أحاديث خطيرة لأيّام خطيرة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في أحاديث الظل، سواء في الوسط السياسي أو في الوسط الديبلوماسي، ما يشير الى أن أي حرب في الشرق الأوسط لا يمكن أن تنحصر في حدود المنطقة. ثمة أنظمة وحتى دول ترى أن وجودها مهدد بالزوال، وهذا ما ينعكس على القوى الكبرى في صراعها حول قيادة الكرة الأرضية.

المثير هنا القول ان الشرق الأوسط بأكمله يدور الآن حول ما يقوله وما يفعله رجل يدعى... حسن نصرالله!!

في ما يلي ننقل ما تناهى الينا من أحاديث الظل التي هي بشكل أو بآخر أحاديث الضوء:

• الفرنسيون يقولون اذ يقتضي الوضع اللبناني الحد الأقصى من الوعي، يتصرف البعض بالحد الأقصى من التهور، ما يجعل لبنان أمام البقاء أو اللابقاء.

• حزب الله يدرك أن الظروف الراهنة، أكانت داخلية أم خارجية، ليست ملائمة للحرب. ولكن أي تداعيات على المنطقة، وعلى لبنان بالذات، اذا تمكنت "اسرائيل" من ترحيل الفلسطينيين الى سيناء. في هذه الحال، الى أين سيتم ترحيل اللبنانيين، وبعدما وصف هنري كيسنجر لبنان بـ "الفائض الجغرافي"، ليعقبه وصف آرييل شارون بـ "الخطأ التاريخي"؟

• خصوم الحزب يرون أن الاختبار الميداني الذي خاضه في الأيام الأخيرة، بالأرقام الصادمة، يفترض أن تجعله يدرك أن "اسرائيل" اليوم غير "اسرائيل" عام 2006، كذلك أميركا التي أتت بالأرمادا النووية الى المنطقة. فات هؤلاء أن قوة الحزب تجاوزت بعشرات الأضعاف ما كانت عليه منذ 17 عاماً.

• ما من مرة كانت "اسرائيل" على هذا المستوى من الهشاشة ومن التصدع، وحتى من الضياع. هذا ما يدركه الأميركيون الذين، بالرغم من مواقفهم الصارخة، يحاولون التبريد التدريجي للرؤوس الساخنة، لادراكها أن الحرب لا بد أن تمتد الى كل أصقاع الشرق الأوسط.

• ما يفعله جو بايدن نوع من الضجيج الانتخابي، بعدما كان يراهن على أن التطبيع بين السعودية و "اسرائيل" سيكرس وجوده لولاية ثانية في البيت الأبيض. ما جرى ويجري في القطاع من مجازر، لا بد أن يهز ذلك العالم العربي الميت. ثمة أنظمة عربية اقتنعت بأن "اسرائيل" لم تعد بالقوة التي تسند اليها عروشها.

• ماذا يمكن الاستنتاج من فتح واشنطن قنوات اتصال مع طهران؟ وما الثمن الذي يريده آيات الله ؟ الروس يقولون ان الأميركيين الذين بدأوا يشتكون من الحرب الطويلة والمضنية والمكلفة في أوكرانيا، يخشون من الضياع في التضاريس الايديولوجية في الشرق الأوسط.

• لمن يقول أن "اسرائيل" لا تستطيع خوض حربين في وقت واحد، فاته أن "اسرائيل" لا تستطيع أن تخوض حرباً واحدة. الغارات الجوية على غزة تعكس مدى "الضعف الاسرائيلي" في الالتحام المباشر، وهو من يقرر طبيعة ومآل أي حرب...

• ثمة قيادي حزبي لبناني كان يعد العدة لاعلان الحكم الذاتي، مع توسيع المناطق التي توجد فيها أكثرية من لون طائفي معين، ولو باللجوء الى القوة العسكرية. هذا القيادي تلقى رسالة بكلمات هادئة جداً "لن ننصحك بأن تحفظ رأسك، بل ننصحك بالمغادرة الى حيث استقرت أموالك"...

الطريف أن هذا ما تشيعه أوساط قيادي حزبي من الطائفة ذاتها، ومن الاتجاه ذاته، خشية أن "يفترسه" القيادي الآخر.

• المعارضة في لبنان، وحيث الصراخ اليومي ضد حزب الله، مع الدعوات العبثية لنزع سلاحه، تبدو الآن داخل المتاهة. حتى أن السفيرة دوروثي شيا لا تملك أي أجوبة عن الاسئلة التي يطرحونها.

• تابعوا خطوات جبران باسيل لتعلموا من سيكون رئيس الجمهورية الذي قد يظهر خلال أيام، بعدما فرضت التطورات واقعاً سياسياً كانعكاس للواقع العسكري.

• ربما من أطرف ما نقله ديبلوماسي خليجي أن بنيامين نتنياهو الذي بهرته الأرمادا العسكرية الأميركية في غرفة نومه، طلب من واشنطن توجيه ضربة نووية لايران، لأن ذلك يحل كل المشكلات الأميركية و "الاسرائيلية" في الشرق الأوسط.

الرد كان بكلمات بسيطة "جاهزون اذا ما بقيت في رئاسة الحكومة". لم يقولوا... اذا ما بقيت "اسرائيل"!