اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لهذه الأسباب جاء هوكشتاين "قلقاً" الى بيروت... تقارير "إسرائيليّة" ترجّح الحرب: كأننا عشيّة 2006!

واشنطن تسعى لكبح تطرّف حكومة نتانياهو عشيّة اجتماع المجلس الوزاري المصغر

لم يعد هدف زيارة الموفد الاميركي الى بيروت سراً، عاموس هوكشتاين رفض الحديث عن الاستحقاق الرئاسي، وكانت مقاربته للملف سطحية مع المسؤولين اللبنانيين، وكان لافتا اصراره على تكرار مصطلح " انه غير مطلع على الملف"، مكررا كلاما عاما حول مسؤولية المجلس النيابي اللبناني عن انتخاب رئيس جديد للبلاد! واذا كانت مسألة البحث في تثبيت الحدود البرية مع فسطين المحتلة، العنوان المعلن لمهمته، فان الاساس وراء عودته محاولة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تهدئة التوترات المتزايدة بين دولة الاحتلال الاسرائيلي وحزب الله، ومنع اندلاع الأعمال الحربية على الحدود الشمالية، بعد ان باتت المؤشرات مقلقة جدا، وتهدد بدخول المنطقة بمواجهة مفتوحة في الزمان والمكان. وقد اختصر موقع "اكيسيوس" الاميركي الموقف بالقول" ان واشنطن تخشى ان يتحول أي حادث حدودي صغير بين "إسرائيل" وحزب الله، إلى صراع أكبر بكثير من لبنان، ويكون له آثار إقليمية واسعة".

ووفقا لمصادر سياسية بارزة، فان هوكشتاين الذي طالب مَن التقاهم بضرورة التدخل مع حزب الله لخفض حدة التوتر جنوبا، سمع كلاما واضحا خلال محادثاته امس في بيروت، بان لبنان لا يسعى الى اي تصعيد، والعمل على تهدئة التوترات على الحدود يجب ان يبدأ وينتهي في "اسرائيل"، التي تواصل اعتداءاتها واستفزازاتها اليومية التي تواجه برد فعل من الجانب اللبناني، وليس العكس. وفي هذا الاطار تحدث هوكشتاين بوضوح عن جهد تقوم به الديبلوماسية الاميركية على نحو "نشط" على الجانب الآخر، واشار الى ان كبير مستشاري الرئيس الاميركية لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكجورك، ووباربرا ليف كبيرة ديبلوماسيي وزارة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، التقيا بوزير الدفاع "الإسرائيلي" يوآف غالانت في نيويورك، وناقشا معه خفض التوتر على الحدود الشمالية.

اما لماذا سارع هوكشتاين الى زيارة بيروت؟ وما هي خلفيات القلق الاميركي؟ الاجابة عن هذين السؤالين برأي تلك المصادر، ترتبط:

- اولا: بطبيعة الحكومة "الاسرائيلية" المتطرفة، فبعض وزرائها تقودهم عقيدة دينية "فاسدة" تقوم على قاعدة خوض حرب لتعجيل يوم "القيامة"، او الخلاص كما يعتقدون، وهم لا يناقشون في السياسة مع الولايات المتحدة الاميركية، ولا بلغة المصالح المشتركة، وانما بما تمليه عليهم تعاليمهم الدينية، ولهذا فان العلاقة مع الحكومة "الاسرائيلية" متوترة جدا، وتضغط واشنطن بشدة للحد من تطرفها.

ثانيا: تراقب واشنطن بقلق دعوة بنيامين نتانياهو للحكومة "الإسرائيلية" المصغرة الى اجتماع خلال أيام، لمناقشة سيناريوهات "الحرب الشاملة" على اكثر من جبهة ومنها لبنان. ووفقا للمعلومات، فان كبار ضباط "الجيش الإسرائيلي" سيعرضون على القيادة السياسية الوضع العسكري على كل الجبهات العسكرية، خاصة الجبهة الشمالية مع حزب الله، وسيجرون تقييما للوضع الأمني في "إسرائيل"، بدعوة الاستعداد العسكري لسيناريوهات العمليات مع حلول نهاية العام...؟!

