اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

هناك شبه إجماع على أن "إسرائيل" سيكون من الصعب عليها للغاية تحقيق أي إنجاز عسكري يذكر ضد المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، من خلال الغارات الجوية وحدها.

ويشير تقرير نشرته صحيفة هآرتس إلى أن الحكومة الإسرائيلية وهيئة الأركان العامة للقوات الإسرائيلية تجمعان على أن النيل من حماس يقتضي شن عملية عسكرية برية، الأمر الذي يتطلب إعادة بناء جزء من قوة الردع العسكرية الإسرائيلية، التي تلقت ضربة كبيرة في الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول الجاري.

كما أن النيل من الحركة يأتي في إطار المساعي لاستعادة جزء من ثقة الشعب في الجيش الإسرائيلي.

لكن مدى وتوقيت وطبيعة العملية العسكرية البرية، أمور تحددها 3 جهات هي: الإدارة الأميركية، والمجلس الوزاري الحربي الإسرائيلي، وجنرالات الجيش الإسرائيلي، وقد تؤجل العملية لعدة أيام أخرى أو لمدة أطول.

ويرى خبراء أن اختيار التوقيت ومسرح العمليات والطريقة التي سيتم بها الاجتياح البري، أمور مرهونة باعتبارات عدة من مثل الرغبة الأميركية في استمرار المساعي الرامية لتحرير بعض الرهائن الذين يحملون جنسيات أجنبية قبل التوغل البري الإسرائيلي، والحسابات المتعلقة باحتمال فتح جبهة ثانية مع حزب الله في لبنان، ومخاوف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن العملية البرية قد تصبح مستنقعا للجيش الإسرائيلي.

عامل حاسم

ومن اللافت أن المتغير الأكثر حسمًا في الصورة الإستراتيجية لهذه الحرب، مقارنة بالعمليات الأصغر بكثير التي قام بها الاحتلال في الماضي، يتعلق بالتدخل الأميركي.

فقد زار الرئيس الأميركي جو بايدن "إسرائيل" قبل أسبوعين للتأكيد على دعم بلاده ل"إسرائيل"، وتعزز ذلك الدعم بتحريك حاملة طائرات أميركية إلى المنطقة. لكن بايدن حرص أيضا على السيطرة على الوضع وإيصال وجهات النظر الأميركية قبل أن تتخذ إسرائيل أي قرار.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن البنتاغون أرسل الجنرال جيمس غلين نائب قائد قوات مشاة البحرية والمتخصص في حرب المدن، وضباط آخرين إلى "إسرائيل" لمناقشة خطط الحرب مع جيش الدفاع الإسرائيلي.

ووفقا لهذا التقرير، تخشى إدارة بايدن ألا يكون لدى "إسرائيل" أهداف عسكرية قابلة للتحقيق في غزة، وتعتقد أنه من الضروري دراسة الخطط بعناية، لكنها لا تنصح "إسرائيل" بإلغاء العملية البرية.

دروس من الموصل والرقة

ونقلت صحيفة هآرتس عن مسؤولي دفاع إسرائيليين قولهم إن محادثات مفصلة تجري بين الجيش الإسرائيلي والأميركيين، بناءً على الدروس التي تعلمتها الولايات المتحدة من بعض الحروب التي خاضها الجيش الأميركي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العقد الماضي.

ونصحوا بأن على الجيش الإسرائيلي التحرك بطريقة لا تؤدي إلى تدمير ما تبقى من توقعات الشعب الإسرائيلي من الجيش الإسرائيلي.

ما الحل؟

جاء الأميركيون إلى الاجتماعات الإسرائيلية بشأن الحرب يحملون معهم خبرة فيما تسميه الولايات المتحدة "مواجهة حركات التمرد"، راكمها الجيش الأميركي على مدى عقدين منذ حرب الولايات المتحدة على العراق في عام 2003 فصاعدا، فضلاً عن الحرب على تنظيم الدولة.

ورد الإسرائيليون بوجود اختلافات مهمة بين الحروب الأميركية تلك، والحرب مع المقاومة الفلسطينية في غزة، فحماس قوة حاكمة تقع على حدود إسرائيل مباشرة، وعلى بعد بضع مئات من الأمتار من منازل الكيبوتس. ولذلك فهم يرون ضرورة تدميرها.

وبدورهم تفهم الأميركيون الموقف الإسرائيلي، لكنهم قالوا أيضا إن الحل لا يتضمن بالضرورة الانتقال من منزل إلى آخر للقضاء على حماس، كما فعل أرييل شارون في غزة في السبعينيات، أو كما فعلت "إسرائيل" في عملية الدرع الواقي في الضفة الغربية عام 2002.

وأشاروا إلى أن الحل يمكن أن يشمل أيضا شن غارات جوية، وتوغلات برية متكررة محدودة، واغتيال شخصيات بارزة في حماس. كل هذا سيكون جزءا من حرب طويلة هدفها زرع الموت والدمار في صفوف الحركة.

ومن بين تلك الحروب، الحرب الأميركية على العراق والتدخل الأميركي في سوريا، وتحديدا السيطرة على مدينتي الموصل في العراق حيث قاتل غلين، والرقة في سوريا.

وقالت المصادر الإسرائيلية إن الولايات المتحدة ووزير الدفاع لويد أوستن والجنرالات الأميركيين يراجعون الوضع بخبرتهم الواسعة.

ويريد الأميركيون الاطلاع على أهداف العملية بالتفصيل، والتطورات التي يتوقعها نظراؤهم الإسرائيليون، والآليات التي يجري النظر فيها لإنهاء الحرب، والنهاية التي تريدها "إسرائيل" في غزة خاصة، وفي المسرح الفلسطيني الأوسع عامة، وفي المنطقة ككل.


الأكثر قراءة

200 صاروخً في نصف ساعة... إيران تضرب «إسرائيل» وتحذرها من الردّ من المجاهدين الى السيّد: من حدود فلسطين... مستمرّون حتى نحقق آمالكَ باريس تطرح خارطة طريق من ثلاث نقاط: 1701 فرئيس فمساعدات