اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
دخل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، يومه الـ22 والأسبوع الرابع منذ بدء «طوفان الأقصى»، وسط انقطاع القطاع عن شبكتي الاتصال والإنترنت كليا، بالتزامن مع اشتداد الغارات الإسرائيلية وزيادة كثافتها وقوتها، بالتزامن مع اعلان الاحتلال الاسرائيلي «توسيع» عملياته البرية في القطاع.

فقد خاضت المقاومة الفلسطينية معارك برية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي التي توغلت في قطاع غزة، وفي الوقت ذاته تواصل قصف المدن والبلدات الإسرائيلية بالصواريخ. بينما أعلن جيش الاحتلال أن قواته تواصل عملياتها البرية داخل غزة، أعلنت كتائب القسام أنها أجهضت العملية البرية.وفي حين تحدثت التقارير عن اشتباكات عنيفة على الأرض، واصل الجيش الإسرائيلي دكّ الأحياء السكنية والمرافق المدنية بالصواريخ والقنابل، مما أدى لتدمير 100 مبنى كليا.

وارتفع عدد شهداء المجازر الإسرائيلية في غزة إلى 7650، بينهم 3195 طفلا، وعدد المصابين إلى نحو 19450، بالإضافة إلى 1650 مفقودا، وفقا لبيانات وزارة الصحة في غزة، بينما بلغ عدد الشهداء في الضفة الغربية 111، والمصابين 1950.

نتنياهو يراوغ الرأي العام الاسرائيلي

وفي محاولة منه لتهدئة الرأي العام الاسرائيلي وخاصة اهالي الأسرى الاسرائيليين في غزة، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عن أن الاتصالات لتحرير الأسرى ما زالت مستمرة حتى مع العملية البرية.

كما قال بأن الحرب في قطاع غزة ستكون طويلة وصعبة، مؤكدا أن الهدف هو القضاء على حركة حماس.

ونفى في مؤتمر صحافي بمشاركة وزير الدفاع يوآف غالانت، وعضو الحكومة المصغرة بيني غانتس، ارتكاب جرائم حرب في غزة، زاعماً أن تلك التهم «نوع من النفاق»، وفق زعمه.

ثم عاد وتعهد بالقضاء على حركة حماس قائلاً: «الجيش سيدمّر العدو على الأرض وتحتها»، بحسب زعمه.

ولفت إلى أن الهدف واضح وهو القضاء على قدرات حماس والإفراج عن الأسرى.

ووسط الغضب الداخلي العارم، أعلن رئيس الحكومة أنه سيتم استجواب الجميع بعد انتهاء الحرب على غزة بينهم هو شخصياً.

وفي مواجهة غضب متزايد حول المصير المجهول للرهائن، أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي أن «إسرائيل» ستدرس «كل الخيارات» لضمان الإفراج عن أكثر من 220 رهينة تحتجزهم الفصائل الفلسطينية في غزة منذ السابع من تشرين الأول.

ووافق نتنياهو على لقاء ممثلين لعائلات الأسرى طالبوا بالاطلاع على الخطة التي تعتزم الحكومة من خلالها التعامل مع الأزمة.

في حين لم يطلق أي تعهّد بإجراء صفقة تبادل لكنّه أبلغ ممثلي عائلات الأسرى أنه «سيستنفد كل الخيارات لإعادتهم».

من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إن الجيش سيعزز ضرباته ضد حماس لإجبارها على الحلول التي يريدها.

وأضاف أنه كلما زاد الضغط على حماس زادت فرصة عودة الأسرى.

بينما رأى غانتس أن العملية البرية يمكن أن تساعد في إعادتهم، مؤكدا أن الحرب ستتواصل حتى يتغير الوضع في غزة.

