اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بعد عامين على انتخاب القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان، استقبل الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد، امين عام الحزب علي حجازي مع اعضاء القيادة، امس الاول في دمشق، وهو لقاء كان منتظراً، منذ 13 تشرين الثاني 2021، وهو التاريخ الذي عقد فيه الحزب مؤتمراً في العاصمة السورية، رعاه الرئيس السوري ودعمه عبر هلال هلال عضو القيادة وبحضوره، للم شمل البعثيين في لبنان، وقد تفرقت صفوفهم بين قيادتين، نجحت قيادة البعث في سوريا، بان تجمعهما في مؤتمر ترأسه الامين القطري السابق للحزب النائب والوزير السابق عاصم قانصوه، ونتج عنه انتخاب قيادة مركزية، وليست قطرية، بعد اجراء تعديل على نظام حزب البعث.

فاللقاء الاول بين الرئيس الاسد، وقيادة حزب البعث في لبنان اتى بعد اجتماع ترأسه قبل ايام الرئيس الاسد للجنة المركزية لحزب البعث في سوريا، وقدم خلاله مطالعة تاريخية وسياسية واستراتيجية للصراع القومي مع العدو الصهيوني، واستكمله مع القيادة المركزية للبعث في لبنان، الذي وصفته مصادرها بانه لقاء مميز ونتائجه ممتازة، وان حصوله بعد عامين، يعود بان مواعيد كانت تحدد، ثم ترجأ، لاسباب تتعلق بالظروف التي تمر بها سوريا، ولم يكن التأخير، لعدم رضى سوري وتحديداً من الرئيس الاسد، عن القيادة الجديدة، كما حاول البعض ترويجه، تقول المصادر، التي تشير الى ان التواصل كان موجوداً دائما مع القيادة السورية، والتي كانت تشجع القيادة الجديدة على نشاطها، الذي ظهر خلال توليها المسؤولية، واعادة حزب البعث على الساحة الوطنية، والعمل السياسي، واخيراً الانخراط في المقاومة، لصد العدوان الاسرائيلي على لبنان، ومشاغلته عند الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة.

وركز الاجتماع مع الرئيس الاسد على دور الاحزاب في هذه المرحلة الخطيرة والدقيقة التي تمر بها امتنا  وقضيتها المركزية فلسطين، فينقل عضو القيادة المركزية لحزب البعث اكرم يونس عن اللقاء مع الرئيس الاسد، بانه كان مثمرا وحملنا كحزب بعث في لبنان اعباءً ودوراً علينا ان نقوم به، وان سوريا ستقدم كل الدعم السياسي والمعنوي، للاحزاب الوطنية والتقدمية والعابرة للطوائف، وفق ما يؤكد يونس لـ "الديار" والذي لمس الوفد حرصا من الرئيس الاسد، على دور للاحزاب اللاطائفية او العلمانية، وهو يأسف، لما يحل ببعضها، من انقسام وتشرذم، ملمحا الى ما اصاب الحزب السوري القومي الاجتماعي من انشقاق، والذي سعت سوريا الى اعادة الوحدة اليه، وما زالت تعمل في هذا الاتجاه، وفق ما يكشف يونس الذي اشار الى ان اللقاء الذي دام حوالى ساعتين الا ربعا، وحضره السفير السوري السابق في لبنان علي عبد الكريم علي، والذي لعب دوراً في عودة حزب البعث الى وضعه التنظيمي الواحد، فشكل اللقاء خارطة طريق امام القيادة، في المرحلة القادمة، مثنيا على ما حققته من انجازات، فشدد الرئيس السوري على ضرورة ان يقوم حزب البعث في لبنان بدور ريادي، في متابعة الاوضاع الداخلية، ومواكبتها بمبادرات وحلول والمساعدة لانهاء الاشكالات اللبنانية الداخلية، التي ابتعدت سوريا عنها، وهي لديها ثقة بحلفائها في لبنان، وان حزب البعث يعكس التوجه السياسي لسوريا، التي تريد للبنان الاستقرار ووحدة شعبه، وانتصار مقاومته، وانتظام عمل مؤسساته الدستورية، من دون ان يتطرق الى القضايا اللبنانية، سواء رئاسة الجمهورية او قيادة الجيش ومسائل سياسية ودستورية او اية تفاصيل.

وتوجه الرئيس السوري الى الاعضاء 11 في القيادة المركزية لحزب البعث، بان يمارسوا الانفتاح على كل الاطراف السياسية والحزبية اللبنانية، وفق ما ينقل القيادي البعثي يونس الذي كشف بان الرئيس الاسد اكد على ان لا الغاء لاحد في لبنان، ويجب التعاطي والانفتاح على كل المكونات اللبنانية دون تمييز لا سيما من له تمثيل شعبي في مجلس النواب وان سوريا لا تقف ضد احد في لبنان، ومن وقع في الخطأ وتراجع عنه، وقام بعملية نقد ذاتي لمساره السياسي، فلا مشكلة معه، وسوريا قلبها كبير، وتتسع للجميع.

واثنى الرئيس السوري على دور حزب البعث في الجنوب، الى جانب فصائل المقاومة، وتحديدا "حزب الله"، وهو يتابع الاوضاع الميدانية وفق ما ينقل يونس عنه، حيث نقل ممثل البعث في لقاء الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية للرئيس الاسد، تحية له، وباجماع الحاضرين، بمن فيهم حركة "حماس" التي دعا الرئيس السوري، البعثيين الى تعزير التحالف معها كفصيل مقاوم، سبق له ووجه التحية للمقاومين في المعارك التي خاضوها ضد العدو الاسرائيلي، والتي احتضنت الحركة وفتح لها مكاتب في سوريا.

وابلغ الوفد البعثي الرئيس السوري انخراط الحزب في كل وقفات التضامن والدعم لغزة، وبمشاركة ممثلين عن "حماس"، التي يقوم تنسيق معها.

وعاد وفد حزب البعث من سوريا، محملا بتوجيهات وافكار، ابرزها الانفتاح على الجميع ولا الغاء لاحد.


الأكثر قراءة

العثور على 6 جثث لأسرى لدى حماس مقتولين يُحدث زلزالاً في «إسرائيل» الشارع يتحرّك ضدّ حكومة نتانياهو... ونقابة العمّال تعلن الإضراب الشامل