اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

من يعول على موقف الولايات المتحدة الأميركية لوقف الحرب على غزة، هو كمن يعوّل على "إنسانية" العدو الاسرائيلي لوقف الحرب، فوزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن لم يأت الى فلسطين المحتلة للحديث في وقف لإطلاق النار، إنما جاء من أجل القول للمسؤولين الاسرائيليين بأن أمامكم بضع أسابيع بعد، لا أشهراً، وبالتالي ستستمر الحرب ولو تخللتها هدناً "إنسانية".

خلال زيارة بلينكن الى تل أبيب كان الدعم الأميركي للاسرائيليين يتواصل وبشكل كامل، ما يدحض ويكّذب كل المعلومات عن خلافات بين الطرفين، ويُسقط طموحات من يعول على هذا الخلاف، ولعل كلام المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي كان الأكثر وضوحاً في هذا السياق عندما قال ان "الولايات المتحدة لا تدعم فكرة وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، ونحن سنواصل دعم إسرائيل بعد انتهاء الهدنة الإنسانية في قطاع غزة".

هذا الدعم الاميركي اللامحدود للاسرائيليين في غزة يبدو مختلفاً بعض الشيء في الجهة اللبنانية، والسبب بالطبع ليس حب الأميركيين للبنان إنما قلقهم من تداعيات الحرب مع لبنان على اسرائيل نفسها والمصالح الأميركية في المنطقة، لذلك هناك محاولات أكثر "دبلوماسية" تجري في بيروت لمحاولة تحقيق بعض المصالح الاسرائيلية، وآخرها محاولة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، الذي وصل الى بيروت لمناقشة الوضع في الجنوب بشكل أساسي.

هدفان رئيسيان لزيارة لودريان الى لبنان، الأول كان الأكثر إلحاحاً ويتعلق بالجبهة الجنوبية، وهنا بحسب مصادر متابعة كان مطلب لودريان تطبيق القرار 1701، وحُكي عن طرحه فكرة إنشاء منطقة عازلة خالية من السلاح، لم يحدد بالضبط ما اذا كانت في لبنان فقط ام على الجهتين، أي أن تكون مساحة داخل الاراضي اللبنانية وأخرى داخل لاراضي الفلسطينية المحتلة، ولكن بطبيعة الحال هذا مطلب اسرائيلي أميركي مباشر.

لم تكن طروحات لودريان نفسها مع كل من التقاهم، فكانت لقاءات عديدة كـ "رفع عتب" أو لمنع أحد من التهجم على الفرنسيين من باب اللياقة الدبلوماسية، ولكن ما كان يهم المبعوث الفرنسي هو اللقاء مع حزب الله.

تؤكد المصادر أن قلق فرنسا من الحرب على لبنان لا ينبع من حرصها على البلد وشعبه، إنما من حرصها على موقعها ودورها ومصالحها، ومن هذا المنطلق سيتم التعامل مع الطروحات الفرنسية، أما الهدف الثاني للزيارة فكان تثبيت ترشيح قائد الجيش جوزاف عون للرئاسة.

تشدد المصادر على أن تمسك الفرنسيين ومن خلفهم دول اللجنة الخماسية بالتمديد لقائد الجيش في موقعه يأتي أيضاً من باب الحرص على إبقائه مرشحاً أساسياً للرئاسة ولا علاقة للحرص على المؤسسة العسكرية بالأمر، كون الطبيعي هو انتقال السلطة العسكرية بحسب الأصول. وتشير المصادر الى أن الفرنسيين وغيرهم يعلمون أن الملف الرئاسي اللبناني مؤجل الى مرحلة لاحقة تكون الصورة فيها أوضح بحسب تداعيات الحرب في غزة والمنطقة، ولذلك يريدون التأكد من بقاء عون كمرشح لاستمرار الوقائع على ما هي عليه اليوم، الى حين بروز معطيات أكثر تتعلق بالمفاوضات القائمة في المنطقة، والتي بات لبنان جزءاً منها من باب مقاومته.


الأكثر قراءة

العثور على 6 جثث لأسرى لدى حماس مقتولين يُحدث زلزالاً في «إسرائيل» الشارع يتحرّك ضدّ حكومة نتانياهو... ونقابة العمّال تعلن الإضراب الشامل