حماس

هذا وكانت أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن المقاتلين في فصائل المقاومة، وفي مقدمتهم كتائب عز الدين القسام، مستعدون «بكامل قوتهم» لمواجهة هجمات الجيش الإسرائيلي بعدما وسّع الاحتلال هجماته الجوية والبرية على قطاع غزة. وقالت الحركة في بيان «نزف فشل الهجوم البري الذي شنّه الاحتلال على غزة عبر 3 محاور»، وأكدت أن الاحتلال تكبّد خسائر كبيرة في صفوفه، جنودا وعتادا.

وأضافت أن جنود الاحتلال وقعوا في كمائن أعدتها المقاومة الفلسطينية على عدة محاور، مؤكدة أنها استخدمت «صواريخ كورنيت وقذائف ياسين في صد الهجوم، ونتوقع معاودة العدو المحاولة مرة أخرى».

وأكدت الحركة أن الاحتلال الإسرائيلي استخدم الطائرات المروحية لإجلاء الجرحى والقتلى من ساحة المعركة.

وكشفت وسائل إعلام فلسطينية في غزة عن استخدام كتائب القسام صواريخ «كورنيت» في التصدي للتوغل الإسرائيلي.

الى ذلك أكّد الناطق العسكري باسم كتائب القسّام، أبو عبيدة، في كلمةٍ وجّهها بالصوت والصورة، اليوم السبت، أنّ زمن انكسار الصهيونية قد بدأ، مُشدّداً أيضاً على أنّ «زمن التفوق العسكري والاستخباراتي المزعوم للعدو انتهى». وقال أبو عبيدة إنّ عدوان الاحتلال الإسرائيلي وارتكابه المجازر بحق المدنيين «يعود إلى انكساره»، مُشيراً إلى أنّ عدوان الاحتلال وارتكابه للمحرقة والمجازر يعود «لألمٍ عظيم يتجرعه».

ووجّه أبو عبيدة رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً: «نقول للعدو إننا لا نزال في انتظاره لنذيقه أصنافاً جديدة من الموت».وأعلن الناطق العسكري باسم القسّام عن تفاصيل جديدة لاقتحام المقاومة مستوطنات غلاف غزة يوم 7 تشرين أول الجاري، بقوله: «رأينا نصر الله ومجاهد واحد من مقاتلينا يدمر 3 آليات ويقتل ويصيب من فيها، ويفر العدو أمامه وكأنه يفر أمام جيش».

شدّد أبو عبيدة على أنّ المقاومة في غزّة لا تطالب «الحكام العرب بتحريك جيوشهم للدفاع عن أطفال غزّة أو المقدسات»، مؤكداً أنّ المقاومة أخذت على عاتقها كنس هذا الاحتلال،  داعياً شرفاء الأمة أن يعتبروا هذه المعركة «معركةً فاصلة في تاريخ الأمة».

وبخصوص ملف أسرى الاحتلال لدى المقاومة، قال قـائد «حماس» في غزة يحيى السنوار «جاهزون فورا لعقد صفقة تبادل تشمل الإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال مقابل الإفراج عن جميع الأسرى لدى المقاومة».

اما الناطق العسكري باسم كتائب القسّام لفت إلى أنّ الاحتلال ماطل في المفاوضات الأخيرة بشأن أسراه، كاشفاً أنّ القصف الإسرائيلي الوحشي أدى إلى مقتل نحو 50 منهم حتى الآن.وأكّد أبو عبيدة أنّ العدد الكبير من أسرى الاحتلال لدى المقاومة، «ثمنه تبييض السجون من كافة الأسرى»، مُضيفاً أنّه «إذا أراد العدو إنهاء ملف الأسرى مرةً واحدة، فنحن مستعدون، وإذا أراد مساراً لتجزئة الملف فمستعدون أيضاً».

وقال إنّ زمن بيع الوهم للعالم حول أكذوبة الجيش الذي لا يقهر والميركافا الخارقة انتهى بعد أن حطمته المقاومة في غلاف غزة.

