اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أشعل بيان حركة حماس في لبنان عن تشكيل "طلائع الأقصى" خلافات بين اللبنانيين، حول حق الحركة باستخدام لبنان كمنصة للعمل المقاوم بوجه العدو الاسرائيلي، وذهب البعض الى اتهام حزب الله بتغطية هذا الفعل، وجعل الجنوب لبنان جبهة مفتوحة متاحة لمن يرغب بتنفيذ عمليات عسكرية، ما يعني تعريض لبنان كله للخطر، رغم ما جاء في بيان الحركة من أن "هذا المشروع يهدف إلى الاستفادة من قدرات الرجال والشباب العلمية والفنية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي".

على الرغم من نفي قيادة حماس في لبنان من أن يكون الهدف من الإعلان عن تأسيس طلائع طوفان الأقصى عسكرياً، إلا أن هذا الأمر لم يحل دون استمرار ردات الفعل الرافضة من قبل العديد من الأفرقاء اللبنانيين، نظراً إلى أن التوضيح الذي قدمته الحركة، من وجهة نظر البعض، لم يكن كافياً، نتيجة سلوكها القائم منذ دخول الجبهة الجنوبية على خط الحرب القائمة في قطاع غزة.

في هذا السياق، تفنّد مصادر معارضة العديد من الملاحظات التي لديها على أداء الحركة، التي كانت في الأصل قد نفذت في الفترات الماضية العديد من العمليات العسكرية، إنطلاقاً من الجبهة الجنوبية، مشيرة إلى أن لبنان بغنى عن هذه العمليات وهذه التحركات، وما كان يجب أن تقوم به حماس، لكنه في الأصل يؤكد أن نشاطها العسكري قائم، وما كان الإعلان عن طلائع طوفان الأقصى إلا تكريساً لذلك، لكن ردات الفعل عليه قد تكون السبب في دفعها إلى التوضيح الذي أصدرته.

بالإضافة إلى ذلك، تشير المصادر نفسها إلى أن الحركة لم تقدم رواية رسمية مقنعة حتى الآن، حول كيفية إستشهاد شخصين من الجنسية التركية كانا برفقة أحد قياديها ، الذي إستهدف بغارة إسرائيلية في الجنوب، نظراً إلى أن هناك أكثر من رواية حول ذلك، وبالتالي هذا أيضاً يصب في إطار السلوك الملتبس للحركة في لبنان.

على الرغم من ذلك، تحمل هذه المصادر المسؤولية إلى طرفين أساسيين:

- الأول: حزب الله على قاعدة أن ما يحصل لا يمكن أن يتم من دون موافقته.

- الثاني: الحكومة مجتمعة، التي لا تستطيع أن تبقى متفرجة أمام الاستباحة القائمة للسيادة اللبنانية.

 وتضيف المصادر "في السابق كنا نطالبها بإن تضبط سلوك حزب الله، أما اليوم فيبدو أن الجبهة الجنوبية تتجه لتصبح مسرحاً لمجوعة واسعة من الفصائل المسلحة، وبحال كان رد الحزب دائماً بأنه مقاومة لبنانية، فما هو الرد اليوم على استخدام الساحة اللبنانية من قبل غير اللبنانيين؟".

بحسب مصادر فلسطينية فإن البيان الذي أصدرته الحركة فُهم في غير مكانه، ربما بسبب الحالة التي تمر بها المنطقة، مشددة على أنه لو كان الهدف عسكرياً لكان بقي سرياً ولن يتم الاعلان عنه بهذه الطريقة.

وتشير المصادر الى أن "طلائع طوفان الأقصى" ليست تنظيماً عسكرياً، وقد ورد ذلك على متن البيان الذي تم تفسيره دون التدقيق بمحتواه، فالعبارات كانت واضحة وتحدثت عن "الطاقات والقدرات العلميّة والفنّيّة"، كاشفاً أن عدداً كبيراً من الشباب الفلسطيني في لبنان يريدون الدخول في حركة حماس بعد عملية طوفان الأقصى في تشرين الاول الماضي، والحركة معنية بإيجاد الإطار المناسب لانتساب هؤلاء.

رغم هذا توضيح، تبقى العمليات العسكرية التي تحصل في الجنوب لحركة حماس غير مبررة، وبسبب ذلك يبدو أن القرار كان بتخفيض أو تقليص أعداد هذه العمليات، أو على الأقل الامتناع عن نشر تفاصيلها، كما كان يجري في الأيام الأولى للمعركة، لأن اللبنانيين المختلفين أصلاً على فكرة المقاومة اللبنانية للعدو الاسرائيلي، لن يتقبلوا استخدام أراضيهم من قبل الفلسطينيين للهجوم على "اسرائيل"، وهنا الحديث ليس فقط عن معارضي المقاومة، بل جزء من جمهورها أيضاً، وبالتالي على حركة حماس أن تكون أكثر تنبهاً لهذا الواقع.


الأكثر قراءة

العثور على 6 جثث لأسرى لدى حماس مقتولين يُحدث زلزالاً في «إسرائيل» الشارع يتحرّك ضدّ حكومة نتانياهو... ونقابة العمّال تعلن الإضراب الشامل