اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

دخلت شقة الضاحية التاريخ من نافذتين: الأولى ضخامة الحدث  ومكان حدوثه، والثانية تفسيرات ما حصل.

 ماذا كانت تقصد دولة العدو من ضرب شقة الضاحية؟

أرادت دولة العدو أن تفي بوعدها،فلم تجد سوى شقة الضاحية حتى تشقي غليلها وتحقق رغبة تراودها  وتحفظ  ماء وجهها.

يكتسب الحدث خطورته من موقع الشقة في شارع الشهيد هادي نصرالله في الضاحية الجنوبية،ومن اغتيال الشخصية الثانية في حماس بعد أسماعيل هنية، وهذا يكفي دولة العدو لتقول أنها فعلت المستحيل،وأشبعت شغف الصهاينة اليهود بمشاهدة دماء القيادات. قصدت دولة العدو أن تقول للمقاومة في فلسطين ولبنان أنها تقتل أي كان في أي مكان، لذلك عليكما مراجعة أوراقكما.

كعادتها ترتكب حماقة جديدة، فهي تعتقد أننا نقاتلها بعقلية داحس والغبراء، بعقلية الثأر للأشخاص قيادات كانوا  أو جماعات،  تمارس الاستفزاز معتقدة أننا نخطو خطوة ناقصة تعيدها الى مسرح العمليات من بوابة التأييد الذي بدأت تفقده.

هي تعلم أن  محاولاتها خلال ثلاثة أرباع القرن  لم تستطع تهويد ثلاثة أجيال، وأن الأحفاد فاقوا الأهل والجدود في الثبات بالأرض والحفاظ على الهوية، والإنخراط في مشروع حرب التحرير القومية، وتعلم أيضا أنها عاجزة عن تشييد حواجز تقضي على العلاقة بين الجاليات الفلسطينية في العالم وفلسطين،أنها  عاجزة عن هدم حقيقة المصير الواحد لأبناء الأمة الواحدة،هي تعلم هذه الحقائق، لكنها تتجاهل هذه المعرفة وترفضها لأنها تعرف أن نتيجتها فشل مشروع إنشاء إسرائيل من الفرات الى النيل واقتراب نهاية الدولة في فلسطين.

هي تعلم أنها فشلت في ضبط  انتفاضة الأرض المحتلة   المتصاعدة رغم قساوة محاولات قمعها، وهي قرأت دلالاتها، وجاء طوفان الأقصى ليؤكد مخاوفها، فكان كمن جاءته نوبة جنون،فأخرج كل ما يملك من قوة وخطط كان رسمها منذ حرب النكبة وفي طليعتها إبادة الشعب الفلسطيني ومن تعذر قتله ترحيله.

كما فشلت في قمع انتفاضة الأرض المحتلة،فشلت في إبادة سكان غزة، وفشلت  في إحراز نصر يعيد اليها الثقة بتفوقها، وزاد الطين بله مشاركة المقاومة اللبنانية في المعركة مما جعلها "تبرعط" بين فكي كماشة يصعب عليها الفكاك منها  دون الخضوع لشروط المقاومة.

سلسلة إخفاقات أصابت العدو، ومنها  بداية تفكك الجبهة  الداخلية، دفعته بالإضافة الى ما ذكرناه من أسباب  الى ارتكاب جريمة شقة الضاحية لتشكل له مخرجا يؤكد تفوقه.

لم يتطابق حساب الحقل مع حساب البيدر، فشقة الضاحية أحرجت حلفاءها في العالم العربي ودفعتهم الى الحفاظ على ورقة التوت الساترة للعورات، والتوقف عن المتابعة في جهود الوساطة، وسينخفض حتما مستوى قوتها عند العودة الى المفاوضات التي ستعود حتما،لأنها أولا: حاجة لأصدقاء دولة العدو وثانيا: ضرورة لاستمرار وجودها. خاب ظنّها فأفعالها لم تمنع السعودية من الانضمام الى منظمة دول البريكس، وبالتالي الانتقال من طريق الهند الى طريق  الصين ولم يجبر السعودية ومصر على  المشاركة في تحالف الدول الذي أنشأته أميركا لحماية البحر الأحمر من التدخل اليمني. وأجبر الولايات المتحدة على التنصل من معرفتها بخطة الاغتيال وقصف شقة الضاحية، مع أننا نعلم أنهما في خطة واحدة ومشروع واحد ويرتكبون نفس الجريمة  فما فعلته دولة العدو في لبنان والشام خلال هذا الأسبوع تفعله الولايات المتحدة في العراق.

لن يكون اغتيال قائد فلسطيني أهمّ من استشهاد  عشرات آلاف المواطنين المدنيين  ولا أهم من جبل الدمار في غزة، لذلك لن يكون مؤثرا في موقف المقاومة في المفاوضات، لن يُخيفها، لن يرهبها بل زادها تصميما على الإستمرار في المعركة.

استطاعت المقاومة احتواء فخ الشقة، فهل تستطيع دولة العدو احتواء شظايا الشقة؟.

أحرجت شقة الضاحية تيار الخيانة في البلاد، فالصامت منهم مربك، والمتحدث مجبر على الإدانة، واهتز موقف الرأي العام المؤيد لهم، فقصف الشقة دلالة على أن العدو لا يحترم سيادة الدولة اللبنانية، ولو كان للعملاء مكانة في سياسة دولة العدو، كانت نفذت الاغتيال في قطر أو تركيا وليس في لبنان.

استطاعت المقاومة العبور فوق شقة الضاحية  الجنوبية  فهل تستطيع احتواء فعلها  بالرأي العام اللبناني؟

طبّشت الشقة كفّت المقاومة  في ميزان المعركة.

 


الأكثر قراءة

واشنطن تريد رئيسا بين تموز وايلول وكلمة السر بين بري وهوكشتاين جلسة «النازحين»: العبرة بالتنفيذ وتجاهل الهبة وتوصية من 9 نقاط مفاوضات القاهرة فشلت والمقاومة تدك القواعد العسكرية بعشرات الصواريخ