المتحدث باسم جيش العدو: بيان السنوار بشأن الاسرى «حرب نفسية»

بالمقابل، اشار المتحدث باسم الجيش «الإسرائيلي» الى انني» أشعر بألم عائلات المخطوفين ونفعل كل ما بوسعنا لإعادتهم»، مؤكدا اننا «سنواصل الحرب وسنبذل كل الجهد لإعادة المخطوفين».

ولفت الى ان بيان «رئيس حماس بغزة يحيى السنوار بشأن المخطوفين هو حرب نفسية من حماس للضغط على «الإسرائيلين»»، موضحا ان «هناك جهات دولية تعمل من أجل الاتفاق على صفقة نعيد بموجبها المخطوفين».

الوضع الميداني

وامس استمر انقطاع خدمات الإنترنت، وقالت شركات الاتصالات وجمعية الهلال الأحمر إن الانقطاع جاء في إطار القصف الإسرائيلي.

وبعد تصديها لمحاولات اقتحام غزّة، ليل الجمعة،واصلت امس المقاومة الفلسطينية إطلاق الرشقات الصاروخية باتجاه المستوطنات الإسرائيلية والمدن الفلسطينية المحتلة، واستهداف تحشّدات الاحتلال العسكرية في المناطق المحاذية لقطاع غزّة،وابرز ما سجل:

-قصفت قاعدة «زيكيم» العسكرية الإسرائيلية، ومستوطنة «تل أبيب» و»ديمونا» ومدينة عسقلان المحتلة بعدّة رشقاتٍ صاروخية. 

- قصف تحشّداتٍ عسكرية للاحتلال الإسرائيلي في مجمّع مستوطنات «مفتاحيم»، وفي موقعي «إيرز» و»صوفا» العسكريين، بقذائف الهاون وبرشقةٍ صاروخية.

- استهدافآليات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في منطقة الجامعة الأميركية (العطاطرة) شمالي غربي بيت لاهيا

- استهداف تحشّدات «جيش» الاحتلال الإسرائيلي الموجودة في موقع «كيسوفيم» العسكري الإسرائيلي ومحيطه، بصليةٍ صاروخية

- استهداف مرابض الآليات العسكرية الإسرائيلية، وموقع «ناحل عوز» العسكري بقذائف الهاون 

- استهداف سرايا القدس مدينة بئر السبع المحتلة، إضافةً إلى موقع «مارس» العسكري الإسرائيلي بقذائف الهاون

- قصف «ديمونا» جنوب «إسرائيل» برشقة صاروخية .

وكانت أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء من جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل إلى 7703، فيما ارتفع عدد الجرحى إلى 19743.وأضافت أنّ الاحتلال ارتكب خلال الساعات الماضية 53 مجزرةً، راح ضحيتها 377 شهيداً، معظمهم من النازحين إلى جنوبي القطاع، التي زعم الاحتلال أنّها آمنة من القصف.

جيش الاحتلال

وفي السياق نفسه، قال المتحدث باسم جيش الإحتلال دانيال هاغاري «نتقدم في مراحل الحرب وقواتنا دخلت إلى شمال غزة ووسعت نطاق عملياتها»، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية مستمرة حتى القضاء على حماس وإعادة المحتجزين. وأضاف «قواتنا التي دخلت إلى قطاع غزة خلال الليل لا تزال في مواقعها»، وذكر أنها «قتلت خلال الليل عددا من القادة الميدانيين في حماس، وتابع «القوات الجوية الإسرائيلية تنفذ ضربات مكثفة على الأنفاق التي حفرتها حماس وغيرها من البنية التحتية».

وذكر تقرير إخباري إسرائيلي أن طائرات العدو قصفت 150 هدفا تحت الأرض في شمالي قطاع غزة، مؤكدا أن من بين هذه الأهداف أنفاقا لحماس ومساحات قتالية وبنية تحتية إضافية تحت الأرض.

