اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

رميش، ابل، عين ابل، عيتا الشعب، رامية، مارون الراس، عيترون، القوزح، القليعة،  برج الملوك، جديدة مرجعيون، دير ميماس، راشيا الفخار، وكوكبا... هي قرى حدودية مسيحية صامدة كغيرها من البلدات الجنوبية، وهي بالطبع لا تهوى الحرب، بل تؤمن بالحياة والسلام وراحة البال، لكن وبسبب الاعتداءات والقصف الاسرائيلي اليومي عليها، نزح اغلبية سكانها كما البلدات الجنوبية، خصوصاً العائلات التي تحوي اطفالاً، لإبعادهم  عن سماع اصوات الطيران والقنابل الفوسفورية ورؤية الضحايا والجرحى، وهذا المشهد  لم يقتصر على المناطق الحدودية فقط،  بل شمل أبعد منها على الخط الجنوبي، اذ وصل في بعض الاحيان الى الزهراني والنبطية.

  كما انّ البعض بقي في ارضه ولم ينزح الى بيروت والمناطق الآمنة، على الرغم من الظروف الخطرة التي تخيّم عليه، من دون ان يلقى الدعم المطلوب من الدولة الغائبة كليّاً عن ابنائها في تلك المناطق، الامر الذي أوجد عتباً ولوماً  لدى الاهالي، الذي تحدث بعضهم لـ" الديار" ، خصوصاً بعض سكان عين إبل والجوار، الذين أكدوا انّ الدولة تناستهم كلياً، كذلك خطة المساندة من قبل الكنيسة التي كانت غائبة، الى ان تلقوا مساعدات مالية منها، لكن الحاجة ملحّة في هذه الظروف والاوضاع الصعبة، لانّ الخطر يطوقهم والاعمال متوقفة، فلا انتاج ولا عمل ولا مدارس، والوضع ينذر بالاسوأ يوماً بعد يوم، وهنالك خطر كبير من دخول مناطقنا بالحرب الواسعة .

مختار القليعة: الدولة غائبة عنا

بالانتقال الى القليعة التي تعيش يومياً مآسي القصف الاسرائيلي، على غرار باقي القرى  الجنوبية،  يقول مختار البلدة جوزف سلامه  لـ" الديار": " نعيش اجواءً من القلق الشديد يومياً، بسبب  القصف المدفعي الاسرائيلي الذي يطول أطراف البلدة، والاسباب كثيرة منها انّ موقعها على الحدود، ونأمل ألا يتطور القصف وان يمّر الوضع على خير، فالحركة خجولة في البلدة، وهي تدفع الاثمان دائماً بسبب موقعها، فالمدارس مقفلة والاشغال متوقفة، وهنالك نسبة نزوح منها لكن قليلة، اذ تقتصر على العائلات التي تضّم اطفالاً ومسنّين، فيما الفئة الشابة موجودة في البلدة.

وعن مدى وجود مساعدات من قبل الدولة والكنيسة لأهالي البلدة الصامدين في هذه الظروف ، لفت الى انّ الدولة لا تقوم بواجباتها، اذ لا نشهد سوى بيانات واحصاءات من بعض الجمعيات، فلا أحد يسأل عنا على الرغم من انّ الاشغال والمصالح كلها متوقفة، حتى عمل المزارعين متوقف، اذ لا يستطيعون العمل في ارزاقهم بسبب خطورة الوضع جرّاء القصف، لكن نأمل خيراً مع لفتة ضرورية من المسؤولين الكنسيين تجاه بلدة مسيحية صامدة.

وعلى خط الاهالي في بلدة القليعة، فقد  لفت بعضهم الى حاجاتهم الضرورية للادوية، مردّدين عبارة واحدة مشتركة:" نحن هواة سلام  ونتمسّك بأرضنا ولن نغادرها"، مفضّلين عدم الغوض في الاسئلة، لانهم تعبوا ويريدون العيش بسلام، مع ضروة  ان يلقوا الاهتمام الكافي من المسؤولين كقرى جنوبية تعيش الصعاب يومياً.

