اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في الوقت الذي يشتد القتال داخل قطاع غزة وبالتوازي يعنف القصف على الحدود الجنوبية للبنان، تنشط المفاوضات المعلنة كما غير المعلنة للتوصل الى وقف كامل لاطلاق النار. وبالرغم من ان البعض قد يقرأ بتصعيد فريقي الصراع مواقفهما في الساعات الماضية على انه يعني ان الهدن مستبعدة والحرب طويلة، الا ان مصادر مطلعة تؤكد ان "الحرب على غزة باتت في نهاياتها وان المدة الزمنية المتبقية تتراوح ما بين اسبوعين و٦ اسابيع كحد أقصى".

وتشدد المصادر في حديث لـ "الديار" على ان "المكابرة الاسرائيلية قاربت نهايتها باعتبار ان المهلة الزمنية التي أعطاها المجتمع الدولي لتل ابيب لمواصلة مجازرها والابادة الجماعية التي تقوم بها في غزة تنتهي مطلع العام الجديد، وعندئذ ستكون وحيدة في حربها ما يفترض ان يدفعها الى التراجع".

وصحيح ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، اعلن مؤخرا انه لن يوقف الحرب وان جيشه سيقاتل "حتى النصر"، قائلا: "وأمام حماس خياران الاستسلام أو الموت"... الا ان المصادر تعتبر ان "اهداف وطموحات نتنياهو وحكومته شيء وما هم قادرون على تحقيقه على الارض شيء آخر تماما"، لافتة الى انه "مع تلاشي الدعم الاميركي والفرنسي وهو الدعم الابرز الذي تتكىء عليه "اسرائيل"، يفترض ان يعود نتنياهو ليتعامل مع حربه الشعواء بواقعية وبخاصة ان كل ما يقوم به الرئيس الاميركي جو بايدن راهنا يؤكد انه يريد انهاء الحرب على غزة في اسرع وقت ممكن خشية توسعها لتشمل المنطقة... فهو المنهمك في الانتخابات الرئاسية الاميركية المقبلة يدرك تماما ان تغطية المجازر وصرف الاموال لدعم آلة القتل الاميركية انما يُضران بحملته الانتخابية".

من جهتها، تلعب الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة "حماس" اوراق القوة التي بين ايديها بحنكة خاصة مع اعلانها مؤخرا رفضها لأي محادثات بشأن تبادل الاسرى الإسرائيليين إلا بعد انتهاء "العدوان" الإسرائيلي، مؤكدة وجود "قرار وطني فلسطيني بأنه لا حديث حول الأسرى ولا صفقات تبادل إلاّ بعد وقف شامل للعدوان".

وتعتبر المصادر ان رفض "حماس" طرح الهدنة المؤقتة التي تترافق مع ادخال مساعدات للقطاع مقابل الافراج عن عدد كبير من الاسرى الاسرائيليين، "ضربة معلم" لافتة الى ان "ما تسعى اليه تل ابيب انهاء ملف اسراها من خلال الهدن المؤقتة على ان تواصل حربها حتى تحقيق اهدافها"، مضيفة: "لكن خطتها هذه مكشوفة و "حماس" تلعب ورقة الجوكر التي بين يديها اي ورقة الاسرى بحنكة باعتبارها تدرك انها الورقة الوحيدة التي قد تُجبر اسرائيل على اعلان وقف اطلاق نار نهائي".

وتقر المصادر بأن "رضوخ تل ابيب لن يكون بالامر السهل، لكنه حاصل لا محال عاجلا ام آجلا، لذلك نرى باريس وواشنطن تمهدان له بطريقة او بأخرى".

فاذا كان الخلاف الاميركي- الاسرائيلي في مقاربة ملف غزة بات مكشوفا، فان تغيرات اساسية تطرأ على الموقف الفرنسي الذي كان متشددا جدا مع بدء الحرب. اذ ان قول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن محاربة الإرهاب لا تعني "هدم كل شيء في غزة"، يعني توجه فرنسي جديد في مقاربة الملف، ما سيُحرج تل ابيب اكثر فأكثر.

بالمحصلة، يمكن الحديث عن تراجع احتمالات الهدنة الثانية في غزة والتي كانت متوقعة عشية عيدي الميلاد ورأس السنة مع تقدم احتمال بلوغ الحرب نهايتها وان بعد اسابيع اضافية. اما سيناريو الحرب الموسعة سواء في لبنان او المنطقة، فيبدو انه يصبح سيناريو مستبعدا مع مرور المزيد من الوقت، وان كانت الضغوط الكبرى المتواصلة وبخاصة من قبل الحوثيين في البحر الاحمر تفعل فعلها دوليا وبالتحديد من خلال تبلور قناعة دولية بوجوب انهاء الحرب التي تهدد بانعكاسات كبيرة على الاقتصاد العالمي.



الأكثر قراءة

العثور على 6 جثث لأسرى لدى حماس مقتولين يُحدث زلزالاً في «إسرائيل» الشارع يتحرّك ضدّ حكومة نتانياهو... ونقابة العمّال تعلن الإضراب الشامل