وكانت مصادر في الجيش الإسرائيلي ذكرت أن توغل القوات على الحدود مع قطاع غزة «ليس غزوا بريا بشكل رسمي».

وامس أصدر جيش الإحتلال بيانا جديدا حول تطورات العمليات العسكرية البرية في قطاع غزة. وقال أفيخاي أدرعي: «نتقدم في مراحل الحرب.. لقد دخلت قوات جيش الدفاع الليلة الماضية إلى المنطقة الشمالية من قطاع غزة ووسعت نطاق العمليات البرية».وأضاف «أن قوات المشاة والمدرعات والهندسة والمدفعية تشارك في هذه العملية».وأشار إلى أن توسيع العمليات يخدم كافة أهداف الحرب في هذا الوقت، مشيرا إلى أن الجيش يجري تقييما مستمرا للأوضاع ويسير قدما تمشيا مع مراحل القتال.وأفاد بأن الجيش يواصل شن هجمات مكثفة وواسعة النطاق جوا وبحرا.

في غضون ذلك أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قبل قليل أن الجيش بدأ مرحلة جديدة من الحرب في قطاع غزة. وأضاف غالانت: «تجاوزنا مرحلة في الحرب، والليلة اهتزت الأرض في غزة وهاجمنا فوق الأرض وتحتها»، مشيرا إلى أن «العملية في غزة ستستمر حتى صدور أوامر جديدة، وأن الجيش هاجم عناصر حماس في كل الأماكن».

من جهته قال رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، هرتسي هاليفي، إن أهداف الحرب الحالية تتطلب الدخول البري إلى غزة، مشيرا إلى أنه «لا إنجازات دون مخاطر، ولا انتصار دون دفع الثمن»، وفق تعبيره.

سياسيا ،اتهمت «إسرائيل» 120 دولة تبنت في الأمم المتحدة قرارا لإرساء وقف إطلاق نار إنساني في قطاع غزة بـ»الدناءة»، معلنة رفضها القاطع لأي دعوة من شأنها وقف إطلاق النار. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين -عبر منصة إكس- إن «إسرائيل» ترفض رفضا قاطعا أي دعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة، مضيفا أنهم يعتزمون القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تماما، كما تعامل العالم مع النازيين وتنظيم الدولة الإسلامية، على حد تعبيره. واستنكر كوهين قرار الأمم المتحدة الذي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية وثابتة ومستدامة، ووصفه بأنه «مخزي».

وصوتت 120 دولة لصالح القرار و14 دولة ضده، مع امتناع 45 دولة عن التصويت، من بينها ألمانيا.

موسكو

دعت الخارجية الروسية إلى توحيد الجهود لاستئناف عملية التفاوض بين أطراف الصراع في الشرق الأوسط، محذرة من محاولات إشعال حرب كبيرة أخرى في الشرق الأوسط.

وجاء في بيان الخارجية الروسية: « بدأت «إسرائيل» عملية عسكرية برية في قطاع غزة ما يعني بلوغ المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية مرحلة جديدة من التصعيد». وأضافت: «المهمة الأولى للمجتمع الدولي اليوم هي وقف إراقة الدماء ومنع الأضرار عن المدنيين والبحث عن حل سياسي ودبلوماسي».

ودعت إلى «تعزيز الجهود لاستئناف التفاوض بين الإسرائيليين والفلسطينيين وصولا إلى تطبيق حل الدولتين الذي أقرته الأمم المتحدة».

وأضافت: «روسيا تحافظ على اتصالاتها مع جميع الأطراف المعنية، وتقدم مساهمتها في تحقيق نتيجة سلمية وتسخّر الوساطة لحل النزاع».

كما حذرت الخارجية من «قرارات المغامرين الذين يستهويهم إشعال حرب كبيرة أخرى في الشرق الأوسط، وقلب مسار التطور الإيجابي لهذه المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية، وضرب التحسن التدريجي في العلاقات بين بلدانها».

