اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أكدت السلطات الأذربيجانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إقليم ناغورني قره باغ بعدما وافق الانفصاليون في الإقليم على إلقاء أسلحتهم وبدء محادثات بشأن إعادة دمج المنطقة المتنازع عليها ، في إشارة إلى انتهاء العملية العسكرية التي بدأتها القوات الأذربيجانية قبل 24 ساعة وخلفت 32 قتيلا، فيما أعلنت أرمينيا أنها لم تشارك في صياغة اتفاق وقف إطلاق النار.

وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان إن قوات الأرمن في المنطقة الجبلية وافقت على "إلقاء أسلحتها والتخلي عن المواقع القتالية والمواقع العسكرية ونزع سلاحها بالكامل"، وإنه يجري تسليم جميع الأسلحة والمعدات الثقيلة إلى جيش أذربيجان.

من جانبهم، أعلن الانفصاليون الأرمن في ناغورني قره باغ أنهم سيوقفون إطلاق النار وسيلقون أسلحتهم.

وقالت الرئاسة المعلنة للمنطقة في بيان على شبكات التواصل الاجتماعي "عبر وساطة قيادة فرقة حفظ السلام الروسية المتمركزة في ناغورني قره باغ تم التوصل إلى اتفاق بشأن الوقف الكامل لإطلاق النار ".

وقالت السلطات الانفصالية إنه "ستتم مناقشة القضايا التي أثارها الجانب الأذربيجاني بشأن إعادة الدمج وضمان حقوق وأمن أرمن ناغورني قره باغ في اجتماع بين ممثلي السكان الأرمن المحليين والسلطات المركزية لجمهورية أذربيجان".

وكانت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء قالت إن الانفصاليين الأرمن في قره باغ وافقوا على شروط وقف لإطلاق النار اقترحته قوات حفظ السلام الروسية بعد تعرضهم لسلسلة انتكاسات في أرض المعركة على يد جيش أذربيجان.

وأفادت وكالة الأنباء الأرمينية أيضا بأن سلطات قره باغ وافقت على وقف لإطلاق النار اقترحته قوات حفظ السلام الروسية، ويعني اتفاق وقف إطلاق النار حل قوات الانفصاليين وسحب كل الأسلحة الثقيلة، بحسب ما ذكرت إنترفاكس.

موقف أرمينيا

وفي يريفان، أعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في خطاب متلفز موجه إلى الأمة أن بلاده لم تشارك في صياغة اتفاق وقف إطلاق النار بين الانفصاليين في ناغورني قره باغ وأذربيجان.

وقال باشينيان "لم تشارك أرمينيا في صياغة نص إعلان وقف إطلاق النار في ناغورني قره باغ بوساطة قوات حفظ السلام الروسية"، مؤكدا أن يريفان "ليس لديها جيش" في الجيب الانفصالي.

وكانت أرمينيا أعلنت في وقت سابق أن 32 شخصا قتلوا وأكثر من 200 جرحوا في أقل من 24 ساعة في العملية العسكرية التي تشنها أذربيجان في منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها.

وقال الرئيس السابق لحكومة المنطقة الانفصالية روبن فاردانيان في إدارة قره باغ التابعة للأرمن إن نحو 100 قتلوا وأصيب مئات آخرون منذ بدء أذربيجان عمليتها العسكرية، في حين أجلت قوات حفظ السلام أكثر من ألفي مدني من المنطقة.

وأكد فاردانيان لرويترز من قره باغ "هذه حرب كبيرة، أذربيجان بدأت عملية كاملة، وهي في الأساس عملية تطهير عرقي".

ونددت أرمينيا -التي كانت تجري محادثات سلام دورية مع أذربيجان، من بينها ما يتعلق بمستقبل قره باغ- بما وصفته بـ"العدوان الشامل من باكو" على شعب الإقليم، واتهمت أذربيجان بقصف بلدات وقرى.

أهداف العملية العسكرية

في المقابل، قالت أذربيجان إن قصدها هو "نزع السلاح وضمان انسحاب تشكيلات القوات المسلحة الأرمينية من أراضينا، وتحييد بنيتها التحتية العسكرية"، وأكدت أن عمليتها مستمرة بنجاح.

وكانت وزارة الدفاع في أذربيجان أعلنت أن قواتها سيطرت على 60 موقعا للقوات الأرمينية في إقليم ناغورني قره باغ بعد ساعات من شنها عملية عسكرية تستهدف نزع سلاح الانفصاليين بالإقليم.

وقالت الوزارة -في بيان- إن قواتها دمرت عددا من نقاط إطلاق النار التابعة للقوات الأرمينية، مؤكدة أن العملية العسكرية مستمرة بنجاح.

وقبل ذلك، نشرت وزارة الدفاع الأذرية بيانا قالت فيه إن العملية تستهدف إخراج التشكيلات المسلحة الأرمينية من أراضيها.

كما نقلت وكالات أنباء روسية عن الإدارة الرئاسية في أذربيجان قولها إن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن أذربيجان لن توقف عمليتها إلا بعد أن يلقي المقاتلون الأرمن أسلحتهم ويستسلموا.

ومنطقة قره باغ الجبلية معترف بها دوليا على أنها جزء من أذربيجان، لكن جزءا منها تديره سلطات انفصالية من عرقية الأرمن تقول إن المنطقة وطن أجدادها.

وسيطرت أرمينيا على مساحات واسعة من ناغورني قره باغ في حرب اندلعت مع انهيار الاتحاد السوفياتي، واستعادت أذربيجان معظمها في صراع استمر ستة أسابيع في عام 2020 وانتهى باتفاق لوقف إطلاق نار بوساطة روسية.

ونقلت وسائل إعلام أرمينية عن زعيم الانفصاليين في قره باغ قوله إنه قواتهم "مضطرة لاتخاذ خطوات للدفاع عن أمن الإقليم"، مشيرا إلى أن الجهات الدولية لم تتخذ أي خطوات عملية لوقف التصعيد في قره باغ.

دعوات لوقف القتال

وفي وقت سابق، أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اتصالات مع كل من رئيس أذربيجان إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، وحث أذربيجان على "وقف الأعمال العسكرية على الفور" وتهدئة الوضع.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية عن الاتصال الهاتفي إن علييف "عبر عن استعداده" لوقف الأعمال القتالية وعقد اجتماع مع ممثلي ناغورني قره باغ، وإن بلينكن قال لباشينيان خلال اتصالهما إن أرمينيا تحظى بدعم واشنطن الكامل.

بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "وقف القتال على الفور" بعد أن أدان الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا العملية العسكرية الأذربيجانية.

ودعت موسكو في وقت مبكر من اليوم الأربعاء الجانبين إلى وقف إراقة الدماء والأعمال القتالية والعودة إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 2020.

وتسعى روسيا مع انشغالها بالحرب في أوكرانيا إلى الحفاظ على نفوذها في المنطقة التي تتقاطع فيها خطوط أنابيب للنفط والغاز، في مواجهة نشاط أكبر من جانب تركيا التي تدعم أذربيجان.

وتوترت العلاقات بين روسيا وأرمينيا الحليفتين التقليديتين منذ أن بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حربا في أوكرانيا عام 2022، وتفاقم التوتر في الأشهر الماضية بسبب ما تقول أرمينيا إنه فشل موسكو في الالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار لعام 2020.

الأكثر قراءة

لا حرب شاملة والتهديدات لرفع معنويات الداخل «الاسرائيلي» وتماسكه