اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تسببت حرائق الغابات التي حطمت الأرقام القياسية في نصف الكرة الشمالي، حتى الآن هذا العام، بانبعاثات كربونية قياسية، وفقاً لتقييم أولي أجرته خدمة "كوبرنيكوس لمراقبة الغلاف الجوي" التابعة للاتحاد الأوروبي، صدر أمس الخميس.

وتواصِل حرائق الغابات الاشتعال في بعض أجزاء نصف الكرة الشمالي، ويستمر موسم الحرائق الشمالية لعام 2023 من أيار حتى نهاية تشرين الأول. وتشهد كندا، التي بدأت الحرائق فيها في أيار، موجة قاسية من الحرائق على نحوٍ خاص.

ووفقاً لخدمة مراقبة الغلاف الجوي، تسببت حرائق الغابات الكندية في ما يقرب من 410 ميغا طن من انبعاثات الكربون حتى الآن، وهي أعلى قيمة تم قياسها على الإطلاق لكندا. ووصلت بعض الأعمدة إلى أوروبا، وهي مسؤولة عن 27 في المئة من انبعاثات الكربون العالمية هذا العام حتى الآن.

واستمرار حرائق الغابات النشطة في كندا يعني أنه من المرجح أن ترتفع الانبعاثات لهذا العام بشكل أكبر. وعلى الرغم من أن حرائق الغابات تحدث بشكل منتظم، فإن تغيُّر المناخ له تأثير، وفقاً لخدمة مراقبة الغلاف الجوي. وقال مارك بارينجتون، كبير العلماء في الخدمة: "مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة والظروف الجافة أكثر على المدى الطويل، تزداد فرص التعرُّض لحرائق غابات مدمّرة مثل تلك الموجودة في كندا".

تمتد الآثار طويلة المدى على صحة الإنسان إلى ما هو أبعد من مكافحة حرائق الغابات، أو ما يتم إجلاؤه، أو الخسائر المتكبدة. ويؤدي الدخان والجسيمات الناتجة عن حرائق الغابات إلى عواقب وخيمة على الصحة في المستوطنات الواقعة في اتجاه الريح، وأحيانًا على بعد آلاف الكيلومترات من مصدر الحرائق، وغالبًا ما تتفاقم الآثار بين المصابين بأمراض موجودة مسبقًا، والنساء، والأطفال، وكبار السن، والفقراء. ومن المتوقع أيضاً أن تؤدي التغييرات في أنظمة الحرائق إلى خسارة هائلة في التنوع البيولوجي، مما يعرض للخطر أكثر من 4400 نوع من الأنواع البرية وأنواع المياه العذبة.

هذا وتولد حرائق الغابات غاز الكربون الأسود والملوثات الأخرى التي يمكن أن تلوث مصادر المياه، وتعزز ذوبان الأنهار الجليدية، وتسبب الانهيارات الأرضية وتكاثر الطحالب على نطاق واسع في المحيطات، وتحويل مصارف الكربون مثل الغابات المطيرة إلى مصادر كربونية.

اما أبرز العوامل المؤدية إلى اندلاع الحرائق، فهي:

- أنشطة بشرية تتسبب في اندلاع الحرائق: تندلع العديد من حرائق الغابات؛ بسبب النشاطات البشرية غير الآمنة، مثل حرق الأكوام الخشبية ورمي السجائر بشكل غير صحيح أو التخييم غير المراقب، الحرائق المُفتعلة من قِبَل الأشخاص.

- عوامل طبيعية تؤدي إلى اشتعال الحرائق في الغابات: ارتفاع درجات الحرارة الذي بدوره يعمل على تجفيف الأرض والنباتات، مما يزيد احتمالية اشتعالها. الرياح القوية من الممكن أن تزيد سرعة انتشار النيران، وتجعل من الصعب السيطرة عليها.

كما يساهم البرق في إشعال النيران الغابات نتيجة تصادمه بالأشجار أو نباتات جافة.

- التغيرات المناخية تساهم في اندلاع حرائق الغابات: زيادة درجات الحرارة والتغيرات في انماط الأمطار يُمكن أن يزيدا من احتمالية حدوث الحرائق في الغابات، إضافة إلى الجفاف الناتج عن نقص الأمطار وانخفاض مستويات الرطوبة.

الأكثر قراءة

زلزال قضائي: توقيف رياض سلامة... ماذا في المعلومات ولماذا الآن؟ الضغط الدولي غير كافٍ في احتواء إجرام نتنياهو تعزيزات الى الضفة الغربية... وخشية من تكرار سيناريو غزة