اما رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس «الدوما» الروسي ليونيد سلوتسكي،فقد اكد أن «إسرائيل» تسلك طريقا خطيرا نحو التصعيد وتأجيج النزاع، مشددا على ضرورة وقف الحرب.

وكتب سلوتسكي على «تلغرام»: «إسرائيل» تسلك طريقا خطيرا نحو التصعيد وتوسيع النزاع... يجب التوقف عن ذلك وتنفيذ القرارات الأممية ابتداء من عام 1947 والجلوس إلى طاولة المفاوضات... لا بد من إنهاء الحرب». وأضاف أن الموافقة على قرار الدول العربية الذي يدعو إلى الهدنة في قطاع غزة بأسرع وقت ممكن، «نتيجة لتوحيد قوى الأغلبية العالمية وانتصار المنطق السليم والإنسانية».

وتابع: «والأكثر إثارة للاشمئزاز هو موقف الولايات المتحدة التي لم تدعم مشروع الأردن و40 دولة أخرى. واستنادا إلى موقف «الاستثناء الزائف»، فإن إسرائيل التي تحدد موقفها حسب واشنطن، لا ترفض قرار الجمعية العامة فحسب، بل تشكك أيضا في شرعية الأمم المتحدة».

السعودية

وامس بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع نظرائه في مصر والأردن والمغرب تكثيف التواصل مع الأطراف الفاعلة دوليا لوقف التصعيد العسكري، وإيصال المساعدات لغزة.

وقالت الخارجية السعودية في بيانات منفصلة، إن فيصل بن فرحان أجرى اتصالا هاتفيا مع وزير خارجية مصر سامح شكري، جرى خلاله بحث مستجدات تطورات الأوضاع في قطاع غزة ومحيطها، وسبل تكثيف العمل المشترك لوقف التصعيد العسكري وعمليات التهجير القسري لسكان غزة.

وشدد الوزيران «على ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي بدوره لرفع الحصار عن غزة، وأن يلتزم الاحتلال الإسرائيلي بالقانون الإنساني الدولي بما فيه السماح بوصول المواد الغذائية و الإغاثية إلى غزة، وضرورة العمل على إيجاد حل سياسي عادل وشامل للقضية بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني، ويضمن الأمن والاستقرار للمنطقة والعالم».

وفي اتصاله مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطه، بحث الأمير فيصل بن فرحان تطورات الأوضاع الخطيرة في قطاع غزة و محيطها وأهمية أن يضطلع المجتمع الدولي بدوره لمنع التهجير القسري لسكان غزة، ووقف التصعيد العسكري الذي زاد من معاناة سكان القطاع من المدنيين العزل.

كما ناقش الجانبان سبل تكثيف تواصل المملكتين مع المجتمع الدولي لإيجاد حل سريع وفوري لوقف التصعيد وإيصال المساعدات الإغاثية والمعدات الطبية، بالإضافة إلى وضع خطة عملية لإيجاد حلٍ عادل وشامل ومنصف يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني.

وكانت أعربت الخارجية السعودية عن إدانة وشجب المملكة لأي عمليات برية تقوم بها «إسرائيل» لما في ذلك من تهديد لحياة المدنيين الفلسطينيين، وتعريضهم لمزيد من الأخطار والأوضاع غير الإنسانية.

رئيس إيران وأمير قطر

أكّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أنّ الشعب الفلسطيني بحاجة إلى وحدة البلدان الإسلامية أكثر من أي وقت مضى، وذلك خلال اتصال هاتفي مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.   وأضاف رئيسي أنّ «دعم الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة للاحتلال الإسرائيلي، هو ضوء أخضر لهذا الكيان لتنفيذ جرائمه في غزة».   وأشار، خلال الاتصال، إلى أنّ «الوضع الإنساني في غزة «وصل إلى مرحلة كارثية في ظل قطع إمدادات المياه والكهرباء من قبل الاحتلال، ومنعه دخول الدواء والغذاء».

