اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

عندما طُرح ملف الرئاسة في لبنان امام مدير المخابرات الفرنسية الخارجية برنارد إيمييه خلال زيارته الأخيرة الى بيروت منذ ساعات، تعامل معه وكأنه ملف ثانوي يُطرح من خارج السياق، الأمر الذي أثار حفيظة بعض المسؤولين الذين باتوا على قناعة بأن ملف الرئاسة دخل بازار التفاوض في المنطقة، وان الاولوية اليوم لما حمله إيمييه من ملفات تتعلق بالحرب بين لبنان واسرائيل.

وصل إيمييه الى بيروت بعد جولة أوصلته الى تل أبيب والدوحة، في زيارة لم يُفهم ما إذا كانت من منطلق الحرص على لبنان أم القلق على اسرائيل والمستوطنين في الشمال، أم لمحاولة إيجاد دور جديد في المنطقة ومن بوابة بيروت تحديداً بعد أن فشلت الخارجية الفرنسية في هذا الهدف مراراً على مدى 3 سنوات، ذاقت فيها الإدارة الفرنسية "المرّ" في لبنان.

بحسب مصادر سياسية متابعة، يسعى الجانب الفرنسي إلى لعب دور الوسيط في مفاوضات إعادة الإستقرار إلى الجبهة الجنوبية، من منطلق أنه كان الطرف الأساسي في صياغة القرار 1701، وقواته تشارك بفعالية في صفوف قوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل"، وبالتالي هو معني بحماية هذه القوات، بسبب المخاطر الناجمة عن خروج الأمور عن السيطرة، لكن في المقابل هناك العديد من علامات الإستفهام التي تطرح حول سلوكه منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

في هذا السياق، هناك من يعتبر أن باريس، بدل أن تعمل على تعزيز حضورها كوسيط نزيه في الإتصالات، باتت أقرب إلى الشريك في الضغوط التي تمارس على "حزب الله" ولبنان، من خلال سياسة التهويل التي تمارسها، في حين هي في الأصل كانت قد أبدت مواقف منحازة إلى جانب تل أبيب من الحرب القائمة في قطاع غزة، الأمر الذي من المؤكد أنه سينعكس على كيفية التعامل مع دورها على الساحة اللبنانية، خصوصاً من جانب "حزب الله"، الذي لا يتساهل عادة في التعامل مع هذه الأمور.

بحسب المصادر هناك مثل بين الناس في لبنان يقول "بدل ما تكحلها أعمتها"، وهذا المثل ينطبق اليوم على الفرنسيين الذين ظهروا من خلال ما ينقلوه من رسائل بأنهم ملكيون أكثر من الإسرائيلي، وبالتأكيد أكثر من بعض اللبنانيين من خصوم المقاومة الذين يتنقلون بين الشاشات ليبلغونا بما تقبل وبما لا تقبل به اسرائيل، بينما الحري أن يتحدثوا عن لبنان وما هو مقبول وما هو غير مقبول.

تؤكد المصادر أن التهويل الفرنسي لا يتوافق مع المساعي الأميركية لمنع الحرب، ولا حتى الطروحات الفرنسية كذلك، فبالنسبة الى الأميركيين هناك قناعة بأن ملف الحدود الجنوبية لن يُبحث بصيغة جدية قبل وقف الحرب، والحديث عن منطقة عازلة في جنوب لبنان هو أمر غير منطقي، وبالتالي فإن أي تسوية ستجري يجب ان تكون على أساس تنازل الطرفين، وربما تكون نهاية احتلال اسرائيل للأراضي اللبناني في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

كثيرة هي علامات الاستفهام حول الأداء الفرنسي الباحث عن دور ما في منطقة ملتهبة، ولا شك أن هذا الأداء لن يشكل إضافة للفرنسيين، بل يزيد من سوء حالهم.


الأكثر قراءة

العثور على 6 جثث لأسرى لدى حماس مقتولين يُحدث زلزالاً في «إسرائيل» الشارع يتحرّك ضدّ حكومة نتانياهو... ونقابة العمّال تعلن الإضراب الشامل