اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تستمرّ عمليات العدو الإسرائيلي الوحشية في غزّة، بعد هدنة الأسبوع التي لم تتمكّن الوساطة القطرية والمصرية من إطالة أمدها أكثر، رغم سعيهما لتحويل الهدنة الى وقف دائم لإطلاق النار. ومع مواصلة العدو لعدوانه، اشتعلت الجبهة الجنوبية مجدّداً، كما جرى استهداف سفينتين "إسرائيليتين" في باب المندب من قبل الحوثيين، لمنع سفن العدو من عبور البحر الأحمر. فهل هذا يعني أنّ الحرب في غزّة ستستمرّ لفترة طويلة بعد؟ وهل صحيح أنّ جيش الاحتلال تقدّم في جنوب القطاع، وسيتمكّن من تهجير الفلسطينيين الى سيناء؟

يقول مصدر عسكري بأنّ "الجيش الإسرائيلي" لم يستطع حتى الآن إختراق دفاعات حركة حماس التي، على ما يبدو، ستكون جاهزة أكثر للمعركة الكبيرة، وللدفاع عن جنوب القطاع، وأشرس ممّا كانت عليه في الشمال. علماً بأنّ المعارك لا تزال دائرة في شمال القطاع، لا سيما في جباليا والزيتون والشجاعية وسواها. لكن العدو يسعى الى تطويق الجنوب، حيث يعتقد بأنّ الرهائن العسكريين موجودون فيه، ويُحاول تحقيق إنجاز ما باكتشاف مكانهم لاستردادهم من دون العودة الى المفاوضات. غير أنّه سيفشل مما سيُرغمه في مرحلة لاحقة على استكمال التفاوض غير المباشر لإطلاق سراح الرهائن العسكريين، الذين كان ينوي الحصول عليهم من خلال التحايل على الفلسطينيين عن طريق الإدعاء بأنّ "المجنّدات الإسرائيليات" هنّ من النساء، وأنّ الرجال العسكريين يدخلون في خانة كبار السنّ. الأمر الذي أفشل الصفقة الكبرى وأوقفها، وجعل حماس ترفض مواصلة تبادل الأسرى والرهائن قبل أي وقف لإطلاق النار.

هذا ما كان يجب أن يحصل منذ البدء، على ما أضاف المصدر، لأنّ العدو الإسرائيلي لا يُمكن الوثوق بكلامه، ولأنّه يبدّل موقفه لدى التفاوض، وغالباً ما يُحاول التحايل ليحقّق المزيد من المكتسبات. أمّا الذرائع التي يتحدّث عنها العدو، بأنّه توغّل في خان يونس في جنوب القطاع للبحث عن يحيي السنوار فهي واهية،، سيما وأن أحداً لا يعرف مكان وجوده. فيما الهدف الأساسي للعدو الآن، هو استكمال خطّة تقطيع أوصال قطاع غزّة، لكي يتمكّن في مرحلة لاحقة من متابعة المفاوضات على تبادل الأسرى والرهائن.

اضاف المصدر: إذا كانت "إسرائيل" تعتقد أنّ معظم المحتجزين من الرهائن هم في جنوب قطاع غزّة، فعليها أن تكون حذرة أكثر في معاركها المقبلة لأنّها قد تقتل بعضهم، على غرار ما فعلت في الشمال عندما قتل عدد من الرهائن، جرّاء قصفها العنيف على المناطق الشمالية. كما عليها أن تتجاوب مع النداءات الدولية الداعية الى وقف دائم لإطلاق النار، وإن لم يتمكّن مجلس الأمن الدولي حتى الآن من إصدار قرار يُلزمها بوقف الأعمال الحربية، بسبب وقوف الولايات المتحدة الأميركية الى جانبها، من خلال دعمها لها لاستكمال هذه الحرب وتأمين 40 ألف جندي أميركي وحاملتي طائرات لمساندتها في هذه الحرب.

وعن "محاولة جعل غزّة منزوعة السلاح، لكي لا يكون هناك أي تهديد من القطاع لإسرائيل"، على ما تسعى هذه الأخيرة، يقول الصدر بأنّه على "الإسرائيليين" القضاء على حماس أولاً لتحقيق هذا الأمر. وعلى الأرجح فإنّه سيبقى حلماً، لا سيما مع وجود من 35 الى 40 ألف مقاوم في القطاع، وعدم معرفة العدو ما ينتظره في الجنوب من مفاجآت تعدّها له المقاومة.