كما شدّد الرئيس الإيراني، في السياق، على وجوب «اتخاذ مواقف حازمة وموحّدة وصريحة من جانب البلدان الإسلامية نصرةً للشعب الفلسطيني».

بدوره، أكّد أمير قطر، أنّ «ما يحدث في غزة هو خير دليل على ازدواجية معايير السياسات الغربية»، مؤكّداً أنّ البلدان الإقليمية والإسلامية «قادرة على إيقاف آلة الحرب الإسرائيلية إذا اتخذت موقفاً موحّداً». وأضاف أمير قطر أنّ «الكيان الإسرائيلي انتهك كل القواعد الدولية والأطر الإنسانية ولا يخشى ارتكاب أي جريمة».

كما شدّد أمير قطر على «ضرورة التعاون بين البلدين في مجال الوقف الفوري لجرائم إسرائيل ضد أهالي غزة، والتشديد على حقوق الفلسطينيين».

ايران

في الاثناء أكّد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أنّ «الدعم الأميركي لإسرائيل أدّى إلى تشجيعها على تشديد الهجمات على غزة والضفة الغربية»، متأمّلاً في حصول تغييرات في اتجاه المبادرة السياسية في المستقبل القريب.

وقبيل مغادرته نيويورك شدّد أمير عبد اللهيان على دعم أي حلول سياسية لوقف إطلاق النار في غزة، وإرسال المساعدات الإنسانية ومنع تهجير الفلسطينيين. وحذّر في السياق من أنّ «اتساع دائرة الحرب وفتح جبهات جديدة في المنطقة وارد إذا استمرت الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين».

وأوضح الوزير الإيراني ضرورة أن يلتزم المجتمع الدولي بمسؤولياته لدعم الشعب الفلسطيني المقاوم، مشيراً إلى أنّ دعم  120 دولة قراراً بشأن وقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة  «هو حدث مهم».

من جهته أكّد المتحدث باسم حرس الثورة، العميد رمضان شريف، أنّه «إذا ما استمر القصف على غزة، فإنّ المنطقة قد تنفجر، ولا يمكن السيطرة على ذلك».  وأضاف شريف، في تصريح للميادين، أنّه «على كل داعمي كيان الاحتلال الإسرائيلي، وخاصةً الإدارة الأميركية، أن تدرك أنّ استمرار قتل الفلسطينيين بطريقة مفزعة، سيتسبّب بانتهاء صبر المسلمين في لحظة ما»، مشيراً إلى وجود «الإمكانات والقدرات اللازمة لمواجهة الولايات المتحدة».

وتابع  أنّ «على داعمي الكيان الصهيوني، أن يتأكدوا أنّ بعض الأيادي التي ليس بإمكانها أن تطاله، بإمكانها أن تطال القوات الأميركية  التي تدير هذه الحرب».  وأشار شريف إلى أنّ «الولايات المتحدة هي الداعمة الأولى للكيان الصهيوني، وقد أعدّت جسراً جوياً تمدّ من خلاله إسرائيل بالمعدات العسكرية والقنابل المروّعة».

وفي هذا السياق، بيّن شريف أنّ «كل القواعد الأميركية ورحلات الأميركيين الجوية تحت الرصد والمراقبة»، لافتاً إلى «رصد ومتابعة عمليات تزويد الولايات المتحدة الصهاينة بالقنابل أيضاً».

