اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الغار، او الرند او لورانس او ورق موسى، عبارة عن أشجار كبيرة معمّرة استخدمها اليونانيون والرومانيون كمادة طبية. وتحتوي الأوراق على زيوت طيّارة بنسبة 3% تقريبا، وموطنها الأصلي دول البحر الأبيض المتوسط وآسيا الصغرى او تركيا. وتنتمي هذه الشجرة الى العائلة نفسها من أشجار الكاسيا والقرفة والافوكادو والساسافراس. ولطالما ارتبط اسم ورق الغار بالخير ومحاربة الشر ولا يزال يرمز الى العظمة والنصر منذ قديم الزمان.

معجزة!

في سياق طبي متصل، قال الخبير في طب الأعشاب الدكتور محمد طرابلسي لـ "الديار": "ان هذه الشجرة تتمتع بتاريخ طويل من الامتهان الشعبي في مداواة العديد من الاعتلالات، خاصة كمساعد على الهضم وفي بلسمة التهاب الشعب الهوائية والأنفلونزا، كذلك معالجة أنواع مختلفة من السرطان".

وأوضح "انه لا يمكن تناول الثمار، إلا كمنشط في الممارسة البيطرية، والاوراق كانت تستخدم سابقًا في علاج الهستيريا، وانقطاع الطمث، والمغص المنتفخ وما إلى ذلك. ويشير تقرير آخر الى أنها كانت تستخدم بشكل أساسي لعلاج اضطرابات الجهاز التنفسي العلوي، ولتخفيف آلام وأوجاع التهاب المفاصل، ولها تأثير منشط، وتحفز الشهية".

واستكمل شارحاً، "الأوراق هي مادة عطرية مضادة للفطريات من العصائر الهضمية، مطهرة، قابضة، معرّقة، مدرة للبول، مقيّئة بجرعات كبيرة، مخدرة، مبيدة للطفيليات، كذلك تعتمد لتحسين الشهية وكمطمث. والفاكهة تستخدم في صنع الأدوية الطاردة للريح، وفي الماضي استعملت لتعزيز الإجهاض، وينتفع من زيتها في علاج الالتواء والكدمات، وأحياناً كقطرات للأذن لتخفيف الألم".

النبات

أشار طرابلسي الى ان "هذه الشجرة تنمو بين الصخور والوديان الرطبة والغابات والجدران القديمة، اما الأجزاء الصالحة للأكل فهي: الأوراق طازجة أو مجففة وتتميز بالنكهة الحارة والعطرية، ويتم حصادها في الصيف وتجفيفها. مضيفا، ان رائحة تلك المجففة أو المسحوقة أو المقطّعة أقوى من الطازجة، ولكن لا ينبغي تخزينها لمدة تزيد على عام لأنها ستفقد شذاها بعد ذلك، أيضا تضاف الى الفواكه المجففة لإضفاء النكهة الحادة قليلا. ويتم تخمير الأوراق المجففة في شاي الأعشاب".

استعمالات أخرى

لفت طرابلسي، "الى ان زيت الغار عامل أساسي في صناعة الصابون، كونه يتمتع بمقاومة عالية للآفات والأمراض، ويقال إنه يحمي النباتات المجاورة من الحشرات والمشاكل الصحية. مشيرا، الى ان الأوراق المجففة تحمي الحبوب المخزنة والفاصوليا وغيرها من السوس، ويستخدم "الغار" كعشبة نثر بسبب عبيره العطري وخصائصه المطهرة. ويمكن زراعته كسياج في المناطق المناسبة في الهواء الطلق، وخشبه ذو رائحة حلوة، ولا يتآكل بسرعة، كذلك يستخدم في أعمال التطعيم وعصي المشي وعصي الاحتكاك لإشعال الحرائق".

أردف، "الغار هو أحد مكونات الطبخ القياسية في العديد من الأطباق اللذيذة. على الرغم من توافره طازجا، إلا أنه من الأسهل عادةً العثور عليه مجففاً. ويستخدم لإضفاء نكهة على الحساء واليخنات والصلصات ويجب اضافته قبل التقديم مباشرة لأنه ذات طعم مرير وهو جزء لا يتجزأ من باقة الأعشاب والنباتات الفرنسية المعروفة بـ "بوكيه غارني". الى جانب كل ما تقدم، فقد وجد الباحثون في أوراقه فوائد طبية جمّة. اما النوعان الأكثر شيوعًا فهما التركي بأوراق بيضاوية طويلة، والكاليفورني بأوراق طويلة ضيقة. وعلى مر التاريخ، تم استخدام أوراق الغار بطرق مختلفة للحصول على منافعه الصحية المحتملة."

