اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا تزال الساحة الداخلية في استراحة الأعياد، ولم ينطلق الحراك السياسي في الملف الرئاسي كما كان منتظراً، في ظل التطورات الأمنية المتسارعة والاعتداءات "الإسرائيلية" المستمرة، بحيث يعتبر عضو كتلة "اللقاء الديموقراطي" النائب هادي أبو الحسن، أننا منذ اليوم الاول وبداية هذا العام، لا يزال التركيز منصباً على الملف الأمني، كما هي الحال لبدء العدوان على غزة. ويقول لـ "الديار" أن "المشهد الداخلي ينقسم بين مسألتين: المسألة الأولى هي أن "اسرائيل" مستمرة في نهجها العدواني إذ لا حدود لاعتداءاتها، فيما المسألة الثانية أن "إسرائيل" لن تستطيع أن تحقق أهدافها المعلنة للعدوان على غزة، وبالتالي لن نتفاجأ بهذا الأمر، وما دامت وصلت إلى الأفق المسدود، فهي تناور وتلجأ إلى أساليب أخرى من العدوانية، ولكن علينا ألا نركن "لإسرائيل" بأن تفاجئنا كل يوم بشيء جديد".

وحول عملية انتقال العدو الاسرائيلي إلى سيناريو عمليات الاغتيال، أشار إلى أن "الاغتيالات هي نمط عدواني قديم ـ جديد، وعلينا كلبنانيين بالتحديد أن نتحسّب دائماً كيلا  يتحوّل هذا العدوان إلى عدوان بالعمق، بحيث لا يجب ان نعطي أي ذريعة لها، وهذا هو الأمر الأساسي من وجهة نظرنا".

وأضاف أن "المسألة اليوم تتأرجح بين الحل الديبلوماسي وبين التصعيد والإنفجار الكبير، وهي ليست عقلانية ولكن أن تكون موضوعية وأن تتعلّم من تجربة أل2006 ومن تجارب غزة المتلاحقة وآخرها هذه الحرب، وأن تذهب باتجاه التفاوض السلمي بعد وقف العدوان على غزة والجنوب اللبناني".

وعن المخاوف من تصعيد أمني كبير، يقول "إن الحرب قائمة في الجنوب ضمن حدود معينة، ولكن المطلوب لجم هذه الإندفاعة "الاسرائيلية"، وهذا رهن ومسؤولية ما يسمى بدول القرار، وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية ودول الغرب".

وبالنسبة لما كان قد أعلنه الرئيس نبيه بري عن إدارة محركاته الرئاسية مع مطلع العام الجديد، رأى أننا "ما زلنا في الدائرة المفرغة نفسها، وما زال البعض يمعن في إضاعة الفرص في مرحلة مفصلية ودقيقة وحسّاسة من تاريخ المنطقة وتاريخ لبنان، حتى هذه اللحظة لا يوجد ما يوحي بإمكانية إحداث خرق في جدار أزمة الرئاسة".

وهل تنتظر الرئاسة الميدان، يؤكد أنه "لا يجب أن ينتظر الاستحقاق الرئاسي شيئاً، لأن الاستحقاق هو استحقاق لا سيما في مثل هذه الظروف، وبالتالي يبدو أن البعض ينتظر هذا الأمر في المعادلة الداخلية، ولكن لبنان لا يقوم فقط على قاعدة المعادلات كقاعدة رابح وخاسر، بل على قاعدة التوافق لأن هذه هي طبيعته وتركيبته ومستقبله وحاضره وتاريخه، وتحديداً في ظل هذا الظرف الحساس الذي يجب أن يدفع إلى التضامن بين كل أبنائه".

وبالنسبة إلى الحركة الديبلوماسية، وما إذا كانت ستؤتي ثمارها رئاسياً، قال: "لا أريد أن أتنبأ بهذا الموضوع، ولا أحد يملك المعطيات، ولكن حتى هذه اللحظة ما من مؤشرات توحي بإمكانية حصول خرق جدي في جدار الأزمة الرئاسية، ولكن المطلوب ألا ننتظر شيئاً، وعلينا مسؤولية وطنية كلبنانيين وبغض النظر عن الجهود الديبلوماسية المشكورة من أصدقاء لبنان، فهذه مسؤوليتنا وليس مسؤوليتهم، لأنه من المفروض بنا كلبنانيين أن نقوم بما علينا من مسؤوليات".

وحول حراك النائب السابق وليد جنبلاط في الملف الرئاسي، أشار أبو الحسن إلى أن "جنبلاط هو ناشط على الدوام ولا يفوِّت أي فرصة من أجل إحداث خرق في جدار الأزمة، وهو يحاول على الدوام أن يقوم بدور في هذا المجال، ولكن الموضوع لا يقع فقط على عاتق وليد جنبلاط وحده، لأن المطلوب من الجميع القيام بدور في هذا المجال".


الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت