اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أحزان وأفراح وعيد

المُدمنون الاتِّجار بالمُخَدِّرات سعياً وراء المال، ما همّهم كسبوه حراماً أو بحلال، والمدمنون تعاطي المخدِّرات هرباً من واقع حال، هؤلاءِ وأولئك لا يختلفون،على اختلاف ما بينهم، عن مُصطنعي أفراحٍ وهميّة في حقيقتها، يشغلون بها الناس الى حين، عمّا هم فيه من حقيقةِ واقعٍ أليمٍ حزين.

وأكثر ما ينشطُ مصطنعو مثل هذه الأفراح المخدِّرة للصغار وللكبار، ففي مناسبات الأعياد التي تستهوي العبادَ كباراً وأولاداً، والأكثر سحراً وجاذبيةً منها، فالدينيّة ذاتُ الطابع المقدّس في وجدان المحتفلين بها.

وللناس، في التعبير عن حاجات نفوسهم، عن أفراحهم كما عن الأتراح، طرائق وأساليب تختلف باختلاف مفاهيمهم في النظرة الى الحياة...

مثلُنا، عشيّةَ الاحتفال بذكرى فاصلة بين ظلامٍ ونور في التاريخ البشري، مثلُنا يرى نفسه معنيّاً، لا بالاضاءة على فرح الاحتفال بالذكرى، في ظاهره وحسب، بل على مفهوم الفرح ذاتاً، الذي حمله الحدثُ التاريخيّ المجيد مع ميلاد الوليد الاَتي ببشرى الخلاص. الخلاص من ظلمات " عهدٍ عتيق" يُعيق الانسان عن رؤية وجه الله الحق، الى أنوار عهدٍ جديد : الى انوار المحبّة التي هي الله.

مع هذا الاله الجديد، صار للفرح مفهومٌ جديد. الفرح الحقيقي معه، ما عاد فقط، في ان يمتلك واحدُنا، في عيد الميلاد المجيد أو في أيّ عيد، كلَّ الذي يُوفّر له ما لذّ للجسد وما طاب. مع "اله العهد الجديد" استيقظ في الانسان الحقّ وعيُه انّ للروح أيضاً، حاجتها الى تغتبطَ وأن تفرح.

فرحُك الأعظم، اذا كنتَ من أبناء الحياة بعهدها الجديد، أن تُشارك بفرحك سواك. فرحُك أنْ تواسي في العيد حزيناً، أن تعود مريضاً، أن تزور سجيناً، أن تخفِّف اذا قدرت، حملاً أو الماً عن مُثقَلٍ بالأحمال والاَلام.

من المحزن ان نحتفل فرحين وهيرودس الجديد يعيد، كسلفه ذابح الأطفال في بيت لحم، ذبحَ الأطفال في غزّه؟ كيف نقيم في دارنا فرحاً اذا كان دارُ الأخ أو الجار عامراٌ بالأحزان؟ أنحتفل بالعيد وصاحبُ العيد بعيد ؟ أنحتفل ونفرح وَ" الطفلُ في المغاره وأُمُّهُ مريم وجهانِ يبكيانِ يبكيان"؟

الأكثر قراءة

العثور على 6 جثث لأسرى لدى حماس مقتولين يُحدث زلزالاً في «إسرائيل» الشارع يتحرّك ضدّ حكومة نتانياهو... ونقابة العمّال تعلن الإضراب الشامل