اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب توالت الدعوات الدولية المطالبة «بضبط النفس» وتجنب التصعيد بعد تبادل إيران وباكستان القصف واستهداف مواقع يقول كل طرف إنها مقرات لجماعات مسلحة تستهدف أراضيه، وسط بوادر للتهدئة من الجانبين، في وقت اكدت فيه اسلام اباد ان إيران دولة صديقة ولا نريد أي تصعيد معها، تزامنا مع كشف حرس الثورة تفاصيل جديدة عن عمليته في باكستان، وتاكيد طهران اعتقال واحد من كبار الإرهابيين الضالعين في هجوم كرمان.

فقد قالت وسائل إعلام باكستانية إن باكستان قررت ، إنهاء الأزمة مع إيران وإعادة العلاقات الدبلوماسية معها، كما اتفق البلدان على التهدئة، وذلك بعد التوتر الذي أثارته الضربات المتبادلة ضد جماعات مسلحة على جانبي الحدود.

ونقل تلفزيون «جيو» عن مصادر قولها إن اجتماعا أمنيا ضم رئيس الوزراء المؤقت أنور الحق كاكر، وقائد الجيش ورئيس أجهزة الاستخبارات، أقر إجراء لإعادة العلاقات الدبلوماسية كاملة مع إيران.

ونقل عن مكتب كاكر أن إسلام آباد وطهران ستتمكنان من التغلب على التوتر المحدود عبر الحوار.

وقال وزير الإعلام الباكستاني مرتضى سولانجي إن الاجتماع الأمني تناول مراجعة شاملة للأمن القومي على ضوء الأحداث الأخيرة.

وتمت الدعوة للاجتماع الأمني عقب قصف إيراني بالصواريخ والطائرات المسيرة، استهدف ما قالت طهران إنها مواقع لجماعة جيش العدل داخل إقليم بلوشستان الباكستاني على الحدود مع إيران.

واحتجاجا على القصف الإيراني، استدعت إسلام آباد سفيرها من طهران، وأعلنت أن السفير الإيراني الموجود في بلاده لن يسمح له بالعودة إلى باكستان.

وقبل ذلك، استدعت طهران القائم بالأعمال الباكستاني، كما قطع رئيس الحكومة الباكستانية المؤقت زيارته إلى دافوس بسويسرا، حيث كان يفترض أن يشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي.

اتفاق على التهدئة

في غضون ذلك، قالت الخارجية الباكستانية اليوم إن باكستان وإيران اتفقتا على خفض التصعيد واحترام سيادة كل دولة لأراضي الدولة الأخرى. أضافت الوزارة -في بيان- بعيد اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الباكستاني جليل عباس جيلاني ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن الوزيرين «اتفقا على ضرورة تعزيز التعاون على مستوى العمل والتنسيق الوثيق بشأن مكافحة الإرهاب، وجوانب أخرى ذات اهتمام مشترك».

وقالت الخارجية الباكستانية إن جيلاني أكد لعبد اللهيان الحاجة إلى تعاون أوثق في القضايا الأمنية بين البلدين، وعبّر عن استعداد إسلام اباد للعمل مع طهران في جميع القضايا.

في المقابل، قال عبد اللهيان -في بيان- إنه أكد لنظيره الباكستاني احترام طهران سيادة باكستان ووحدة أراضيها، مشددا على ضرورة تحييد وتدمير ما وصفها بالمعسكرات الإرهابية في باكستان.

وكان وزير الخارجية الباكستاني قال إنه أكد لنظيره التركي هاكان فيدان -خلال اتصال هاتفي- أن العملية الأخيرة داخل إيران استهدفت ما وصفها بالمعسكرات الإرهابية، وأن باكستان ليس لديها مصلحة، أو رغبة في التصعيد مع إيران.

بدورها كتبت السفارة الباكستانية لدى إيران في منشور عبر منصة إكس، أن التعاون بين طهران وإسلام آباد أمر بالغ الأهمية للسلام والاستقرار في المنطقة، وأن باكستان تقف دائما إلى جانب إيران في السراء والضراء، حسب ما جاء في المنشور.