وشرح طرابلسي لـ "الديار" طريقة تكاثر "الغار" قائلا: "تكون بالبذور ومن الأفضل أن تُزرع بمجرد نضجها في أوائل الخريف بحيث تُوخز الشتلات في أوعية فردية بمجرد أن تصبح كبيرة بما يكفي للتعامل معها وزراعتها في الدفيئة خلال عامها الأول على الأقل. أيضا يجب زرعها في مواقعهم الدائمة في بداية الصيف وحمايتهم من البرد خلال أوائل فصل الشتاء".

ولكن كيف يمكن قياس هذه الاستخدامات في الدراسات العلمية، وهل يمكن أن يساعد "الغار" في علاج السرطان؟

أوضح طرابلسي، "ان أنماط الدراسات تشير إلى أن ورق الغار قد يساعد في منع نمو خلايا سرطان الثدي والقولون والمستقيم. ومع ذلك، فإن هذه النتائج أولية وبعض الأبحاث قديمة".

السكري

وتابع، "وفقًا لدراسة أجريت عام 2008، فإن تناول كبسولات تحتوي على 1-3 جرام من ورق الغار يوميًا يمكن أن يساعد في خفض وإدارة مستويات الغلوكوز ومستويات الكوليسترول لدى مرضى السكري. هذا على الأرجح لأن أوراق الغار تحتوي على مادة "البوليفينول"، الغنية بمضادات الأكسدة القوية".

وتشير هذه المعلومات الواعدة إلى أن ورق الغار يمكن أن يساهم في تنظيم وحتى الوقاية من مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى (مصدر موثوق به). ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن بعض الأدلة تشير إلى أنه قد يتداخل مع التحكم في نسبة السكر في الدم. لذا يجب التحدث دائمًا مع أخصائي الصحة قبل استخدامه لهذا الغرض". خاصة إذا كان الشخص يعاني من مرض السكري (مصدر موثوق به). مردفاً، "اثبتت دراسة ان ورق الغار ذات قدرة على تقليل الالتهاب في منطقة الجرح، بحيث أجريت تجارب قديمة على الفئران، ووجد العلماء أنه يرمم الجروح (مصدر موثوق به).

حصى الكلى

بيّن طرابلسي أهمية "الغار" في علاج حصوات الكلى انطلاقا من دراسة أجريت عام 2014 لمعرفة إذا كان مستخلصه يمكن أن يساعد في الوقاية، ووجدت الدراسة أنه، إلى جانب 8 أعشاب طبية تقليدية أخرى، كانت أوراقه قادرة على تقليل كمية "اليورياز" في الجسم. و"اليورياز" هو إنزيم عند عدم التوازن، يمكن أن يؤدي إلى العديد من اضطرابات المعدة، بما في ذلك حصوات الكلى. وأوراق الغار قادرة على تقليل كمية "اليورياز" في الجسم".

لكن العلماء الذين أجروا الدراسة اقترحوا إجراء المزيد من الأبحاث لفهم كيفية عمل هذه الأعشاب (مصدر موثوق به).

الذاكرة

وختم كاشفاً عن دراسة أجريت عام 2021، "فقد قام الباحثون بتعريض الفئران لأوراق الغار لمدة 5 دقائق في اجهاز غرفة التدخين مرة واحدة يوميا لمدة 22 يوما، ووجدوا أنه ساعد في تكوين الذاكرة وتحسين العجز المعرفي، وعلى الرغم من أن الدراسات على الحيوانات لا تنطبق دائمًا على البشر، إلا أنها يمكن أن تقدم رؤية قد تؤدي إلى إجراء دراسات على البشر".

الأكثر قراءة

بكركي ترفض «دفن الديمقراطية وخلق السوابق» وبري يعتبر بيان «الخماسية» يُـكمل مبادرته شرف الدين يكشف لـ«الديار» عن لوائح للنازحين تنتظر موافقة الامن الوطني السوري تكثيف معاد للإغتيالات من الجنوب الى البقاع... والمقاومة مستمرة بالعمليات الردعية