اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في الوقت الذي كان فيه بن غفير وسموتريتش يؤكدان دعمهما لـ "التهجير الطوعي للفلسطينيين" من قطاع غزة، على اعتبار أن هذا الحل هو الصحيح والعادل والاخلاقي والإنساني، والحديث عن عزم "اسرائيل" على تعيين رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير وسيطاً بينها وبين دول عربية، لإقناعها باستقبال لاجئين فلسطينيين من قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، كان في "اسرائيل" رأي آخر مغاير تماماً يشير الى استحالة تحقيق هذا الهدف.

من ضمن أهداف الحرب العدوانية على قطاع غزة، تهجير سكانها الى خارج فلسطين المحتلة، وكانت البداية من سيناء وصولاً الى ما تسرب عن قيام "اسرائيل" بالتفاوض مع دول افريقية لاستقبال الفلسطينيين، ومن اهم وسائل هزيمة العدو إفشال الاهداف التي خيضت الحرب على أساسها.

بدل المباشرة بتهجير الفلسطينيين من غزة كما يرغب بعض قادة الكيان، هناك رأي أمني وسياسي "اسرائيلي" يقول بضرورة السماح بعودة سكان شمال قطاع غزة إلى منازلهم في المرحلة المقبلة، مشيراً الى وجود قيود تمنع "اسرائيل" من تحقيق هذا الهدف، وهي قيود قانونية وسياسية في الوقت نفسه، وبالتالي بدأ "الاسرائيليون" يتراجعون عن هذا الهدف الأساسي للحرب، فماذا عن هدف القضاء على حماس؟

رفع الاحتلال الاسرائيلي منذ اليوم الأول للحرب هدفاً رئيسياً امامه، هو القضاء على حركة حماس بشكل كامل أو سحقها كما ورد على ألسنة المسؤولين "الاسرائيليين"، واليوم بعد مرور ثلاثة أشهر على بدء العدوان، لا تزال حماس كمقاومة حاضرة وقوية وداخل الميادين، التي تقول "اسرائيل" انها سيطرت عليها، بعد التقديرات "الاسرائيلية" التي اشارت الى ان صواريخ ليلة رأس السنة انطلقت على "تل أبيب" من مناطق في شمال غزة، كان الجيش قد أعلن سيطرته عليها.

هذا الواقع وغيره الكثير من الدلائل تؤكد أن هدف القضاء على حماس لن يمرّ، وما يؤكد ذلك حديث منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، عن أن حركة حماس لا تزال تتمتع بقوة كبيرة في غزة، مشيراً الى أنه رغم الضربات القاسية التي تعرضت لها الحركة خلال الحرب، فانه لا يمكن للعمليات العسكرية القضاء على الأيديولوجيات، مؤكداً أنه ليس من المحتمل أن تتخلص "إسرائيل" من كل مقاتلي حماس، ولن يتم القضاء على عقيدتها.

إن هذا الاعتراف الاميركي باستحالة إنهاء حركة حماس، مترافقاً مع اعتراف "اسرائيلي" بصعوبة تحقيق هدف تهجير سكان قطاع غزة الى خارج فلسطين المحتلة، يجعلان الأهداف "الاسرائيلية" من الحرب بمهبّ الرياح، ومن هنا انطلق أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بحديثه عن أن "اسرائيل" لن تنجح في تحقيق أهداف الحرب على الإطلاق.

كذلك من هنا يُفهم سبب عدم انجرار المحور وحزب الله تحديداً الى حرب واسعة في المنطقة، لأن النجاح قد يتحقق دون الحاجة الى الحرب، على أن تبقى الأمور مرهونة بقرار "اسرائيل"، كما كانت منذ اليوم الأول عندما أبلغ رئيس المجلس النيابي نبيه بري المعنيين بالخارج، بأن مَن لا يريد توسيع الحرب عليه أن يتحدث مع "اسرائيل" فهي المعنية بذلك.

سيرد حزب الله حتماً على استهداف الضاحية، وعندئذ على العدو أن يقرر ما اذا كان "سيبلع" الرد أم أنه سيوسع الحرب. كل الاحتمالات باتت مفتوحة رغم كل المحاذير.

 


الأكثر قراءة

ملف الرئاسة: اللجنة الخماسية تحشر نفسها بالوقت فهل تنعى مهمتها في آخر أيار؟ قطر تجدد مساعيها من دون أسماء وجنبلاط الى الدوحة اليوم بدعوة رسمية جبهة الجنوب مرشحة للتصعيد... ومفاجآت حزب الله تنتظر العدو