اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

هي مأساة بلدة في البقاع الأوسط: علي النهري...

لأسباب طارئة، رافقت الاشكال المتعلق بوفاة أحد أبناء البلدة في ظروف غامضة، تغيّب رئيس البلدية منذ أكثر من أسبوعين عن ممارسة مهماته، وحتى دون أن يوجد في البلدة.

وتبعاً للمادة 72 من قانون البلديات، اذا مضت 7 أيام على تغيّب الرئيس حلً محله، بصورة مؤقتة، وبقرار من المجلس البلدي نائبه، على أن تأخذ سلطة الرقابة الادارية (المحافظ) علماً بذلك. وبالفعل، وافق 13 عضواً في البلدية على قيام نائب الرئيس بالمهمة، وارسلت المعاملة الى المحافظ الأستاذ كمال أبو جودة، الذي يجمع أهل المنطقة على ديناميكيته وعلى نزاهته، في الاضطلاع بكامل المهمات المناطة به، وعلى أفضل وجه في هذه الظروف القاتلة.

لكن أهل البلدة فوجئوا بأن المحافظ ارتأى "ارسالها الى جانب هيئة التشريع والاستشارات، أو الى جانب الدائرة الحقوقية لبيان الرأي حول مدى قانونية، وامكان الدعوة الى انعقاد جلسة للمجلس البلدي في الحالة الراهنة بناء على أحكام المادة 32، وأحكام المادة 72 (من قانون البلديات)، على أن ينظر بعدها بالمقتضى القانوني من قبلنا".

هذا مع أن المسألة ذات طبيعة آنية، وترتبط بالاحتياجات الضرورية واليومية للناس.

أخذاً بالاعتبار الطريقة الراقية التي تعاملت بها العائلتان المعنيتان، وما تبذله الفاعليات الحزبية، وكذلك قوى المجتمع المدني في البلدة، للمعالجة العقلانية للآثارالناجمة عن الحادثة.

البلدة تبدو، بطرقاتها التي لا تليق بأي حال بالكائنات البشرية، أمام مشكلات حيوية تمس سكانها الذين يعدّون بعشرات الآلاف، ومنها:

• توقف خدمات البلدية بشكل كامل، وعدم دفع رواتب العاملين فيها، ما يؤدي الى تكدس النفايات التي تطبق على سكان البلدة.

• تفاقم الخلل (الذي يثير الكثير من علامات الاستفهام حول أسبابه وخلفياته التقنية وغير التقنية) في عملية ضخ المياه. لنتصور بقاء نحو 30.000 نسمة من دون مياه لمدة لا يعلم سوى الله متى تنتهي، في دولة هي في حالة الموت السريري.

على أمل أن يحل المحافظ أو وزير الداخلية، هذه المشكلة التي لم تكن لتكون، الا اذا كان هناك من ينظر من زاوية معينة، الى الظروف التي أنتجت الوضع الراهن.

علي النهري التي عانت طويلاً من التعامل معها كحالة خارج الخارطة اللبنانية، تأمل في انهاء المشكلة وقيام نائب رئيس البلدية بمهامه، والا تكريس ثقافة الأدغال. لا ماء ولا طرقات، مع تكدس النفايات دون أي حل في الأفق.

هكذا لتبقى علي النهري البلدة البائسة في جمهورية بائسة!...


الأكثر قراءة

توقيف سلامة يطرح علامات الاستفهام وخاصة التوقيت