ابو كسم: لا يمكن للكنيسة ان تقوم بدور الدولة

وفي إطار المعاناة التي يعيشها الاهالي، يشير مدير المركز الكاثوليكي للاعلام المونسنيور عبدو ابو كسم لـ" الديار" الى انّ الكنيسة تقف الى جانب رعاياها في القرى الحدودية، وتتفهّم مصاعبهم في هذه المرحلة، وتشدّد على بقائهم في ارضهم وتجذرهم فيها، وتعمل على تقديم المساعدات لهم، ومنذ فترة وجيزة تفقد السفير البابوي باولو بورجيا  تلك المناطق، وقدّم المساعدات وتضمّنت المواد الغذائية والادوية، كما تقوم الكنيسة بحملات رعوية تضامنية، إضافة الى زيارات تفقدية يقوم بها راعي ابرشية صور المطران شربل عبدالله والآباء في المنطقة، حيث يجولون ويستمعون الى مطالب الاهالي. وقال: "اليوم نحن بصدد التحضير لخطة مساعدات تشمل المواد الغذائية والادوية والمازوت، والتقديمات المالية  للمساهمة في الاقساط المدرسية، لكن لا بدّ من الاشارة الى انّ الكنيسة لا يمكن ان تقوم مكان الدولة، وبالتأكيد لا تنسى رعاياها، وخطة المساعدات هذه ستظهر قريباً.

الدعوة الى " لم الصواني" فهمت خطأً

وعن دعوة البطريرك الراعي قبل ايام الى  شعار "لم الصواني" في الكنائس، بالتزامن مع اليوم العالمي لمساعدة الفقراء الذي يصادف يوم غد الاحد، والذي فهمه البعض خطأً، قال المونسنيور ابو كسم: " لقد هدف غبطة البطريرك الى التضامن في هذه المسألة، وهي أبعد ما يكون عن موضوع "الشحادة"، والبطريرك كان يتحدث قبل ايام خلال مؤتمر الإعلان عن "اليوم العالمي للفقير" الذي اطلقه قداسة البابا فرنسيس بعنوان "لا تحوّل وجهك عن الفقراء"، داعياً الكنيسة الى احيائه، اي هدف سيّدنا الى عمل رعوي كنسي لدعم صمود الاهالي وأبناء الرعايا في قراهم وبلداتهم الحدودية، وكيفية مساعدة النازحين منهم بسبب ما تشهده تطورات الجبهة الجنوبية، لكن للاسف لم يُفهم هدفه، وبالتالي لم  يكن من مبرّر على الاطلاق لذلك الكلام والتهجّمات المستنكرة، التي لا تخدم الوحدة الوطنية في هذا الظرف الاستثنائي الذي تمّر به البلاد، مؤكداً انّ  البطريركية المارونية ستبقى رمزاً للوطنية وللدفاع عن لبنان أولاً واخيراً وعنواناً لحماية الجميع.

فاعليات القرى الحدودية: نقف الى جانب بكركي

الى ذلك  تلقى البطريرك الماروني دعماً واسعاً، من رؤساء بلديات وفاعليات عدد من القرى المسيحية الحدودية، منها رميش وعين ابل وعلما الشعب، خلال زيارة قاموا بها الى بكركي عصر اول من أمس الخميس، مؤكدين وقوفهم الى جانب بكركي، وكان تشديد ايضاً على وجوب تأمين الحماية اللازمة لهم، لإبعادهم عن ويلات الحرب الدائرة في غزة، ولا سيما ان معظم هذه القرى نزح اهلها وسط ظروف اجتماعية واقتصادية قاسية، تاركين ارضهم وبيوتهم وهم لا يعلمون متى تكون العودة. وأكدوا انهم متمسكون بأرضهم ويطالبون بمساندتهم، من خلال دعم مقومات الحياة في بلداتهم، لمواجهة المخاطر التي يعيشونها، ولا سيّما على الصعيدين التربوي والزراعي، اذ ان مدارسهم مهددة بالإقفال لأسباب مادية ولوجستية، كذلك موسم الزيتون الذي يشكل ركيزة اساسية لعيشهم، كانت له الحصة الكبرى من تداعيات القصف الإسرائيلي الذي يستهدفهم كل يوم.

 


الأكثر قراءة

نصرالله يُحرج المزايدين باختبار «السيادة» : إفتحوا البحر للنازحين! خطة أمنيّة في بيروت الكبرى... و«الخماسيّة» في عوكر «مكانك راوح» جبهات المساندة تنسّق للتصعيد... وإخلاء مُستوطنات جديدة في الشمال