الياس الحي، بالاضافة الى تكسير الكاميرات الموضوعة في المكان.

وفي جبيل ايضاً وقبل فترة، أقدم شخص على تخريب كنيسة ام الفقير قرب الميناء والقت القوى الامنية القبض عليه وتبيّن انه غير لبناني، وقبلها كنيسة في بلدة عبيدات - قضاء جبيل ايضاً، حيث تمّ تكسير ثلاثة تماثيل للسيدة العذراء ومار يوسف والصليب. ولم تسلم مدافن الكنيسة الإنجيلية في بيروت، الكائنة في رأس النبع من الإعتداء من قبل مجهولين، اذ تمّ تحطيم بعض الصلبان والمزهريات الرخامية التي كانت موضوعة على القبور، كما تعرّض ايضاً ثمثال السيدة العذراء الموجود في احد شوارع منطقة بدارو للتكسير ثلاث مرات. هذا غيض من فيض والامثلة كثيرة، من ضمنها كنائس في جرود كسروان والمتن، وبعض مناطق البقاع الغربي وزحلة وغيرها، لكن لا اسئلة ولا مطالبة بالتصدّي لهذه الظاهرة المسيئة للمسيحيّين، التي تتكرّر من دون اي رادع، وتكتفي بمجرّد إستنكارات خجولة.

الى ذلك، وتعليقاً على هذه الظاهرة المسيئة للوطن ككل، تبدي مصادر سياسية مسيحية قلقها من وجود طابور خامس، يفتعل التحّدي في المناطق المسيحيّة في توقيت دقيق وخطر، لانّ كل ما يجري من اعتداءات على الرموز المسيحية يؤدي الى حدوث حالات قلق لدى المواطنين في مختلف المناطق، لا سيما ان الظروف السياسية تشكل دائماً بيئة حاضنة لذلك، وهي تتأثر دائماً بالخطاب الطائفي، وقد تنتهي في الشارع في حال لم يتم ردع تلك الاعتداءات.

ودعت هذه المصادر القوى الامنية الى الضرب بيد من حديد، وإستباق وقوع إشكالات قبل فوات الاوان، ورأت بأنه لم يعد مقبولاً كل ما يجري، لذا لا بدّ من معالجة هذا الموضوع بسرعة من قبل الجميع بسبب خطورة المرحلة، مع ضرورة وعي المسؤولين والاجهزة الامنية والسياسيين والتصّدي لما يجري، لان النتائج لا تأتي دائماً ايجابية والكيل طفح، ولا بدّ من كشف الفاعلين لإنزال اقسى العقوبات بحقهم، ليكونوا عبرة لغيرهم.

الأكثر قراءة

بكركي ترفض «دفن الديمقراطية وخلق السوابق» وبري يعتبر بيان «الخماسية» يُـكمل مبادرته شرف الدين يكشف لـ«الديار» عن لوائح للنازحين تنتظر موافقة الامن الوطني السوري تكثيف معاد للإغتيالات من الجنوب الى البقاع... والمقاومة مستمرة بالعمليات الردعية