وفي وقتٍ سابق، حذّر نائب قائد حرس الثورة الإيراني، العميد علي فدوي، من أنّ صدمةً أخرى ستنتظر الاحتلال الإسرائيلي إذا لم تتوقّف الجرائم التي يرتكبها في قطاع غزة. وأكد فدوي أنّ «الشعوب المسلمة وقوى المقاومة لن تتحمّل الجرائم وستدخل الساحة، إذا واصل المجرمون عدوانهم».كما شدّد على أنه إذا أراد أشرار العالم في إشارة إلى (إسرائيل) القيام بتصرّف أحمق مثل الهجوم البري على غزة، فسيواجهون « فشلاً ذريعاً» و»سيتلقّون ردّاً حاسماً من جبهة المقاومة».

تركيا

اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدول الغربية بالمسؤولية عن مجازر الإبادة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، مؤكدا أن أنقرة تقوم بالتحضيرات لإعلان «إسرائيل» مجرمة حرب أمام العالم.

وقال في خطاب أمام مظاهرة حاشدة لنصرة غزة في إسطنبول، إن مَن كانوا يسكبون دموع التماسيح على أوكرانيا يصمتون الآن إزاء ما يجري في غزة.

وأضاف أردوغان «نحن لا نقوم هنا بالتنديد بالمجزرة الحاصلة في غزة فحسب، بل نقوم أيضا بالدفاع عن استقلالنا ومستقبلنا».

وأكد الرئيس التركي أن «إسرائيل» ليس لديها أدنى اكتراث بشأن قتل المدنيين في غزة، وهم يقولون بكل صراحة ووضوح «نحن نعرف القتل جيدًا»، لكنهم سيدفعون ثمن ذلك باهظا.

وشدد على أن «إسرائيل» دولة احتلال وما تقوم به ليس دفاعا عن النفس بل مجزرة واضحة ودنيئة تهدف للقضاء على سكان غزة بشكل جماعي عن طريق التجويع والعطش وتدمير خدماتهم الصحية.

وجدد أردوغان التأكيد على أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ليست منظمة إرهابية.

وأردف أن «إسرائيل «انزعجت من تصريحي بأن حماس ليست حركة إرهابية وشعرت بإهانة شديدة من هذا. وأنا أتحدث بوضوح لأن تركيا لا تدين لكم بأي شيء بعكس الدول الغربية».

وكان طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان» إسرائيل» بوقف جنونها فورا ووضع حد لهجماتها المستمرة منذ 3 أسابيع على قطاع غزة.

مصر

حذرت مصر من التداعيات الإنسانية والأمنية للهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها إن «مصر تحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية انتهاك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر مساء الجمعة، والذي يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار وإنفاذ هدنة إنسانية تحفظ أرواح المدنيين، وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل فورى ودون انقطاع».

وأضاف البيان أن مصر «أعربت عن قلقها البالغ من التداعيات الخطيرة المحتملة للعملية العسكرية البرية، وما يتوقع أن ينجم عنها من تزايد فى أعداد الضحايا والمصابين من الأطفال والنساء والمدنيين العُزل، في انتهاك صارخ جديد لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وسط حالة عجز كاملة من المجتمع الدولي عن وضع حد لتلك الانتهاكات، ووقف نزيف الدماء في القطاع».

وجددت مصر مطالبتها للجانب الإسرائيلي «بتسهيل إجراءات النفاذ الآمن والكامل والمستدام للمساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، محذرة من أن عدم التعامل الفوري من المطالب الخاصة بالهدنة الإنسانية وتسهيل  نفاذ المساعدات إلى القطاع، سيؤدى إلى كارثة إنسانية لا محالة، وزعزعة الأمن الإقليمي بشكل يمثل تهديداً لاستقرار المنطقة».

كما اتهمت مصر» إسرائيل» بوضع عوائق أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وخروج مواطني الدول الأجنبية.

الأكثر قراءة

واشنطن تريد رئيسا بين تموز وايلول وكلمة السر بين بري وهوكشتاين جلسة «النازحين»: العبرة بالتنفيذ وتجاهل الهبة وتوصية من 9 نقاط مفاوضات القاهرة فشلت والمقاومة تدك القواعد العسكرية بعشرات الصواريخ