اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يبقى 18 كانون الثاني من الأيام المهمة في التاريخ، ففيه وقعت أحداث غيرت من شكل العالم على جميع الأصعدة.

وكانت البداية الأبرز يوم 18 كانون الثاني من عام 1919، وهو يوم افتتاح مؤتمر باريس للسلام، والذي شارك فيه مندوبون من أكثر من 32 دولة وكيانا سياسيا.

وكان ذلك الاجتماع خاصًا بالحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى، وخلاله تم التوقيع على 5 معاهدات من المنهزمين، وتم تقسيم ألمانيا ومستعمراتها خارج أوروبا مع حدود جديدة للكثير من الدول، بل ونشأت بعض الدول التي لم تكن متواجدة من قبل، وقسمت أملاك الدولة العثمانية وفرضت تعويضات على ألمانيا للدول المتضررة من الحرب.

ولم تكن تلك القرارات بالسهلة على ألمانيا، التي تم إذلالها سياسيا واقتصاديا وجغرافيًا، باقتطاع أجزاء من أرضيها وفرض تعويضات باهظة عليها وتحجيم جيشها وإضعافه، وإلقاء اللوم عليها بالكامل في أسباب الحرب وتداعيتها، وهي أمور تسببت فيما بعد في نشوب الحرب العالمية الثانية في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي.

وبعدها بـ52 عامًا كان العالم على موعد مع ميلاد الفيلسوف الإسباني بيب جوارديولا، والذي غير هو الآخر من شكل كرة القدم وعبث بأرقامها القياسية، بميلاده يوم 18 كانون الثاني من عام 1971.

نجاحات كبيرة حققها الإسباني كمدرب بشكل أخص، فارضا هيمنة كتالونية غائبة على الكرة الإٍسبانية بتشكيل جيل تاريخي لبرشلونة بقيادة ليونيل ميسي وتشافي وآندريس إنييستا، هيمن على البطولات وكان أبرزها السداسية التاريخية في عام 2009.

وبعد أن كانت الهيمنة في مدينة مانشستر مطلقة لليونايتد الذي أحكم قبضته تماما على مجريات الأمور في البريميرليج مع مدربه الأسطوري السير أليكس فيرغوسون، غير جوارديولا الحسابات تماما بتوليه المهمة الفنية لمانشستر سيتي في عام 2016.

وفرض غوارديولا هيمنة السيتي على الدوري منذ ذلك الحين والذي لم يخسر لقبه سوى مرتين فقط، وقاد الفريق للقب دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه، وعادل إنجاز اليونايتد كثاني فريق إنكليزي يتوج بالثلاثية التاريخية.

ولم تتوقف ثورة غوارديولا في كرة القدم عند تحقيق البطولات وحسب، بل بثورة الأفكار التي أحدثها أيضا في الجوانب الخططية، وإحياء التيكي تاكا للبارسا والتي باتت نهجا تحاول الكثير من الفرق السير عليه من خلال الاستحواذ على الكرة، وأهمية حارس المرمى في المساهمة في البناء، وأهمية إدخال الظهيرين إلى وسط الملعب عند الاستحواذ على الكرة، وأخيرا في الموسم الماضي بالاعتماد على المدافع جون ستونز كارتكاز.

أمور عديدة لا تحصى قدمها غوارديولا، ليبقى 18 كانون الثاني يوما فريدا في تغيير شكل التاريخ الإنساني والكروي أيضا.

الأكثر قراءة

صرخة معلولا: أيّها الأسد أنقذنا