اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


لم يتعلّم العدو الإسرائيلي درس حرب تموز عام 2006 جيداً، وهو الذي يشكل لجان تحقيق وتدقيق بعد كل حرب ومعركة لأخذ العبر، فكما فعل عام 2006 من خلال الهجوم الجوي المكثف على منشآت ومراكز الحزب في الجنوب، فعل عام 2024 بعدد طائرات أكبر وصل الى مئة طائرة، وعدد غارات أعلى وصل الى ما يزيد على 100 غارة.

في العام 2006 استخدم العدو بعد ساعات من وقوع عملية الأسر، كل ما يملكه من أسرار ومواقع وداتا حول منشآت صواريخ المقاومة وضربها، ليكتشف بعدها أن عماد مغنية كان يضلله طوال سنوات، وأن هجومه الجوي لم يسفر عن إصابة صاروخ استراتيجي واحد، وهكذا حصل فجر الاحد يوم قرر حزب الله الرد على عملية اغتيال قائده فؤاد شكر.

ولكن ليس هذا الأمر الوحيد المهم الذي أنتجه ذلك النهار، الذي بدأ بهجوم "اسرائيلي" فاشل، وانتهى بإنجاز نوعي للمقاومة، ستستمر نتائجه بالظهور رغم كل التعتيم الإعلامي الذي يمارسه جيش العدو على الواقعة، ففي كلام السيد نصر الله كلام مهم جدا عن الصواريخ.

يقول السيد نصر الله: "أؤكد لكم أن أياً من الصواريخ الاستراتيجية والدقيقة والبالستية لم يصب بأذى، فكثير من الوديان والفلوات في بعض المناطق الجنوبية، يعتبرها العدو أن فيها منصات لهذه الصواريخ وفيها منشآت يمكن تدميرها، وقبل مدة من الزمن اتخذت قراراً بإخلاء جميع هذه الوديان والمنشآت، وما قصف هو وديان خالية او تم اخلاؤها من هذا النوع من الصواريخ الاستراتيجية".

للوهلة الأولى يمكن تفسير هذا الكلام على أنه خطة استباقية قام بها السيد حسن، شبيهة بما قام به عماد مغنية عام 2006، وذلك بعد تصاعد حدة المعارك وتوقع اندلاع حرب أوسع مع العدو الإسرائيلي، وهذا صحيح الى حد بعيد، ولكن هذا الكلام يحمل أبعاداً سياسية أيضاً، تقول مصادر متابعة، مشيرة الى أن كلام السيد نصر الله له علاقة بالقرار الدولي 1701 ووضعية السلاح الاستراتيجي جنوب نهر الليطاني.

وترى المصادر أنه ليس من باب الصدفة ذكر السيد نصر الله إخلاء وديان وفلوات من الصواريخ الدقيقة والباليستية، ولا يمكن أن يكون الكلام من باب التفاخر بالإنجاز، بخاصة أن الحرب لا تزال قائمة، فعادة الإعلان عن نجاحات استخبارية كهذه لا يحصل سوى بعد انتهاء الحرب، لكيلا يحصل العدو على أي معلومة تتعلق بالجبهة وترتيباتها، وبالتالي لا بد من وجود رسالة لما قاله السيد، وهذه الرسالة تأتي في سياق كل الحديث عن ترتيبات تتعلق بالقرار 1701.

يقول رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان الطرف الوحيد الذي يحتاج الى إلزامه بتطبيق القرار 1701 هو العدو الإسرائيلي، ما يعني أن الطرف اللبناني المعني بشكل مباشر به أي المقاومة لا تعارضه، وهي ملتزمة تطبيقه بألا يبقى سلاح ظاهر جنوب نهر الليطاني، وربما يكون الحديث عن إخراج الصواريخ الاستراتيجية في هذا السياق، حتى لو ان المقاومة لم تقل من أين اخرجت الصواريخ وإلى أين.

بالمقابل، هناك رأي آخر يرفض هذا التفسير على اعتبار أن السيد نصر الله لم يأت على ذكر أي تفصيل يتعلق بالأمكنة التي خرجت منها الصواريخ أو التي وصلت إليها، وبالتالي قد تكون من أخرجت من مكان الى آخر ضمن المساحة الجغرافية نفسها، مستبعدة أن يكون لهذا الكلام علاقة بالقرار 1701.

ويعتبر أصحاب هذا الرأي أن كلام السيد عن الصواريخ يأتي في سياق إظهار فشل العدو الاستخباري والعسكري خلال الضربة الاستباقية، وأيضاً في سياق تطمين مجتمع المقاومة وجمهورها حول الوضع العسكري.

 

الأكثر قراءة

زلزال قضائي: توقيف رياض سلامة... ماذا في المعلومات ولماذا الآن؟ الضغط الدولي غير كافٍ في احتواء إجرام نتنياهو تعزيزات الى الضفة الغربية... وخشية من تكرار سيناريو غزة