اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

خلص تحقيق أجرته وكالة "رويترز"، إلى أن دبابة تابعة لجيش العدو الإسرائيلي قتلت الصحافي من "رويترز " عصام العبدالله ، وأصابت ستة صحافيين في لبنان يوم 13 تشرين الاول الماضي، بإطلاق قذيفتين في تتابع سريع من داخل "إسرائيل"، بينما كان الصحافيون يُصوّرون قصفا عبر الحدود.

وأدت الضربتان إلى مقتل الصحافي عصام العبدالله (37 عاما) من وكالة "رويترز"، وإصابة مصورة وكالة "فرانس برس" كريستينا عاصي (28 عاما) بجروح خطيرة على بعد كيلومتر واحد من "الحدود الإسرائيلية" بالقرب من قرية علما الشعب.

وتحدثت "رويترز" مع أكثر من 30 من المسؤولين الحكوميين والأمنيين والخبراء العسكريين والمحققين في الطب الشرعي، إلى جانب محامين ومسعفين وشهود، للتوصل إلى رواية مفصلة عن الحادث.

وراجعت لقطات "فيديو" مدتها ساعات من ثماني وسائل إعلام كانت في المنطقة في ذلك الوقت، ومئات الصور التي التقطت قبل الهجوم وبعده، وتشمل صورا عالية الدقة بالأقمار الصناعية.

وفي إطار تحقيقها، جمعت "رويترز" أيضا أدلة من مكان الحادث وحصلت عليها، بما في ذلك شظايا على الأرض، وأخرى في سيارة "رويترز"، وثلاث سترات واقية من الرصاص، وكاميرا وحامل ثلاثي القوائم، وقطعة معدنية كبيرة.

وفحصت المنظمة الهولندية للبحث العلمي التطبيقي (تي.إن.أو)، وهي مؤسسة بحثية مستقلة تختبر وتحلل الذخائر والأسلحة لصالح عملاء مثل وزارة الدفاع الهولندية، تلك المواد لصالح "رويترز" في مختبراتها في لاهاي. وكانت النتائج الرئيسية التي توصلت إليها المنظمة الهولندية هي أن القطعة المعدنية الكبيرة كانت عبارة عن جزء من ذيل قذيفة دبابة عيار 120 مليمترا ، وأطلقها مدفع دبابة متمركزة على بعد 1.34 كيلومتر من المراسلين عبر الحدود اللبنانية.

وعرضت "رويترز "على جيش العدو الإسرائيلي النتائج التي توصلت إليها ، بأن قذيفتي الدبابة أطلقتا من داخل "إسرائيل"، وطرحت أسئلة تفصيلية إضافية، منها إذا كانت "القوات الإسرائيلية" على علم بأنها تطلق النار على الصحافيين.

وقال اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيخت، المتحدث الدولي باسم "الجيش الإسرائيلي": "نحن لا نستهدف الصحافيين"، ولم يقدم المزيد من التعليقات.

وكانت المجموعة مؤلفة من سبعة صحافيين من وكالة "فرانس برس" و"الجزيرة" و"رويترز" وارتدوا سترات زرقاء واقية من الرصاص وخوذات، وكتب على معظمها كلمة "برس" أو صحافة بأحرف بيضاء. وكان هناك مراسلون من سبع وسائل إعلام أخرى على الأقل في علما الشعب ومحيطها في ذلك اليوم.

وقالت رئيسة تحرير "رويترز" أليساندرا جالوني: "الأدلة التي لدينا الآن، والتي نشرناها تظهر أن طاقم دبابة "إسرائيلية" قتل زميلنا عصام العبدالله". وأضافت: "نندد بمقتل عصام، وندعو "إسرائيل " إلى توضيح كيف حدث هذا، ومحاسبة المسؤولين عن مقتله وإصابة كريستينا عاصي من وكالة "فرانس برس"، وزميلينا ثائر السوداني وماهر نزيه، والصحافيين الثلاثة الآخرين". وتابعت قائلة "كان عصام صحافيا لامعا وشغوفا، ومحبوبا جدا في رويترز".

بدورها، قالت وكالة "فرانس برس" إن الأدلة التي جمعتها "رويترز" تؤكد تحليلها الخاص للحادث. وقال مدير الأخبار العالمية لوكالة "فرانس برس" فيل شتويند "من الضروري للغاية أن تقدم "إسرائيل" تفسيرا واضحا عن استهداف مجموعة من الصحافيين، الذين تم تحديدهم بوضوح على أنهم إعلاميون أمر لا يمكن تفسيره وغير مقبول".

وقال رئيس قسم العلاقات الدولية بشبكة "الجزيرة" احتشام هبة الله ان "تحقيق "رويترز" في هجوم 13 أكتوبر يسلط الضوء على النمط المثير للقلق الذي تتبعه "إسرائيل" في استهداف الصحافيين عمدا في محاولة لإسكات من ينقلون الحدث".

يذكر ان القانون الإنساني الدولي يحظر الهجمات على الصحافيين ،لأن العاملين في وسائل الإعلام يتمتعون بالنطاق الكامل من الحماية الممنوحة للمدنيين، كما لا يمكن اعتبارهم أهدافا عسكرية.

شارك في تغطية التقرير:

ليلى بسام وتوم بيري ، إيميلي ماضي من بيروت ،جيمس ماكنزي من القدس ،جورج سارجنت، إليانور والي ، سيمون جاردنر من لندن، ميلان بافيتشيتش من جدانسك، ريهام الكوسا من برلين ، حيدر كاظم من بغداد ، سيمون سكار من سنغافورة –

إعداد: رحاب علاء للنشرة العربية

 تحرير : محمد اليماني


الأكثر قراءة

العثور على 6 جثث لأسرى لدى حماس مقتولين يُحدث زلزالاً في «إسرائيل» الشارع يتحرّك ضدّ حكومة نتانياهو... ونقابة العمّال تعلن الإضراب الشامل