وكانت أكدت السفارة الباكستانية في طهران أنّ «باكستان تقف دائماً إلى جانب إيران، وفي كل الظروف الصعبة». وأضافت السفارة الباكستانية أنّ «التعاون والثقة المتبادلة بين البلدين الشقيقين وسط المحيط الاقليمي المعقّد، يحظيان بأهمية قصوى وذلك من أجل تعزيز الأمن والسلام». من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الباكستانية أنّ «إيران دولة صديقة ولا نريد أي تصعيد معها».

وامس كشفت وكالة «إيرنا» الإيرانية تفاصيل جديدة عن عمليات حرس الثورة الإيراني ضد الإرهابيين من جماعة «جيش العدل» في باكستان.

ووفق الوكالة، فإن جماعة «جيش العدل» الإرهابية قامت بإنشاء معسكر للتدريب في مناطق جبلية غير مأهولة داخل باكستان، وكانت بصدد تنفيذ عملية إرهابية كبيرة قريباً في المناطق الشرقية لإيران.

وتمكنت القوات الأمنية من رصد تحركات هذه المجموعة، وتم القضاء على جزء كبير من قواتها وعتادها العسكري خلال العملية التي نفذها حرس الثورة، قبل أيام.

وعقد مجلس الأمن القومي الإيراني اجتماعين يوم الخميس برئاسة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، لبحث مواجهة المجموعات الإرهابية والرد الباكستاني على عملية إيران العسكرية ضد الإرهابيين.

وأكد أنّ «سياسة إيران الثابتة والرئيسية هي حماية الأمن القومي بكل الوسائل المتاحة، وفي السياق نفسه، لن تتحمل إيران مستقبلاً أي تحرك إرهابي ضد أمنها».

وتابع أنّ «الأولوية لدينا هي التعاون مع دول الجوار لحل القضايا المرتبطة بالإرهاب، لكننا أبلغنا جميع الجيران بسياسة إيران الرئيسية في مجال مكافحة الإرهاب والتي لن نتردد في تنفيذها تحت أي ظرف من الظروف».

في غضون ذلك أعلنت وزارة الأمن الإيرانية، بشأن الهجوم الإرهابي في كرمان، مقتل إرهابيين اثنين في اشتباك مسلح، مشيرة إلى اعتقال عدد من العناصر الإرهابية المرتبطة بهذه الحادثة.

ومن بين المعتقلين: محمد عمران تنوير أحد زعماء تنظيم «داعش» خراسان، وهو متخصص في مجال صناعة المتفجرات، ومحمد عادل عارف، المدعو باسم «عادل بنجشيري» وهو من كبار الإرهابيين الضالعين في الهجوم الإرهابي في مدينة كرمان.

ونشرت وزارة الأمن الإيرانية صورة للمدعو باسم «عادل بنجشيري» ، مؤكدةً أن تم اعتقاله بعد هروبه إلى غرب العاصمة الإيرانية طهران بعد العملية.

وزارة الاستخبارات الإيرانية أشارت إلى أنه بعد عملية كرمان الإرهابية في ذكرى استشهاد الفريق قاسم سليماني، اشتبك عناصر وزارة الاستخبارات في مدينة كرمان مع اثنين من الإرهابيين التكفيريين يحملان جنسية أجنبية.

وأوضح البيان أن الإرهابيين قُتلا خلال الاشتباكات التي حصلت، مؤكداً أنهما كانا يخططان لمهاجمة مركز للشرطة وتنفيذ تفجير قرب المركز.

الأكثر قراءة

مبادرة رئاسية فرنسية شرطها هدنة في غزة... «الرباعي» في الديمان: لن نورط سيدنا في الزواريب ونحن جزء من معادلة الرئاسة اجتماع اميركي ــ «إسرائيلي» افتراضي حول لبنان واستهداف موظفي اليونيفيل قيد المتابعة