اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

التوطين حجّةُ التقسيم

مع بداية الحرب شبه العالمية على سوريا (الشام )، ومع تدفّق النازحين هرباً من ويلات هذه الحرب الى لبنان المُثقل والُمثخن بالجراح، تعالت استغاثاتٌ تطالب بايقاف هذا النزوح المتزايد، وباعادة مَن نزحوا الى ديارهم. يومها، ردّت من على ضفاف الأودية الفاصلة بين اللبنانيين أصواتٌ معاكسةٌ. أصواتٌ تُحذِّر من جرائر الاقدام على اجراء اعادة الفارّين من ويل الحرب الى حيث تتهددهم مخاطر الجوع والموت، وظلم النظام، على ما كانت تردّد أصداء المطالبين باسقاط النظام.

ومن بين هاتيك الأصوات ما كان بالفعل استجابة لغيرة انسانية ما. ومنها ما كان وما زال لغير غرض سياسي ولغير مرضٍ طائفي، ولألف سبب وسبب. لكنّ الأغرب، بين تلك الداعية الى حسن الاستضافة وحسن الاستقبال، فكان صوتَ حكيم " القوّات" سمير جعجع. العارفون بالحكيم القواتي، بخلفيّاته والطموحات، أخذهم يومها، من موقفه التضامني، غيرُ عجب. العجب والاستغراب لهذه المودّة المستجدّة للنازحين من سوريا، وربّما لمودّة مثلها قد تظهر لاحقاً لمن سبقهم الى لبنان من اللاجئين الفلسطينيين.

جعجع أوضح موقفه من النزوح، مع بدايات النزوح، بوجوب احترام لبنان لارادة المجتمع الدولي والعربي، الرامية الى اسقاط سوريا، لا الى مجرّد اسقاط النظام في الشام. وفي استجلاءٍ جادّ لحقيقة ما تتماهى فيه ارادةُ المجتمع الدولي، ونزواتُ مسلوبي الارادة في العراء العربي مع حكمة " الحكيم" جعجع، يخلص قارئو علامات الأزمنة الى نتيجة واحدة وحداء. نتيجة لا يحتاج ذو عقلٍ ونُهىً الى كثير عناء للوصول الى نهايتها. نهايتها أنّ التوطينَ غداً هو حجّةُ التقسيم ما بعد غدٍ. ومن يعشَ يرَ. وانّ غداً لناظره قريب.

الأكثر قراءة

زلزال قضائي: توقيف رياض سلامة... ماذا في المعلومات ولماذا الآن؟ الضغط الدولي غير كافٍ في احتواء إجرام نتنياهو تعزيزات الى الضفة الغربية... وخشية من تكرار سيناريو غزة