ووفقا للإذاعة 13 "الاسرائيلية"، يتعامل "الجيش الإسرائيلي" مع 3 سيناريوهات للحرب خلال المواجهة مع حزب الله، أخطرها تعرض "إسرائيل" لصواريخ بعيدة المدى، وإطلاق مكثف وواسع للصواريخ من الأراضي اللبنانية فقط، وهناك سيناريو آخر يدور حول انضمام جبهات أخرى بجانب الحزب مثل الحرب في قطاع غزة وسوريا ، إضافة إلى وقوع مواجهات في المدن المختلطة داخل أراضي 48، على غرار ما حدث في الحرب الإسرائيلية على غزة، عملية "حارس الاسوار" .

ووفقا للتقديرات فان تعرض الداخل "الإسرائيلي" لإطلاق صواريخ دقيقة من لبنان، امر متوقع للغاية، لكن الخطير هو في الاعتقاد السائد لدى القيادات العسكرية بان الوضع الحالي يشبه الوضع في العام 2006، وقد ورد في احدى الوثائق الامنية كلاما مفاده " ان الوضع الذي نحن فيه يذكرنا بمرحلة سبقت اندلاع حرب تموز، والاحتمالات مرتفعة امام اشتعال الحرب؟! وفي هذا السياق اشار السفير "الاسرائيلي" لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان بالأمس، الى إن "إسرائيل في وضع هو الأقرب منذ عام 2006 لعملية عسكرية في لبنان".

هذا التهويل "الاسرائيلي"، يجد صداه لدى مصادر معنية بالشأن "الاسرائيلي" لسبب وحيد، وهو ان "اسرائيل" قد تحتاج الى معركة بين الحروب تريدها محدودة في الزمان والمكان، لاستعادة الردع المفقود ومحاولة وقف الانهيار المتمادي في "الجيش الاسرائيلي"، وهو امر يقلق الاميركيين جدا، لانهم معنيون بإبقاءالغاز في المتوسط بعيدا عن التوتر، ولا يرغبون بحرب تعطل منصات التنقيب التي تعوض الغاز الروسي المقطوع عن حلفائها في أوروبا.

والخشية ان تتبنى الحكومة "الاسرائيلية" سياسية الهروب الى الامام، لمحاولة انقاذ ما يمكن انقاذه، خصوصا ان الجيش يتداعى بحسب قائد الفيلق الشمالي السابق اللواء احتياط نوعام تيبون، الذي اكد ان حكومة نتانياهو نجحت في تفكيك الجيش، من خلال إقرارها التعديلات القضائية، وسعيها اليوم لاعفاء "الحريديم" من الخدمة.

وفي مقال نشرته صحيفة" يديعوت أحرونوت"، قال تيبون أنّ "جيش الاحتياط الإسرائيلي في طريقه إلى فقدان الكفاءة، فالقدرات الاستراتيجية لسلاح الجو أصبحت تحت الخط الأحمر، والأزمة تتغلغل أيضاً إلى الوحدات الخاصة وإلى جهاز الاستخبارات، وحتى إلى القوات البرية والمدرعات والمدفعية". واشار الى "ان التفكك في جيش الاحتياط سينتقل قريباً إلى الجيش النظامي أيضاً إذا لم تتوقف الحكومة فوراً، بحيث ستترك خلفها أرضاً محروقة في الجيش". وخلص الى القول ان "أمن إسرائيل سائب". هذا ما جاء بهوكشتاين الى بيروت، فهل سينجح في كبح جماح حكومة نتانياهو المتطرفة؟


الأكثر قراءة

حزب الله يدشّن أولى غاراته الجوية... ويواصل شلّ منظومة التجسس ترسيم الحدود مع لبنان ورطة اسرائيلية... و«مقايضة» اميركية في رفح!