اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بعد اكتشاف 6 جثث «إسرائيليين» في احد الانفاق وهم مقتولون منذ فترة وجيزة ، وهم من الاسرى الذين كانوا لدى حماس، حدث زلزال في «اسرائيل» يشكل نقطة فارقة، سواء في الحياة السياسية او القرارات او مسيرة رئيس وزراء العدو نتانياهو ومسيرة حكومته. فقد حصل هيجان شعبي كبير، وبدأت الصحف «الاسرائيلية» تهاجم نتانياهو، وتحمله مسؤولية مقتل الاسرى لدى حركة حماس، حتى ان صحفا ذكرت انه ربما ادى القصف «الاسرائيلي» الى مقتل هؤلاء الاسرى.

زعيم المعارضة يائير لابيد دعا الى جلسة ل «الكنيست»، كما دعا الى التحرك الشعبي ضد نتانياهو، وقال: آن الاوان لرحيل هذه الحكومة التي تغرق «اسرائيل» في الازمات الكبرى، ونتنياهو لا يعمل الا لمصلحته الشخصية، ويخاف من انشاء لجنة تحقيق حول عملية طوفان الاقصى، لان اللجنة ستتناوله كونه على المستوى السياسي هو المسؤول عن الخرق الذي حصل في غلاف غزة واقتحام حركة حماس المستوطنات، ومقتل 1200 مستوطن ومستوطنة «اسرائيلية» كما قال، اضافة الى اطفال وشيوخ.

اما غانتس الوزير الذي كان في حكومة الحرب مع نتانياهو واستقال، فقد هاجمه بقوة، وقال: ان الفشل الذي يحصل مسؤول عنه نتانياهو، الذي يعمل لمصلحته الشخصية، ويجب ان يستقيل، ويجب الدعوة الى انتخاب يتم تحديد موعدها. لا يمكن الاستمرار في حكومة نتانياهو وحلفائه المتطرفين الذين ليس لديهم اي خبرة على مستوى رجال دولة.

جبهة نتانياهو كانت ما زالت صامتة ولم تصدر بيانات هامة، بل الغت مواعيد عديدة. نتانياهو كان في جلسة للحكومة الامنية المصغرة لبحث الحوادث التي حصلت، ومنها مقتل ثلاثة من الشرطة «الاسرائيليين» على يد مقاوم فلسطيني، الذي لاحقه الجيش «الاسرائيلي» واستطاع تطويق مكان وجوده، وقام باطلاق صاروخين على المنزل الذي لجأ اليه، واستشهد. وقد اخذ الجيش جثة المقاوم الفلسطيني الذي اعلن انه كان مرافقا للرئيس محمود عباس حتى سنة 2015، ثم استقال في تلك السنة.

ليل امس، اجتاحت التظاهرات مدينة القدس، لكن الشرطة تدخلت بقوة وازاحتها من امام المقرات الحكومية. اما التظاهرة التي بدأت بمئة الف في ساحات «تل ابيب»، وذكرت المعلومات انها سترتفع الى نصف مليون مع قرب الساعة التاسعة والعاشرة بتوقيت فلسطين المحتلة، فان هذه التظاهرة اضيفت الى تظاهرة حيفا وتظاهرة في شمال فلسطين المحتلة. لكن بالعودة الى تظاهرة «تل ابيب» فهي الاكبر، والتي تهدد مصير حكومة «الليكود» والاحزاب الدينية المتطرفة.

وقد ظهر خلاف كبير بين رئيس الحكومة نتانياهو وبين وزير الحرب الاسرائيلي يؤاف غالانت، حيث اعلن الاخير ان الجيس «الاسرائيلي» يمكنه الانسحاب من محور «فيلادلفيا» وممر «نتساريم»، وبالتالي يمكن الحصول على الصفقة وانقاذ الاسرى لدى حركة حماس.

اضافة الى ذلك، انضم رئيس نقابة العمال في «اسرائيل» الى مواجهة حكومة نتانياهو، واعلن الاضراب باسم نقابة العمال على مستوى الكيان الصهيوني، حيث سيتوقف اليوم مطار بن غوريون بنسبة 80 في المئة واكثر، اضافة الى شلل اقتصادي في كل معامل «اسرائيل».

فيما اعلن وزير المالية سموترتيش ان هذا الاضراب يشكل ضربة للمصلحة الوطنية العليا «لاسرائيل» على المستوى الاقتصادي والمالي، وان وزارة المالية ستقطع راتب اي عامل يشارك في الاضراب.

