اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بعد ان كانت الهدنة السابقة مطلباً أميركياً، دخلت الحرب على غزة يومها الخامس بعد انتهاء الهدنة في اليوم الأول من شهر كانون الأول، ما يعني أن الحرب التي يراهن عليها الكثيرون ستمتد إلى حرب مفتوحة، وما يميِّزُ هذه الحرب هي الهزيمة البيِّنةُ للعدو الاسرائيلي والنصر البيِّن لفلسطين.

مصدر متابع أكد أن "حرب نتنياهو على قطاع غزة هي حربٍ ممتدة، لأن إعلانه وقف إطلاق النار يعني خسارة حياته السياسية لا بل إعدامه سياسياً، وهذا ما يدفع نتنياهو إلى عدم وقف الحرب في هذه المرحلة، رغم الخسائر الكبيرة التي يتكبدها".

ويتابع المصدر أن "المعارك الدائرة بين العدو والمقاومة الفلسطينية في غزة معارك ضارية، وأغرقت العدو في الجولة الثانية كما الاولى في الفخ، ما يعني أن المقاومة تستنزف العدو مع مرور كل دقيقة، وتقتل وتجرح العشرات من جنوده وتدمر آلياته ودباباته، ناهيك عن الأداء النوعي للمقاومة، والذي تمثل بنصب كمين لـ 60 جندياً في جحر الديك، وتجهيزه بعدة عبوات ناسفة، والإجهاز على ما نجا منهم".

واشار المصدر الى ان هذا ما حذر منه قادة "اسرائيليون" سابقون من التورط في حرب غزة، فالحرب حرب شوارع وكمائن وعبوات ناسفة، ناهيك عن المفاجآت التي ظهرت و سوف تظهر تباعاً. كل هذا دفع باقرار المتحدث العسكري باسم جيش الاحتلال بحقيقة فشله العسكري والاستخباري، وعدم قدرته السيطرة على الأرض، وقال انّ حماس "هي من يتحكم بالميدان، وتتفوّق علينا معلوماتياً واستخباراتياً، وانّ الحرب ستكون طويلة، وأنّ حماس تعرف مناطق قطاع غزة جيداً، وتمتلك قدرات معقدة ومركبة تحت الأرض، وانّ هناك مناطق لم يستطع "الجيش الاسرائيلي" الوصول إليها"، من دون ان يُحددها.

من هنا يؤكد المصدر أن " ما يجري في ميدان القتال مؤشر على أن وضع المقاومة عسكرياً جيد، وهي تتحرك بكل حرية في غزة، في حين أن جيش العدو وقادته دخلوا في مأزق كبير، وهم غير قادرين عن التراجع، و يعانون كثيراً بسبب اعداد القتلى الذين يسقطون، لذلك فهم يلجأون إلى صب غضبهم من خلال شن غارات على القطاع وارتكابهم المجازر الوحشية ضدّ المدنيين الفلسطينيين، في محاولة فاشلةٍ لاجبار سكان القطاع على الهجرة نحو سيناء في مصر، وإحداث شرخ بين الشعب الفلسطيني ومقاومته، والضغط على قيادة المقاومة لإجبارها على التسليم "بالشروط الإسرائيلية"، لإطلاق الرهائن من جنود العدو دون أيّ مقابل، لكن الشعب الفلسطيني الواعي والصامد، ورغم كل ما يتعرّض له من مجازر وتدميرٍ لمنازله، يصر على البقاء في ارضه وعدم التخلي عن المقاومة، وعدم رفع راية الاستسلام والنزوح إلى أي مكان، ما يعني رفضاً تاماً بتكرار العدو لنكبة فلسطين عام 48 .

وعليه يتابع المصدر أن "اتساع دائرة المواجهة مع المقاومة الفلسطينية من الشمال إلى الجنوب، يعني زيادة كبيرة في حجم الخسائر التي يتكبّدها جيش الاحتلال في الأرواح والعتاد.

ما يعني أنه أمام عدة أمور:

1 ـ عدم تحمّل الخسائر البشرية الكبيرة، مع استمرار فشله في تحقيق أيّ هدف من اهدافه.

2 ـ اتساع الهوة بين رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو وأعضاء مجلسه الحربي.

3 ـ اتساع دائرة التظاهرات من قبل المستوطنين الصهاينة، المطالبين بوقف النار وإعطاء الأولوية للتفاوض على إطلاق الجنود الرهائن.

4 ـ الضغط الدولي لوقف إطلاق النار، في ظل استمرار التظاهرات والاحتجاجات التي تعمُ عواصم العالم الغربي، والتي تندد بالمجازر الاسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين.

5 ـ وضع الحوثيين الاقتصاد العالمي ومستقبل أوروبا تحت السيطرة، كما وضع الحوثيون بحر العرب- المحيط الهندي تحت الضربات، خاصة وأن الخليج ومضيق هرمز تحت السيطرة التامة للحرس الثوري الإيراني وبحريته الناشطة، وقد فرض قوانينه الصارمة على حاملة الطائرات الأميركية ومرافقتها، التي عبرت مضيق هرمز الى القاعدة في البحرين.

6- يعتبر مضيق هرمز والخليج الممول الأول للعالم، وخاصة النفط والغاز للدول الغربية، وله أهميةٌ كبرى في تقرير مسارات التجارة والصناعة والاقتصاد العالمي برمته.

7- حرب غزة النوعية قررت ان تكون حرب تحرير فلسطين من البحر الى النهر، في الوقت الذي تسقط فيها "اسرائيل" وتتكشف قدراتها وطبيعتها يوماً بعد يوم، في حين ستسقط السيطرة الأنجلو ساكسونية عن المضائق والممرات والبحار، وستضعف قدرات الغرب العسكرية والاقتصادية الذي يتحكم بالتجارة العالمية، وستسقط فيما بعد والى الأبد حرب العقوبات والحصارات التي كانت تفرض من قبل الغرب، وستكون اميركا الخاسر الأكبر.

8- قوة الحصار الذي فرضه اليمنيون على مرور سفن العدو الإسرائيلية من باب المندب، ما يجبرها إلى سلوك طريق رأس الرجاء الصالح، وبالتالي ارتفاع كلفة نقل البضائع، وارتفاع الفاتورة الاقتصادية للحرب، التي هي بالأساس كبدت "الاقتصاد الاسرائيلي" خسائر كبيرة.

9- حرب الاستزاف التي تديرها المقاومة على جبهة الجنوب اللبناني مع شمال فلسطين المحتلة.

في غضون أشهر تغيّرَ المشهد، انه زمن طوفان الأقصى وتحرير فلسطين، ولهذه الحرب رغم مرارتها فضلٌ كبير جعل من دول محور المقاومة أقوى من أي زمنٍ مضى.

الأكثر قراءة

اكثر من حجمه