اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

دعا السفير "الإسرائيلي" السابق لدى القاهرة، يتسحاق ليفانون، في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، مصر "إلى تحمل المسؤولية في قطاع غزة بعد الانتهاء من الحرب مؤقتًا"، على غرار "الانتداب البريطاني والفرنسي" في القرن الماضي.

ويكرر الدبلوماسي "الإسرائيلي" السابق أفكارًا طرحت خلال الأسابيع الأخيرة، بشأن إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب عليه، مثل إدارة مصر للقطاع، لكن مع إضافة تعديل يتمثل في فكرة "الانتداب".

وأكدت مصر مرارًا أن حل القضية الفلسطينية يتمثل في إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، مع الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين. وتقول القاهرة إن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية ومن الدولة المستقبلية.

لكن سفير "إسرائيل" السابق لدى القاهرة، يرى أن "الوجود العسكري لبلاده في غزة بعد الحرب يشكّل مشكلة لها"، معتبرًا أن "الحل هو وجود مؤقت لمصر، لضبط النظام في قطاع غزة والإشراف على إعادة إعماره".

ويأتي ذلك على غرار انتداب الدول الكبرى الذي فُرض على فلسطين وسوريا ولبنان والعراق وشرق الأردن، بعد الحرب العالمية الأولى وسقوط الدولة العثمانية، بصورة مؤقتة كما قالت الدول الكبرى آنذاك، "من أجل الأخذ بيدها في سبيل استكمال عناصر استقلالها".

وطبقًا للدبلوماسي السابق، "فإنهم في "إسرائيل" وفي خارجها بدأوا بالتفكير في غزة بعد انتهاء الحرب، ويطروح أسئلة من قبيل: ما هو النظام الذي سيقام هناك؟ وكيف سيكون شكله مقارنة بما كان تحت حكم حماس؟".

وتابع أن "مراكز الأبحاث وأجهزة الاستخبارات تحاول إيجاد الصيغة الأفضل (لحكم غزة)، فيجب أن تكون غزة، في ظل أي نظام لإعادة الإعمار، منزوعة السلاح".

وقال إن ذلك سيشكل "وصفة لمشاكل وصراعات مستقبلية قد تضر "إسرائيل" أيضًا، ولن تتمكن السلطة الفلسطينية من السيطرة على غزة. فهي كانت هناك قبل أن يجري طردها، وعلاوة على ذلك، يتعين على السلطة الفلسطينية أن تتعامل مع حماس في الضفة الغربية، ومن غير المعقول تدمير نظام حماس في غزة من أجل رؤيته في السلطة الفلسطينية".

وعن احتمال عودة "الإسرائيليين" إلى غزة، وبناء مستوطنات هناك من جديد، يقول السفير السابق إن "الأفكار التي نسمعها عن عودة "الإسرائليين" إلى غزة، وإعادة بناء مستوطنات غوش قطيف، أو أن يبقى "الجيش الإسرائيلي" في القطاع لفترة طويلة، هي وصفات لمشاكل مستقبلية، ولا بد من إيجاد حل لم نفكر فيه حتى الآن، ويبعد "إسرائيل" عن دوامة غزة".

ويخلص يتسحاق ليفانون إلى أن مصر هي الحل، ويقول إننا "دعونا لا نبقي تواصل بيننا وبين مع غزة، وهنا تدخل مصر في الصورة بحصولها على انتداب على القطاع، على غرار الانتدابين البريطاني والفرنسي الذي كان في منطقتنا في القرن الماضي، وليس الهدف إعادة غزة إلى مصر، بل إعطاء مصر تفويضًا مؤقتًا للوجود في غزة، حيث تشرف مصر خلال هذه الفترة على بناء غزة بمساعدة مالية دولية لتكون مختلفة عما هي عليه اليوم".

ويبرر السفير "الإسرائيلي" السابق فكرته هذه، بأن "مصر تعرف غزة وأهل غزة يحترمون المصريين كثيرًا، كما أن القاهرة تتمتع بخبرة ومعلومات كبيرة فيما يتصل بغزة، وسوف تعمل على ترسيخ النظام لصالح إعادة تأهيلها".

وختم مقاله بالقول إنه "من الممكن أن يبدو اقتراح الانتداب المصري على غزة خياليا في هذه اللحظة، بل وصعب التنفيذ"، لكنه اعتبر أن الأمر قد يتحقق في نهاية المطاف، لأنه "يخدم مصالح مصر"، على حد تعبيره.

الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

محادثة هامة وخطيرة ... "نيويورك تايمز": مؤامرة غامضة استدعت مكالمة نادرة من موسكو إلى البنتاغون