اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

هذا الذي نراه اليوم في فلسطين من جرائم وحرب إبادة، ليس دخيلا على دولة العدو والولايات المتحدة الأميركية، ولا هو تكتيك أو أسلوب مستحدث، ولا هو تطوير لفنون الحرب، ولا هو عمل عسكري غايته تحقيق أهداف محددة بأقل الخسائر للطرفين، ما يحصل في غزة هو تكرار لجرائم ارتكبتها الولايات المتحدة ضد الشعوب الأخرى منذ بدأت نطفة تريد أن تبني لها مكانا وحيثية.

قامت الولايات المتحدة الأميركية على جثث مئة مليون مواطن هندي، ولم يسأل أحد هذه الهجرات الفرنسية، البريطانية، الاسبانية، البرتغالية عن أسباب ارتكابها هذه الجريمة التي لا شبه لها قبل ارتكابها وبعد حصولها.  ذنب أمريكا مغفور لأنها من بيت الفرفور ولكم قصة المثل : يحكى أن الحاجب قدّم الى قاضي الزمان الذي يحاكم الناس أحد المتهمين قائلا له : وهذا يا سيدي فرفور ابن طيفور...  وذنبه على جنبه، نظر القاضي الى المتهم فرآه يلقح كفه على جنبه ويضع إصبعه على زناد مسدسه فبلع القاضي ريقه وقال: فرفور ذنبه مغفور.

مارست الولايات المتحدة أبشع أنواع القتل وقتلت عمدا الآلاف من الأسرى والمدنيين الألمان الذين كانوا موجودين في المنطقة الخاضعة لسيطرتها عبر عدم تقديم الغذاء لهم.

أسقطت القوات الجوية الأميركية 3900 طن من القنابل الشديدة الانفجار والقنابل الحارقة على مدينة دريسدن الألمانية في أقل من 15 ساعة ودمرت المدينة بأكملها.

ويكفي ان يكون بتاريخ هذه الدولة تفجيرات ذرية على هيروشيما وناجازاكي أسفرت عن مقتل 220الف شخص على الفور لنقول كما قال عنها أنطون سعادة أنها سقطت من عالم الإنسانية.

هذا بعض مآثر الدولة الراعية للعدو، أما مآثر دولة العدو فهي لا تختلف عن مآثر الدولة الراعية، نفس البداية ونفس السلوك بفارق واحد أن العدو يستلهم سلوكه الإجرامي من تعاليم التوراة والتلمود، وتاريخ له فيه مجموعة من المرويات من خارج حدود العقل والإنسانية.

نعم، يحق لنا نحن أبناء هذه الأرض ان نمارس البطولة حتى الاستشهاد، أن نبقى في ميدان المعركة ونحن نعلم أننا لا نقاتل العدو الذي احتل أرضنا بل نقاتل من ارتكب جريمة التفجيرات الذرية ومن كان معه ومن سكت ولم يحاسبه، لأنه رأى يده على الزناد.

نعم نحن نعلم أن هذا الأمريكي الذي يخاف من نهوضنا يريد غزة أرضا دون ناس، لأن غزة أقلقت راحته منذ صار له في فلسطين دولة.

نحن نعلم أن هذا الأمريكي الذي قتل ثلاثة ملايين فيتنامي والذي قتل خمسة ملايين كوري لن يغص إذا قتل وهجّر مليوني فلسطيني، لا حدود لأفق الجريمة في قاموس العدو والولايات المتحدة الأميركية، لكنه لم يتعلم من هزيمته في فيتنام ولا في كوريا فأراد ان يكرر التجربة في فلسطين، وفي غزة بالذات التي تمنى أسحاق شامير أن يصحو من نومه ذات صباح ليجدها قد غرقت في البحر.

علينا أن نُصدّق أنّ دولة العدو وبإملاء من الولايات المتحدة الأمريكية ومساندة من أكثر دول العالم الغربي وصمت بعض الدول العربية، تريد غزة أرضا بلا بشر تريد الصفة أرضا بلا بشر تريد القدس أرضا دون بشر وليس مهما ان لا يبقى فلسطيني واحد على قيد الحياة ولو كان محمود عباس أو محمد دحلان.

ماذا نستطيع ان نقول عن هذا العالم الذي يرى في فلسطين جرائم إبادة غير عادية ويصمت؟.

ماذا نستطيع ان نقول لهذا العالم الذي يرى بالبصر ويرفض أن يرى بالبصيرة العادلة.

ما يحصل في غزة جريمة إبادة عن سابق تصور وتصميم يستحق من يرتكبها بميزان العدالة حكما بالإعدام الفوري ورميا بالرصاص.  فهذا القاتل يرتكب جريمتين:

الأولى جريمة القتل عمدا الثانية جريمة احتلال الأرض بالقوة. 

لكن من يحاكم من، يرى العالم بمؤسساته الإنسانية ومحاكمه العالمي أفعال أخصام الولايات المتحدة ولا يرى أفعال أمريكا، يرى صدام حسين خطرا على العالم ومعمر القذافي داعية للقضاء على الكون، وحسني مبارك الذي خدمهم بأشفار عيونه قامعا للحرية والديموقراطية وحقوق الانسان ولا يرى أمريكا ترتكب أخطر جرائم العصر في كل مكان تدوسه بطون أقدام جنودها أو تصله صواريخ طائراتها أو قذائف مدافعها.

ترى أمريكا يرى العالم، لا ترى أمريكا لا يرى العالم ترى أميركا أن الفلسطيني يجب أن يموت أو يرحل لأنه قال هذا البيت وهذه الأرض لي يرى العالم انه يجب أن يموت أو يرحل.

أميركا ترى المقاومة إرهابا العالم يرى المقاومة إرهابا.

غريب هذا العالم الذي يرى حركة القشة حيث نكون، ولا يرى جريمة الإبادة التي يرتكبها العدو.

غريب هذه الدول التي لم تعد ترى بعيون شعوبها وهي التي تزعم أنها تمثل مصالح شعوبها وترى ما تريده شعوبها وتفعل ما ينسجم مع إرادة شعوبها.

سيبقى العالم مضطربا وفي خطر ما دامت الدول تنظر اليه بعيون أمريكا.


الأكثر قراءة

واشنطن تريد رئيسا بين تموز وايلول وكلمة السر بين بري وهوكشتاين جلسة «النازحين»: العبرة بالتنفيذ وتجاهل الهبة وتوصية من 9 نقاط مفاوضات القاهرة فشلت والمقاومة تدك القواعد العسكرية بعشرات الصواريخ