اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

مع ساعات المساء الأولى وبعدما ارتفعت وتيرة الإشتباكات في مخيم عين الحلوة، نزلت القيادة الوطنية الفلسطينية إلى الميدان في مخيم عين الحلوة، وباشرت العمل من خلال متابعة أدق التفاصيل من أجل تثبيت ووقف إطلاق النار في ضوء إجماع فلسطيني ولبناني لوقف المعارك في المخيم، حيث توجه وفدان فلسطينيان من هيئة العمل المشترك إلى المخيم، وانطلق الأول باتجاه مركز "عصبة الأنصار" والوفد الثاني باتجاه مركز الأمن الوطني الفلسطيني، من أجل العمل على وقف النار.

ولكن كيف اندلعت جولة الاشتباكات الأخيرة والعنيفة في مخيم عين الحلوة؟ وما الذي فجّر الوضع الأمني؟ يروي الناطق باسم حركة "حماس" جهاد طه لـ "الديار"، ما حصل ميدانياً ليل الجمعة _ السبت الماضي، موضحاً أنه "في اللقاء الاخير الذي ضمّ أعضاء هيئة العمل الوطني الفلسطيني المشترك، كان هناك توجه لتشكيل قوة مشتركة تضم القوى الفلسطينية الوطنية كافةً، بما فيها حركتا فتح وحماس والقوى الإسلامية أولاً ثم أن يكون هناك تمركز وانتشار للقوة الأمنية المشتركة في النقاط الساخنة في المخيم ومنها المدارس في منطقة الطوارىء ثانياً، والعمل على سحب المسلحين من هذه النقاط ثالثاً، على أن يبدأ العمل بعدها على تأمين عودة الطلاب إلى مدارسهم".

ولفت طه، إلى أن "أكثر من 7 آلاف طالب فلسطيني هم خارج المدارس، وقد تحدثت "الأونرا" عن وجود توجه لإرسالهم إلى مدارس خارج المخيم، واكن هذا الأمر غير ممكن بسبب الصعوبات اللوجستية والإجراءات اليومية على الحواجز، ولذلك، أتت خطوة سحب المسلحين من المدارس وتمركز القوة الفلسطينية المشتركة، إلاّ أن هناك من دخل على الخط وعبث وسعى إلى إفشال هذه الخطوة".

وبالتالي، أكد طه، أن "المطلوب على المستوى الفلسطيني، ومن وجهة نظر حركة حماس، رفع الغطاء عن المتورطين وكشف كل الذين يحاولون ضرب الإجماع الفلسطيني واللبناني المشترك، الهادف إلى تثبيت وقف إطلاق النار ومعالجة الأمور على طاولة حوار من أجل وتنفيذ مقررات هيئة العمل الوطني الفلسطيني المشتركة".

من هي الجهة التي خرّبت الاتفاق؟ يجيب طه، بأنه "وبقدر ما أن هناك اولوية بتثبيت وقف إطلاق النار، لا نريد الدخول في التسميات، لأن هناك طرفين في هذه المعركة، ولا نريد تحميل المسؤولية لطرفٍ على حساب طرف آخر حتى لا يُسجّل علينا موقف في الحركة، علماً أن كل ما نريده هو تحقيق شفاف من قبل هيئة العمل الفلسطيني المشترك، كما حصل عندما قامت اللجنة بالتحقيق في اغتيال أبو أشرف العرموشي".

وأضاف طه، أن "هذه اللجنة نزلت الى الميدان وستراقب من يخرق وقف النار وقرارات هيئة العمل المشتركة، وسيكون لها موقفٌ يشير إلى الجهة التي تعطّل مقررات هيئة العمل المشترك، خصوصاً وأن هناك أدوات تريد العبث بأمن عين الحلوة، ونحن نتحدث عن أكبر مخيم فلسطيني، وذلك بهدف شطب المخيمات عن الخارطة السياسية الدولية من أجل إنهاء قضية اللاجئين وكذلك حق العودة". واعتبر أن "مشهد النزوح اليوم مرفوض وغير مقبول لنا كفلسطينيين، وكما نجحنا منذ العام 2013 وحافظنا على الوحدة في الموقف وعلى الوجود والمخيمات الفلسطينية، يجب أن تبقى هذه المعادلة راسخة من أجل الحفاظ على الوجود الفلسطيني والحفاظ على العلاقة الأخوية بين اللبنانيين والفلسطينيين لأننا نعتبر في قاموسنا السياسي، أن أمن واستقرار المخيمات هو جزء من أمن وسيادة لبنان، وقد لمسنا اليوم أن هناك جدية حقيقية وقرارات صارمة من قبل قيادة الجيش والأحزاب والقوى الوطنية لمعالجة القضية بروح من المسؤولية العالية، وبيان قيادة الجيش واضح وهو يدعو برفع الغطاء عن المتسببين بالأحداث ووقف النار، إذ يجب معالجة تداعيات هذه الأحداث بحوار وشركة سياسية ووطنية بين كل الفلسطنيين وبالتنسيق مع القيادات اللبنانية من أجل تحقيق مصلحة الساحتين اللبنانية والفلسطينية وقطع الطريق على أدوات الفتنة كافة التي تحاول العبث بالساحتين اللبنانية والفلسطينية".


الأكثر قراءة

توقيف سلامة يطرح علامات الاستفهام وخاصة التوقيت