اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في ظل تضاؤل نسب التفاؤل في إحراز نتائج إيجابية على خط الاستحقاق الرئاسي، استحوذت مسألة النزوح السوري الكثيف في الآونة الأخيرة على مجمل الاهتمامات الداخلية، لا سيما في ظل ما تبدّى من عجز لأدوات السلطة على اختلافها في وقف عملية النزوح هذه.

وفي محاولة للإضاءة على ما هو حاصل في هذا الملف، سألت "الديار" عضو كتلة "اللقاء الديموقراطي" النائب هادي أبو الحسن عن موجة النزوح الجديدة، فأبدى أسفه للأداء اللبناني الداخلي على مستوى هذه الأزمة الكبرى، ورأى "أنها تستأهل أن يكون لها إدارة على المستوى نفسه وتتطلّب استراتيجية وطنية، لا بل سياسة وطنية مختلفة تحظى بإجماع كل القوى السياسية، ولهذا السبب فليسمح لنا البعض من الذين يعطّلون جلسات مجلس الوزراء، عندما دعا رئيس الحكومة إلى جلسة لمجلس الوزراء كي نناقش هذا الأمر، فتغيّبوا وطيّروا النصاب، وهذه كانت خطيئة مميتة، لأن المطلوب أن تجتمع الحكومة، وأن تتلاقى القوى الوطنية اللبنانية بأكملها على رؤية موحّدة لننطلق من لبنان إلى الخارج كي نعالج هذه الأزمة، أما كل الإجراءات الأخرى التي تحصل، وكان آخرها بالأمس ما قما به وزير الداخلية مشكوراً، هي محاولة إدارة والتخفيف من الأعباء، فالحل الجذري يحتاج إلى قرار سياسي والقرار السياسي الكبير يحتاج إلى خطة وطنية شاملة والعمل بكل الاتجاهات داخلياً وخارجياً".

وعن الحراك القطري، ذكّر أن "أصدقاء لبنان كالعادة يحاولون مساعدتنا، وهم مشكورون على ذلك، ولا سيما قطر، على كل مسعى تقوم به من أجل إيجاد مخرج وحلّ الأزمة، هو جهد كبير ومركّز ولكن على أهميته يبقى استكمال هذا الجهد وتحقيق نتائج فيه من خلال تعاوننا كلبنانيين فيما بيننا أولاً، ومع المساعي المطروحة، حتى هذه اللحظة المسعى مستمر، ولكن النتائج لم تتوفر نتيجة تشبّث الأفرقاء المعنيين بمواقف مسبقة، فالمفروض أن نتلاقى على شخصية وفاقية تبدو حتى هذه اللحظة بعيدة المنال".

وعما إذا استسلم المسؤولون اللبنانيون للحل الخارجي، قال: "إذا كان البعض يفكِّر بهذه الطريقة، فهذا أمر غير مقبول، وهذه مسؤوليتنا أولاً كلبنانيين، والاستسلام للخارج يعني أننا نبرهن عن عجزنا المطلق، وهذا أمر غير مقبول عند أي مواطن يشعر بانتمائه الوطني الحقيقي، أما الأمل بمساعدة الأشقاء والأصدقاء فهذا الأمر مطلوب وطبيعي، ولكن أن نتنازل عن مسؤوليتنا ونلقي المسؤولية على الآخر وننتظر، إذاً لماذا نحن مسؤولون واقترع لنا المواطنون؟"

وهل من الممكن الوصول لرئيس من دون تسوية، شدّد أن "هذا الأمر يستحيل في بلد كلبنان، حتى إذا توصلنا إلى انتخاب رئيس كيف سيحكم؟ كيف تتشكل الحكومة؟ فهذا البلد محكوم بالتوافق، صحيح أننا نرفض التسليم أو الإنصياع لمنطق الغلبة والتحدي من قبل أي كان، ولكن أن يُؤتى برئيس ويشكل حكومة ويحكم سيكون هناك تعذّر، لهذا السبب سيكون الأفضل التوافق على شخصية وطنية بعيداً عن منطق الغلبة والتحدّي".

ولكن هناك من يمارس سياسة الغلبة، أشار إلى أنه "ليس باستطاعتهم صرف سياسة الغلبة في العملية الدستورية، إذاً هم أمام أفق مسدود، ونحن إذا رفضنا الحوار الداخلي، أيضاً نكون في دائرة مفرغة، ونصل إلى طريق مسدود، فالمطلوب أن نكسر القيد الآسر لمواقفنا، ونذهب إلى المشترك في هذه المواقف إلى مساحة مشتركة، نتوافق فيها على شخصية وطنية قادرة أن ترضي كل الناس، وهي متوافرة وموجودة، ولا مشكلة في ذلك".

وعن المخاوف على مستقبل لبنان وتغيير صورته، رأى أبو الحسن، أنه "في ظل هذا الاستعصاء والتعثّر الكبير مع تنامي الأزمات الكبرى، أي من الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية، إلى أزمة النزوح وصعوبة تأمين الحد الأدنى المطلوب من مصاريف الدولة، أي الرواتب والاستشفاء والتربية، يصبح الوضع مقلقاً ما دام لا ندفع باتجاه إيجاد الحلول، والحلول تبدأ بانتظام الدولة ومؤسّساتها وعلى رأسها رئاسة الجمهورية".

الأكثر قراءة

جنبلاط لـ "الثنائي الشيعي" ": جيبوا باسيل وخذوا فرنجية"... رئاسة بري لجلسات الحوار خط أحمر ... الرئاسة بعيدة ... وصيف ساخن ومفتوح