اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا يرى الوزير الأسبق روجيه ديب، الذي عاصر حكومات الطائف الأولى كممثلٍ عن "القوات اللبنانية"، أن الواقع العام للبنان كدولة هو بخير، كما لا يرى أن الواقع المسيحي هو بخير، متحدثاً عن أن "المسيحيين يواجهون واقعاً غير مريح منذ التسعينات إلى اليوم، بعدما جرّبوا المشاركة في الحكومات التي تشكّلت في التسعينات حتى العام 2005، ولم يصلوا إلى ما يطرحونه على صعيد إعادة بناء الدولة".

وفي تفاصيل هذه المشاركة، يوضح ديب لـ "الديار"، أن كل الأحزاب المسيحية قد شاركت في فترة من الفترات في السلطة، وخصوصاً "التيار الوطني الحر"، فيما كانت "القوات" و"الكتائب" تشاركان ثم تقاطعان الحكومات، في ما يبدو وكأنه "بحث عن طريق لوقف التدهور في مؤسسات الدولة والانهيار الذي وصل إليه لبنان اليوم، علماً أنه قد كانت لكل حزب مسيحي ومن موقعه، لغة واحدة وحتى ان التيار الوطني الحر تحدث عن الفساد ويطالب ببناء دولة، فيما "القوات" و"الكتائب" تعتبران أن ما من إمكان بالموجود إحداث أي تغيير، لذلك كان السبيل لديهم المعارضة والانسحاب".

وعن المشاركة في البرلمان، يشير ديب إلى "أن قانون الانتخاب الأخير أعطى المسيحيين عدداً من النواب والحلفاء، وباتوا قادرين على توقيف أمور أساسية من داخل المجلس النيابي، ومن هنا تأتي أهمية المشاركة والاتفاق في الأمور المصيرية والاستثنائية كرئاسة الجمهورية والحياد واللامركزية التي يستطيعون التقاطع عليها، من دون المسّ بواقع التنافس الطبيعي فيما بينها".

وعليه، يحدِّد ديب المشكلة الأساسية لدى المسيحيين، بـ "البحث عن شريك للإصلاح في الحكم لدى القوى المؤثّرة، لأن هذا البحث لم يجد جواباً، ولذلك هناك نقزة من المشاركة، ولكنهم لا يستطيعون الغياب عن مجلس النواب، وقد جرّبوا ذلك وكانت النتيجة أن زعيماً قد نُفي والآخر سُجن".

وعن انتخابات رئاسة الجمهورية، يشدٍّد على "أولوية الحل قبل الانتخاب، خصوصاً في ضوء إعلان الرئيس السابق ميشال عون "ما خلّونا".

وعن طبيعة هذا الحل وتوقيته، يكشف أنه "قد بدأ اليوم، بعدما انقطعت مصادر التمويل الخارجي عن لبنان، وبات الإصلاح السبيل الوحيد للإستمرار، وبات على المسؤول أن يتحمل المسؤولية عن أي قرار حكومي، حيث أنه أصبح السياسي في لبنان مجبراً على اتخاذ القرار المناسب، أي الإصلاح للحصول على دعم خارجي أو رفض الإصلاح وفرض ضرائب ووضع نفسه تحت رحمة ثورة اجتماعية". في هذا السياق، يؤكد ديب أن "حوار السبعة الايام لن يكون كافياً للتوصل إلى أي تفاهم أو حلول، لأن الإصلاح هو المعبر الإلزامي لأي حوار أو تأمين أكثرية لأي مرشّح، والمبادرة إلى تغيير طريقة العمل نيابياً وحكومياً لتحمّل المسؤولية وليس الانسحاب، لأن الاتفاق والحوار ضروريان".

وعن العناوين المسيحية المطروحة للحوار، فيرى أنها "تتناول بالنسبة للتيار الوطني كيفية التعايش، وبالنسبة للكتائب والقوات، كيفية التعامل مع حزب الله، علماً أنه في التسعينات، وعند بحث قضية الميليشيات، كان القرار العربي والأميركي والفرنسي الخارجي بتسليم السلاح من قبل القوات والحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل والمردة، باستثناء الحزب الذي اعتُبر قوة إقليمية لمحاربة إسرائيل، لكن لاحقاً تغيّر الوضع وشارك الحزب في السلطة، ما أدى إلى تغيير التوازنات في البلد، وهذا التغيير يتطلب بحثاً اليوم، لأنه خلق حذراً كبيراً عند المسيحيين".

أمّا الموضوع الثاني، وفق ديب، فهو الإصلاح بعد الانهيار المالي وضياع ودائع اللبنانيين، إنما يكشف أن "ما من نية فعلية وقرار جدي بمباشرة الإصلاح عند القوى السياسية الأكثر تأثيراً بلبنان، ولذلك يقول المسيحيون انه يجب البحث عن حلول".

وعن طروحات اللامركزية والفدرالية، يرفض هذه الطروحات مؤكدا "أننا لا نستطيع ترك الوضع الانهياري لبحث مواضيع تتطلب نحو 10 أو 15 عاماً لكي تُطبّق، بل يجب المعالجة الفورية لواقع الانهيار، كما يجب التمهيد لإعادة بناء الدولة وهذا ما يجب الاتفاق عليه، عبر طرح سؤال حول ما إذا كنا فعلاً نريد دولةً بمعنى الدولة أو دولة مستنبطة من واقعنا، أي تتعايش مع الأمر الواقع بكل سيئاته. والمطلوب هو الذهاب نحو تكريس مسلّمات الوحدة والتعايش والحريات والمساواة بين الجماعات وبين المواطنين، لأن الباقي كله تفاصيل تقنية دستورية قانونية اقتصادية مالية، يجب أن نتفاوض حولها قبل أن نستمر في المسار الانحداري".

الأكثر قراءة

توقيف سلامة يطرح علامات الاستفهام وخاصة التوقيت