اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


لن نخطئ ونقول ان دونالد ترامب 2017 ـ 2021 اياه دونالد ترامب 2025 ـ 2029. المشهد الدولي انقلب رأساً على عقب. الحرائق في الشرق الأوروبي، وحيث أدت الحرب في أوكرانيا الى حدوث تفاعلات استراتيجية عاصفة. الدببة القطبية خرجت من البيات الشتوي الى خطوط النار.

كل ما فعلته تلك الكميات الهائلة من الأسلحة، انها حالت دون سقوط فولوديمير زيلينسكي، لكنها لم تحل دون سقوط أوكرانيا. أوروبا تبدو وكأنها أمام مفترقات دراماتيكية، ان على المستوى السياسي أو على المستوى الاقتصادي.

... الحرائق في الشرق الأوسط. لا مشكلة في أن تتحول غزة، وحتى العالم العربي بأسره، الى مقبرة. غالباً ما كان الكاوبوي يختال بحصانه فوق جثث القتلى. المشكلة في أن "اسرائيل" باتت أمام مأزق وجودي. ذاك الدمار الذي لكأنه هيروشيما القرن، لم يكسر لا ذاكرة الفلسطينيين ولا ذراع الفلسطينيين، الدولة العبرية سقطت عسكرياً وسقطت سياسياً.

واذا كانت المقاومة في لبنان بالترسانة الهائلة، وبالتضاريس الطبيعية المعقدة، هي الهاجس الأكبر لدى القيادة السياسية، كما لدى القيادة العسكرية في "اسرائيل"، كان على لويد أوستن أن يقول ليوآف غالانت "اياك أن تذهب وجنودك الى الجحيم". باقتضاب، لم تعد "اسرائيل"، سواء كانت الوديعة أو الصنيعة الأميركية، بالقوة التي لا تقهر.

من لا يعلم في أي ظروف جغرافية وظروف عسكرية، يقاتل الفلسطينيون ؟ ومن لا يعرف أي فارق شاسع بين أسلحة الفلسطينيين، وتلك الأرماد البرية والجوية والبحرية ؟ ما النتيجة حتى اللحظة غير التدمير الأبوكاليبتي (وهذه هي الفلسفة التوراتية للجيش "الاسرائيلي"). بعد تسعة أشهر، ما زال المقاومون يرفعون قبضاتهم حتى من القبور.

هذه هي التركة الكارثية التي يودعها جو بايدن دونالد ترامب، ان عاد الى البيت الأبيض. اختبارات مروعة قد تحوّل الرئيس العتيد من آتيلا (الجبار) الى تمثال من الخزف. بكل ما أوتي من غطرسة، قد تكون السبب في انقلاب الدولة العميقة ضده. قال انه سيطحن عظام كامالا هاريس، كامرأة تحاول مقاومة من دعته سابقاً بـ "الشامبانزي بالشعر الأحمر".

أحد وزراء الدفاع في عهده الجنرال جيمس ماتيس قال "لن يكون أكثر من دونكيشوت في المكتب البيضاوي، وليكون دونالد ترامب قاتل دونالد ترامب". هو الآتي من ليل العاهرات في زوايا لاس فيغاس أو في زوايا البيفرلي هيلز، وهاريس الآتية من كتب القانون، حتى أن بعض أركان الحزب الديموقراطي يعتبرون أن ما سيحصل في 5 تشرين الثاني مبارزة بالأدمغة بين المجرم والقاضي.

أكثر هي "المرأة التي تدرك بثقافتها طبيعة الأزمات البنيوية التي تعاني منها البلاد، وتعرف كيف تحمل "القضية الأميركية" على كتفيها، وهو بتغريداته البهلوانية يجعلنا نحتار أهو القرع على الطبول أم تراه القرع على الطناجر".

قلنا ان ابنته ايفانكا التي اعتنقت ذلك النوع من اليهودية الأكثر فظاعة، تتجول بالكعب العالي في رأسه، وان وصفها أستاذ فلسطيني بسالومي وهي تؤدي رقصة المناديل السبعة، وفي يدها رأس يوحنا على صينية من الفضة.

مع السلام في أوكرانيا، وترك الأوروبيين ينسحبون على ظهورهم من هناك، ومع الحرب في الشرق الأوسط ما سيضعه وجهاً لوجه في صراع مع البنتاغون، الذي اذ منعه من الاقتراب من الغرفة النووية، قد يمنعه من دفع أميركا الى مستنقعات النار في الشرق الأوسط. كلام كثير عن أن الجنرالات المتوجسين من خطواته المجنونة، قد يقلبون المشهد الانتخابي في وجهه للاتيان بكامالا هاريس.

في كل الأحوال، متى لم تكن "اسرائيل أولاً" وأميركا ثانياً لدى الرؤساء الأميركيين ؟ لكن الدولة التي وصفها السناتور جون ماكين بـ "حديقة الأنبياء" ، هي اليوم لمن شاهد فيلم ستيفن سبيلبرغ "جوراسيك بارك" ، حديقة الديناصورات.

 

الأكثر قراءة

مُراقصة المستحيل في جنوب لبنان