اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا يوجد أشياء مشتركة بيننا وبينهم، فكل خيوط الوصل قطعها تلمودهم وتوراتهم وحبل أكاذيبهم الذي ينافس طوله طول خطوط الاستواء والمدارين وما بينهم من خطوط طول وعرض، هم كِذبة تجول في العالم ويساندها أولئك الذين أرادوا بنا شرا منذ ما قبل الحروب الصليبية، ونحن حقيقة منذ ما قبل التاريخ الجلي، ولا يوجد تقاطع بين الحقيقة والكِذبة.

لا توجد مساحة تجمعنا، ولا يوجد تقاطع علاقات بيننا، ولا تنجح تجربة خلط الألوان نحن من الألوان الزاهية وهم اللون الأسود الأدكن، هم أثبتوا أنهم عاصون على الأنسنة ونحن نبني للأنسنة عمارات ومدنا كبيرة وبلادا ستهدي العالم نظرة جديدة الى الحياة والكون والفن.

لا حدود بيننا وبينهم فنحن نحيا في أملاكنا وهم يعيشون في أملاكنا ولا يوجد فاصل بين أملاكنا، أوجدهم في بلادنا الاغتصاب وتحجر فاق جلاميد الصوان ومقولات لا يقبلها العدل ولا العقل ولا أقدم الشرائع وأحدثها.

لا خطوط وصل بيننا وبينهم فوصلهم خِداع ونفاق وفرصة يستغلونها ليغتصبوا بيوتا لم يبنوها، ويستولوا على ارض ليست لهم ويأكلوا أثمار أشجار لم يزرعوها، الوصل في قاموسهم سم يضخونه على مهل في حياتنا.

لا يمكن للورد ان يتشارك مع الشوك حوض الحديقة، ولا يمكن لنقّار الخشب ان يتعايش مع شجر التفاح، ولا يمكن لجذور الحور والصفصاف أن تتعايش مع الجرذان، والنقيض لا يمكن ان يحيا مع نقيضه، وما رايناه في حرب إبادة سكان غزة وتبادل الأسرى أوضح أننا أبناء الحياة وهم أبناء الأفاعي.

أثبت تبادل الأسرى أن لا أسرى عندهم، وأن لا عدالة، ولا حقوق إنسان عندهم ولا يعترفون بوجود الآخر فهم يعتقدون أن بلادنا لهم بكل ما فيها من خيرات وموارد طبيعية وبشر، وبيننا وبينهم الموت والحياة، فإما نموت ويعيشون وإما نموت ويعيشون، بينما نحن نعتقد أن بيننا وبينهم رحيلهم من أرضنا وعودتهم الى منابتهم الى أوطانهم، بيننا وبينهم حقنا في أرضنا ومواردنا الطبيعية وباطلهم الذي يزعمون فيه أن هذه الِبلاد كانت لأجدادهم الذين لم يعثروا على أثر واحد يؤكد زعمهم، أثبت تبادل الأسرى أن في سجونهم مشانق وخناجر وسكاكين وجزارين وجلادين وشهود زور، في سجونهم عشماوي وسيّاف ومطلق للرصاص.  في سجونهم سجن انفرادي يمارسون فيه كل فنون التعذيب والتنكيل والترهيب والإهانة، فلا يخرج منه أسير بعد ان يقضي قيه أكثر من عشر سنوات على الأقل دون أن ينعطب بجسده أو روحه.

بيننا وبينهم سجن يستعملونه للقتل، ونحن لا سجون عندنا، لكننا نملك إرادة تجبرهم على اعتبار صلاحية وجودهم غير الشرعية في بلادنا انتهت، والمحطة التي بنوها الى خراب مهما حصّنوا في بنيانها.

هم يرون في الحرب وسيلة للإبادة ونحن نرى في الحرب وسيلة لتحرير الأرض والإنسان وعودة النازحين الى أرضهم، وعودة المغتصبين الى أرضهم، نحن نرى في الحرب بداية حياة وهم يرون قي الحرب بداية موت، ونريد منهم ان يعتبروا في الحرب بداية لعودتهم الى حياة آمنة في بلداتهم.

لا ضوء يجمعنا، لا عتمة تجمعنا، والأرض التي غنّجتها زنود أهلنا وأجدادنا تعرف أننا نحن أحفادهم وأنها لنا، هي تشعر بنا، وتبادلنا الحب والعطاء، وليسوا بالنسبة لها سوى لصوص جاؤوا في عتمة موحشة ومصيرهم أن يغادروها في ظلمة موحشة.

هم لفيف مفروق أوله علة وآخره علة قابل للجزم والنصب متى دخلت عليه أدوات الجزم والنصب، ومن غيرنا يستطيع أن يجزمهم ويُجبرهم على الرحيل.

لا يوجد على هذه الأرض ما نتفاهم معهم عليه، ليس في بلادنا فقط بل في الكرة الأرضية، ولا يوجد ما نتفاهم عليه مع أولياء حضورهم ونعمتهم في الكرة الأرضية، فهم لصوص هذا الزمن ونحن بذور الحياة الجديدة، والمواجهة بيننا وبينهم بدأها أنطون سعاده وعلى الأوفياء لمبادئه استكمالها.


الأكثر قراءة

واشنطن تريد رئيسا بين تموز وايلول وكلمة السر بين بري وهوكشتاين جلسة «النازحين»: العبرة بالتنفيذ وتجاهل الهبة وتوصية من 9 نقاط مفاوضات القاهرة فشلت والمقاومة تدك القواعد العسكرية بعشرات الصواريخ