اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تبدو العلاقة الجنبلاطية  - الارسلانية مستقرة منذ فترة غير بعيدة، والتي سادتها في مراحل احداث دموية، سقط فيها شهداء وجرحى، سواء في الشويفات أو قبر شمون، وتمت معالجتها امام القضاء، وبمصالحات انتجت تفاهما وتعاوناً بين المرجعيتين الدرزيتين للحفاظ على أمن الجبل ومناطق اخرى يوجد فيها الحزبان التقدمي الاشتراكي والديموقراطي اللبناني.

وجمع عشاء في كليمنصو الرئيس السابق للحزب الاشتراكي وليد جبنلاط والرئيس الحالي نجله تيمور ورئيس الحزب الديموقراطي طلال ارسلان ونجله مجيد، وهو جاء بناء على دعوة وجهها جنبلاط الأب للأمير طلال الذي سبق ودعاه الى عشاء في دارته بخلدة، لتعزيز العلاقة بين الطرفين، وابعاد الخلافات السياسية عن "الساحة الدرزية"، بوقف التحريض والتعبئة، ونتج من ذلك تكليف النائب اكرم شهيب ممثلاً الاشتراكي والوزير السابق صالح الغريب ممثلا الديموقراطي لمعالجة ومتابعة الوضع الدرزي، وجالا على المرجعيات الروحية الدرزية لوضعها في اجواء التوافق الدرزي عبر الزعامتين الجنبلاطية والارسلانية وتحييد الطائفة عن الصراعات ولعبة المحاور، والتحالفات لدى كل جهة حزبية.

هذه الاجواء الايجابية بين الحزبين قبل سقوط النظام السوري السابق وبعده، ومع وصول سلطة جديدة في سوريا برئاسة احمد الشرع، فان الدروز في لبنان نأوا بانفسهم عما جرى في سوريا، مع اختلاف قراءة كل من جنبلاط وارسلان لها، سواء في اثناء وجود الرئيس السابق بشار الاسد في الحكم، او الشرع حالياً، ونجح الطرفان في الابتعاد عن الصراعات السورية الداخلية، وجاءت الاحداث الدموية في محافظة السويداء لتلقي بظلالها على الوضع الدرزي في لبنان، الذي تأثر بما حصل من مجازر وارتكابات واعمال خطف وتهجير، الا ان جنبلاط وارسلان نجحا في اتصالاتهما مع جميع الاطراف والقوى السياسة والحزبية، لا سيما مع الطائفة السنية، ان تبقى العلاقة مستقرة في كل لبنان، بالرغم من حصول احداث فردية محددة.

وفرضت الاحداث في السويداء نفسها على مائدة العشاء الجنبلاطي – الارسلاني، وتمت قراءة لها، وان من زاوية مختلفة للطرفين، وفق مصادر اطلعت عليها، واتفقا على انه جرى الباس الدروز ثوباً غير ثوبهم في الوطنية والعروبة والدفاع عن الاسلام، الذين هم منه، تقول المصادر التي ترى أن المرحلة قاتمة جداً، وان ما حصل في السويداء ليس ما قبله، وهذا ما اتفق عليه جنبلاط وارسلان على ان تتم دراسة مرحلة حكم الشرع والممارسات التي حصلت، وتقويم جميع المواقف من احدث محافظة السويداء وما قبلها من الذي جرى في الساحل السوري، وتفجير الكنيسة، فلمس الطرفان عدم وجود ضمانات عربية ودولية لطمأنة الاقليات، واتفقا على رفض الحماية الاسرائيلية، والتصدي لمشروع تقسيم سوريا، والعمل على وحدتها، بالوقوف ضد اقامة "دولة درزية" واجهها الدروز عبر تاريخهم ومع كل قياداتهم وكانوا دائماً مع وحدة الدول التي هم من أهلها.

وعن الوضع في لبنان، جرى التطرق الى موضوع السلاح، الذي سلمه جنبلاط الى الجيش، وجرى السؤال هل ما حصل في السويداء يساعد في جمعه من كل الاطراف، لا سيما "حزب الله"؟

وفي موضوع الانتخابات النيابية، لم يكن له الاولوية، في هذه المرحلة، التي باتت وجودية للدروز.

الأكثر قراءة

حتى لو سقطت عروش العرب