اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

امام سقوط المساعي والمبادرات العربية والغربية للوصول الى حل للملف الرئاسي، من خلال جمع المتناحرين اقله على طاولة حوار لم تنجح، وامام تضامن فريق الموالاة وتفاهمه على مرشحه الرئاسي، تبقى المشكلة الاكبر لدى الفريق المسيحي وبصورة خاصة لدى الاحزاب المعارضة، التي لم ولن تتوصل في اي مرة الى اتفاق على هوية الرئيس، اذ تبقى العلاقة بين رؤساء تلك الاحزاب "واقفة على صوص ونقطة" كما يقال، لانّ الماضي الاليم لن يزول، ولا الاحقاد، ولا التنافس على زعامة الشارع المسيحي، على الرغم من كل المحاولات التي قام بها البطريرك الماروني بشارة الراعي، وسبقه في ذلك البطريرك الراحل نصرالله صفير، لكن لا امل في تحقيق ذلك التقارب، حتى في الاستحقاق الرئاسي والموقع المسيحي الاول المتبقي للمسيحيين في لبنان والشرق.

كل هذا لم يشفع في جمع المسيحيين وتوافقهم وتوحيد كلمتهم، كما يقول نائب ووزير حزبي سابق لـ "الديار"، عايش كل المراحل وأنتج الكتب السياسية وكشف الاسرار المهمة، لكنه لم يستطع فهم الزعماء المسيحيين الجدد كما أسماهم، مترحّماً على الزعماء المسيحيين الكبار، الذين قلّ نظيرهم اليوم، أمثال الرئيس كميل شمعون والعميد ريمون اده والشيخ بيار الجميّل، الذين كانوا يترفعون عن المصالح الخاصة من اجل مصلحة لبنان، فيما لم نعد نشهد ذلك منذ رحيل هؤلاء الكبار، معتبراً بانّ رؤساء الاحزاب المسيحية لم تتفق لغاية اليوم إلا على رفض رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، فيما لم تتفق بعد على اي مرشح، وسأل:" هل التوافق على إسم شخصية رئاسية صعب الى هذه الدرجة"؟

وقال: "لا يتفقون لانّ كل واحد منهم يطمح الى كرسي بعبدا، لذا لا تراهنوا على حدوث تلك المعجزة، حتى ولو طال الفراغ الرئاسي سنوات وسنوات، فالمهم رد الصاع صاعين من قبل كل واحد من هؤلاء ضد الآخر، والانتصار عليه من خلال النكايات والتناحرات ومحاولة إسقاطه بصورة خفية".

وسأل النائب والوزير السابق: "لماذا لا يمتثلون برؤساء الاحزاب لدى الطوائف الاخرى؟ اي على غرار الثنائي الشيعي، والكلمة الموحّدة في معظم الملفات والاستحقاقات الهامة، فحبذا لو يحصل بينهم تفاهمات واتفاقات اقله بين الاحزاب المسيحية المعارضة، فما الذي يمنع ذلك طالما ينتمون الى فريق واحد، وتجمعهم شعارات ومبادئ واحدة"؟ مشيراً الى "انّ الواقع المسيحي يعيش اليوم اسوأ مراحله، الامر الذي يطلق العنان للمخاوف والهواجس من الهجرة المتزايدة للمسيحيين من لبنان، للبحث عن ملاذ آمن، بعيداً عن التوترات والحروب والعنصرية والى ما هنالك، لانهم كانوا وما زالوا يدفعون الاثمان الباهظة عن غيرهم.

وتابع: "ألا تدعو كل تلك المخاوف الى ضرورة التوافق المسيحي على هوية الرئيس؟ لماذا هذا الصمت المريب واللامبالاة التي يشعرنا بها البعض؟ اذ لا نسمع سوى خطابات رنانة وكلمات شعبوية لا توصل الى اي مكان، سوى الى حماسة اصحاب العقول الصغيرة التي لا تعرف حقيقة البعض".

الى ذلك تطرق النائب والوزير السابق الى مشكلة تفوق بحجمها الملف الرئاسي ومخاطره، وهي النزوح السوري الثاني، الذي وصفه بالمعضلة الاكبر على المسيحيين، وقال: "هذه الاعداد الكبيرة التي تكاد تصل بعد اشهر قليلة الى 4 ملايين نازح، ستقلب الوضع راساً على عقب، وستطيح بالديموغرافيا في لبنان، وسيكون الشارع المسيحي اول المتأثرين، بسبب الخطر الوجودي على المسيحيين، وكل هذا لم يساهم في جمعهم بل بالمزيد من إنقسامهم وخلافهم"، املاً "ان يستيقظوا من سباتهم العميق، ويتجذروا اكثر في هذه الارض وينظروا الى مصلحة لبنان اولاً".

وختم المصدر المذكور بنقل هواجس بعض المسيحيين الذين يزورونه وينتظرون توافقاً من القياديين على القضايا الهامة، لكن الخلافات المتجذرة بينهم لا تساعد على ذلك، ورأى بأنّ البطريرك الراعي لطالما جهد لتحقيق ما يقارب المستحيل، أي مصالحة حقيقية للاقطاب الموارنة، لكنه لم يتوصل الى مبتغاه، "لانّ المهمة شاقة وصعبة للغاية، وتتطلب مناخاً داخلياً ايجابياً يتيح تأمين التوافق، ولا يبدو انه موجود حالياً"، وتوجه المصدر بنداء اخير الى المتقاتلين سياسياً، بان يطبقوا المثل القائل: "في الجمع قوة لا يستهان بها".

الأكثر قراءة

زلزال قضائي: توقيف رياض سلامة... ماذا في المعلومات ولماذا الآن؟ الضغط الدولي غير كافٍ في احتواء إجرام نتنياهو تعزيزات الى الضفة الغربية... وخشية من تكرار سيناريو غزة