ولأنّ سياسة التهجير القسري للفلسطينيين في غزّة لا تزال هدفاً للعدو، يقوم هذا الأخير بضرب كلّ مقوّمات الحياة في القطاع، لا سيما المستشفيات والمدارس والمباني السكنية، لكي لا يعود بإمكان الفلسطينيين البقاء في أرضهم، الأمر الذي يدفعهم الى النزوح نجو الجنوب ومنه الى خارج الحدود الفلسطينية. غير أنّ مصر لا تزال تقف في وجه تحقيق هذا الأمر، فترفضه وتُحذّر منه لما له من تأثير على السلم في المنطقة بأسرها.

أمّا الشعب الفلسطيني الذي يُدرك "المخطط الإسرائيلي"، فيُعلن بأنه صامد في أرضه، ولكن مع فقدان أبسط مقوّمات العيش يُصبح من الصعوبة الصمود لوقت طويل. من هنا، لا بدّ من إنهاء هذه الحرب عن طريق المباحثات والمفاوضات، فضلاً عن القرارات الدولية. علماً بأنّ العدو الإسرائيلي يُحاول إطالة أمدها، ليس لأنه قادر على تحقيق إنجازات فيها، إنّما ليتمكّن من الإستفادة أكثر خلال استكمال عملية التفاوض. فحركة حماس تريد تبييض السجون في "الصفقة الكبرى"، في حين يريد العدو أن يُبقي زمام اللعبة في يده.

وعن الحديث عن أنّ العدو يريد إنشاء "منطقة عازلة" أو "غلاف أمني"، لكي لا يتكّرر ما حصل في 7 تشرين الأول الفائت، أوضح المصدر العسكري بأنّ هذه المنطقة غالباً ما يُطالب بها "الإسرائيلي" في مجمل إتفاقياته. واليوم من الصعب حصول هذا الأمر في غزّة، لأنّه عليه أولاً أن يتمكّن من القضاء على حماس، وثانياً، أن يكون هناك توافق دولي وعربي حول مثل هذا الأمر. في الوقت الذي سمعنا فيه "الأميركي" يُشدّد على أنّه "لا لتغيير المساحة، ولا لتهجير الفلسطينيين المدنيين في غزّة"، وإن كان يقول أيضاً بأنّه "لا لتهديد إسرائيل". صحيح أنّ ثمّة خطوطا حمراء كبيرة جدّاً، والحرب لا تزال في بدايتها. فضلاً عن أنّه كان هناك منطقة أمنية مسيّجة بمساحة 65 كلم، من ضمنها منطقة عازلة بمساحة كيلومتر واحد داخل قطاع غزّة قبل عملية "طوفان الأقصى"، يُسمح للفلاحين والمزارعين فقط باستخدامها، فضلاً عن 100 الى 200 متر تُعتبر منطقة حمراء، وهذا يعني بأنّ هذه المنطقة كانت موجودة من قبل.

وعن إمكانية توسّع الحرب لتشمل الداخل اللبناني وبعض دول المنطقة، أكّد المصدر نفسه أنّ لا أحد يريد توسيع دائرتها لا سيما إيران وحزب الله وأميركا و"إسرائيل"، وإلّا لكانت توسّعت مع المجازر الوحشية التي شهدتها مستشفيات القطاع كافة وطالت المدنيين، لا سيما من النساء والأطفال. علماً بأنّه حتى منظمات حقوق الإنسان الدولية، مثل "هيومن رايتس واتش" لم تتمكّن من إدانة العدو الإسرائيلي على ما ارتكبه من مجازر، لا سيما مجزرة المستشفى المعمداني، واكتفت بالقول بأنّ صاروخاً أصاب المستشفى عن طريق الخطأ، من دون أن يتمّ تحديد من أي جهة أتى، ما يعني أنّها تبنّت جزءاً من "الأضاليل الإسرائيلية".

الأكثر قراءة

العثور على 6 جثث لأسرى لدى حماس مقتولين يُحدث زلزالاً في «إسرائيل» الشارع يتحرّك ضدّ حكومة نتانياهو... ونقابة العمّال تعلن الإضراب الشامل