في الوقت الذي كان فيه بن غفير وسموتريتش يؤكدان دعمهما لـ "التهجير الطوعي للفلسطينيين" من قطاع غزة، على اعتبار أن هذا الحل هو الصحيح والعادل والاخلاقي والإنساني، والحديث عن عزم "اسرائيل" على تعيين رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير وسيطاً بينها وبين دول عربية، لإقناعها باستقبال لاجئين فلسطينيين من قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، كان في "اسرائيل" رأي آخر مغاير تماماً يشير الى استحالة تحقيق هذا الهدف.
من ضمن أهداف الحرب العدوانية على قطاع غزة، تهجير سكانها الى خارج فلسطين المحتلة، وكانت البداية من سيناء وصولاً الى ما تسرب عن قيام "اسرائيل" بالتفاوض مع دول افريقية لاستقبال الفلسطينيين، ومن اهم وسائل هزيمة العدو إفشال الاهداف التي خيضت الحرب على أساسها.
بدل المباشرة بتهجير الفلسطينيين من غزة كما يرغب بعض قادة الكيان، هناك رأي أمني وسياسي "اسرائيلي" يقول بضرورة السماح بعودة سكان شمال قطاع غزة إلى منازلهم في المرحلة المقبلة، مشيراً الى وجود قيود تمنع "اسرائيل" من تحقيق هذا الهدف، وهي قيود قانونية وسياسية في الوقت نفسه، وبالتالي بدأ "الاسرائيليون" يتراجعون عن هذا الهدف الأساسي للحرب، فماذا عن هدف القضاء على حماس؟
رفع الاحتلال الاسرائيلي منذ اليوم الأول للحرب هدفاً رئيسياً امامه، هو القضاء على حركة حماس بشكل كامل أو سحقها كما ورد على ألسنة المسؤولين "الاسرائيليين"، واليوم بعد مرور ثلاثة أشهر على بدء العدوان، لا تزال حماس كمقاومة حاضرة وقوية وداخل الميادين، التي تقول "اسرائيل" انها سيطرت عليها، بعد التقديرات "الاسرائيلية" التي اشارت الى ان صواريخ ليلة رأس السنة انطلقت على "تل أبيب" من مناطق في شمال غزة، كان الجيش قد أعلن سيطرته عليها.
هذا الواقع وغيره الكثير من الدلائل تؤكد أن هدف القضاء على حماس لن يمرّ، وما يؤكد ذلك حديث منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، عن أن حركة حماس لا تزال تتمتع بقوة كبيرة في غزة، مشيراً الى أنه رغم الضربات القاسية التي تعرضت لها الحركة خلال الحرب، فانه لا يمكن للعمليات العسكرية القضاء على الأيديولوجيات، مؤكداً أنه ليس من المحتمل أن تتخلص "إسرائيل" من كل مقاتلي حماس، ولن يتم القضاء على عقيدتها.
إن هذا الاعتراف الاميركي باستحالة إنهاء حركة حماس، مترافقاً مع اعتراف "اسرائيلي" بصعوبة تحقيق هدف تهجير سكان قطاع غزة الى خارج فلسطين المحتلة، يجعلان الأهداف "الاسرائيلية" من الحرب بمهبّ الرياح، ومن هنا انطلق أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بحديثه عن أن "اسرائيل" لن تنجح في تحقيق أهداف الحرب على الإطلاق.
كذلك من هنا يُفهم سبب عدم انجرار المحور وحزب الله تحديداً الى حرب واسعة في المنطقة، لأن النجاح قد يتحقق دون الحاجة الى الحرب، على أن تبقى الأمور مرهونة بقرار "اسرائيل"، كما كانت منذ اليوم الأول عندما أبلغ رئيس المجلس النيابي نبيه بري المعنيين بالخارج، بأن مَن لا يريد توسيع الحرب عليه أن يتحدث مع "اسرائيل" فهي المعنية بذلك.
سيرد حزب الله حتماً على استهداف الضاحية، وعندئذ على العدو أن يقرر ما اذا كان "سيبلع" الرد أم أنه سيوسع الحرب. كل الاحتمالات باتت مفتوحة رغم كل المحاذير.
الأكثر قراءة
-
المعارضة تصل الى حائط مسدود: لن نسمح بكسرنا!
-
محادثة هامة وخطيرة ... "نيويورك تايمز": مؤامرة غامضة استدعت مكالمة نادرة من موسكو إلى البنتاغون
-
100 يوم من الغموض قبل الانتخابات الاميركية حزب الله لـ«الديار»: نتنياهو اختار الحل الديبلوماسي للشمال نتيجة قوة المقاومة «القوات» للشيخ قبلان: لا يجب ان ترى الدولة من خلال «الشيعية السياسية»
عاجل 24/7
-
18:44
المقاومة في جنوب لبنان: دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته، استهدف عناصر المقاومة الإسلامية عند الساعة 04:40 من بعد ظهر اليوم السبت التجهيزات التجسسية في موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، بالأسلحة المناسبة واصابوها إصابة مباشرة مما أدى إلى تدميرها.
-
17:41
المقاومة في جنوب لبنان: دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته،استهدف عناصر المقاومة الإسلامية اليوم السبت منظومة فنية تجسسية في موقع المنارة وانتشاراً لجنود العدو في محيطها بالمسيرات الإنقضاضية وحققوا إصابات مباشرة وأوقعوهم بين قتيل وجريح.
-
17:07
الجيش "الإسرائيلي": نفذنا هجوما جويا بمسيرة على مدينة نابلس بعد إطلاق نار على موقع عسكري قرب أحد مداخلها.
-
17:06
استشهاد فتى بنيران الاحتلال في مخيم بلاطة ومستشفى رفيديا يتعامل مع ٩ إصابات بينها اثنتان خطيرتان، وانسحاب قوات الاحتلال "الإسرائيلي" من المخيم.
-
17:06
الهلال الأحمر الفلسطيني: استشهاد شاب وإصابة عدد من المواطنين في مخيم بلاطة بينهم مسعف بجروح خطيرة.
-
17:04
سرايا القدس: قصفنا بالاشتراك مع كتائب القسام بقذائف الهاون الثقيل مقر قيادة عمليات جيش العدو في بني سهيلا.