وقد رد عليه رئيس نقابة العمال في «اسرائيل» ان الاضراب هو اخلاقي ولمصحلة «اسرائيل»، وان الاقتصاد لا يفيد دولة «اسرائيل»، بل ان الاضراب لاستعادة دولة «اسرائيل» واقتصادها.

وحدث تململ كبير وتصريحات على وسائل اعلام من قبل رؤساء نقابات عمال في «اسرائيل» منضوين تحت نقابة عمال «اسرائيل» التي اعلنت الاضراب، ووجهوا الانتقادات الي سموتريتش، وحذروه من ان يبقى فترة 24 ساعة الاضراب.

«اسرائيل» تعيش ازمة كبيرة، والازمة الكبيرة تقع في وجه نتانياهو وحكومته من الاحزاب الدينية المتطرفة، ونتانياهو يخاف من نقطتين، ويراهن على نقطة ثالثة في «اسرائيل» لانه:

- اولا لا يريد انشاء لجنة للتحقيق في عملية 7 اوكتوبر، لانها ستطلب افادته. وهو اخفى الكثير من المعلومات وبعض المعلومات عن الجيش، في حين انه على المستوى السياسي هو المسؤول عن اعطاء الاوامر للجيش. كما ان المعلومات تقول ان جهاز «الموساد» و»الشاباك» ورئيس اركان الجيش «الاسرائيلي» اخبروا نتانياهو ان امرا خطرا يحصل في قطاع غزة، لكن نتانياهو لم يأبه لهذا الامر، وحصلت عملية طوفان الاقصى،. واذا شكلت لجنة تحقيق ستصيب نتانياهو، وقد يضطر الى الاستقالة اذا لم يتم فرض عليه عقوبات ويحاكم جيدا.

- ثانيا: ان نتانياهو كان محالا امام المحاكمة بتهمة الفساد، ولدى بدء الحرب في غزة طلب تجميد محاكمته الى مرحلة لاحقة. ولذلك فهو لا يريد ايقاف الحرب، لان المحاكم عندئذ قد تستأنف محاكمته، وتهمة الفساد عليه ثابتة، وهو خائف جدا من العقوبات ومن محاكمته بهذه التهمة، ولذلك لا يريد انهاء الحرب.

- ثالثا: النقطة التي يراهن عليها نتانياهو هي انتخاب الرئيس الاميركي ترامب، الذي يُعتبر حليفه ويستطيع مساعدته، حتى لو كانت خسائر «اسرائيل» سواء الاسرى لدى حماس، او اذا احتاجت «اسرائيل» الى دعم بالاسلحة من كل انواعها والى مساعدات مالية، فان نتانياهو يراهن على الرئيس السابق ترامب اذا وصل الى الرئاسة بعد شهرين واسبوع، وباعتقاده ان الامور ستتغير وميزان القوى سيتحول لمصلحته، مع وصول ترامب الى رئاسة الولايات المتحدة .

هذه الصورة كانت ليل امس حتى اغلاق صدور هذا العدد من جريدة الديار، لكن اليوم ستكون تظاهرات كبيرة في «تل ابيب»، وقد تصل الى تظاهرة مليونية اذا تمت الدعوة للجميع ، وطلبت المعارضة النزول الى الشارع في «تل ابيب» والتظاهر، اضافة الى رسائل «لجنة اهالي الاسرى» التي تم توجيهها الى الشعب «الاسرائيلي» للتضامن مع عائلات الاسرى والتظاهر في «تل ابيب».

ولا بد من التأكيد هنا، الى وجود نقمة باتت موجودة في «اسرائيل» ضد نتانياهو، الذي ابلغ الشعب «الاسرائيلي» انه من خلال الضغط العسكري سيستطيع تحرير كل الاسرى لدى حماس، بيد أن كل الضغط الكبير لن يؤدي الى اطلاق الاسرى، لكن من بعدها وجدت جثث، وتم انقاذ اربعة اسرى على قيد الحياة فقط، ويوجد هنالك حوالى 120 اسير واسيرة لدى حماس، منهم يعتقد ان 40 او 30 توفوا والباقون على قيد الحياة.

ولذلك، لم يعد الشعب «الاسرائيلي» يثق بكلام نتانياهو بعدما فشل، وان الضغط العسكري سيؤمن اطلاق الاسرى، حيث وُجد بالامس 6 اسرى قتلى على مدخل احد الانفاق، وهذا الذي احدث الزلزال في كل الحياة السياسية والنقابات العمالية والنقابات الاقتصادية وغيرها.

الأكثر قراءة

تصعيد اسرائيلي كبير والمقاومة تتصدى ! غارات ومجازر: لبنان في مواجهة نيران الاحتلال