اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ106 من الحرب على غزة، تجددت الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال في جباليا وبيت لاهيا شمال القطاع، وفي شرق خان يونس جنوبه، في حين واصلت قوات الاحتلال ارتكاب المجازر عبر غاراتها الجوية، وقصفها المدفعي مناطق عدة.

وترافق ذلك مع مواصلة جيش الاحتلال حملته بمناطق عدة بالضفة الغربية، ودهمت قواته منازل وشنت اعتقالات خلال اقتحامات شملت مخيمي بلاطة شرق نابلس وشعفاط شمال القدس، وساحة المهد ومخيم الدهيشة وبلدة تقوع ببيت لحم، وبلدة بني نعيم شرق الخليل وحي خروبة بجنين.

في الأثناء، تصاعد الغضب في الأوساط السياسية الأميركية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى درجة أن أحد المشرعين وصفه بالكارثة.

فقد أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أن مجاهديها يخوضون معارك ضارية من مسافة صفر مع قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة شرق جباليا شمالي قطاع غزة. وأكدت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن مجاهديها تمكّنوا من قنص جندي إسرائيلي جنوب مدينة غزة شمالي القطاع.

من جهته، أعلن المتحدث باسم قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أبو خالد، أنه تم استهداف وإصابة 5 آليات للاحتلال الإسرائيلي، أوقعت أكثر من 15 جندياً وضابطاً بين قتيل وجريح.

المتحدث باسم قوات الشهيد عمر القاسم أكد في بيان أن وحدة الدروع استهدفت إحدى ناقلات الاحتلال الإسرائيلي شرقي حي الدرج، معلناً إصابتها بشكل مباشرة بعبوة من نوع «قاسم 3» وقذيفة مضادة للدروع من نوع «بي 7».

كما واستهدفت وحدة الدروع في قوات الشهيد عمر القاسم، إحدى آليات الاحتلال الإسرائيلي في شرق حي التفاح، وأطلقت عليها قذيفة من نوع «تاندوم،» وأصابتها إصابة مباشرة، وأوقعت من فيها بين قتيل وجريح.

كذلك، خاضت قوات الشهيد عمر القاسم، معارك ضارية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة المخابرات وأبراج المقوسي شمال محافظة غزة، مؤكدةً إيقاع قتلى وجرحى في صفوف الاحتلال.

واستعملت في المعارك الرشاشات، والقنابل اليدوية، والقذائف المضادة للأفراد والعبوات الناسفة، وفقاً للمتحدث باسمها.

هذا وخاض مجاهدو قوات الشهيد عمر القاسم، اشتباكات عنيفة على محور البطن السمين في خان يونس وجنوب حي النمساوي، ونجحوا في استهداف آليات الاحتلال، وإصابتها بشكل مباشرة بقذيفة «تاندوم»، وأوقعوا من فيها بين قتيل وجريح.

وفي شمال مخيم البريج، نجحت قوات الشهيد عمر القاسم، باستهداف إحدى آليات الاحتلال بقذيفة من نوع «تاندوم»، وأصابتها إصابة مباشرة، وأوقعت من فيها بين قتيل وجريح.

وبالتزامن، قالت المعلومات إن المقاومة تواصل التصدي للاحتلال الإسرائيلي على مختلف محاور خان يونس جنوبي القطاع.

كما أكدت أن المعارك متواصلة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال شرقي جباليا شمالي قطاع غزة، تخللتها اشتباكات بالأسلحة الرشاشة الثقيلة وسط قصف مدفعي وجوي.

وأفادت وزارة الصحة في غزّة بأنّ الاحتلال ارتكب 14 مجزرة ضد العائلات في القطاع راح ضحيتها 165 شهيداً و280 إصابة خلال الساعات الــ24 الماضية. وفي آخر إحصائية لوزارة الصحة في غزّة ارتفع عدد الضحايا إلى 24 ألفاً و927 شهيداً و62 ألفاً و388 إصابة.

على الصعيد السياسي أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رفضه لتصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن حول إقامة دولة فلسطينية بعد انتهاء الحرب على قطاع غزة.

وكان قال بايدن إنه تحدث مع نتنياهو عن الحلول الممكنة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشيرا إلى أن أحد المسارات قد يتضمن تشكيل حكومة مدنية.

وقال مكتب نتنياهو في بيان: «خلال محادثته مع الرئيس بايدن، أكد رئيس الوزراء نتنياهو مجددا على سياسته التي تنص على أنه بعد تدمير حماس يجب أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على غزة لضمان أنها لن تشكل تهديدا بعد الآن إسرائيل، وهو ما يتعارض مع مطلب السيادة الفلسطينية».

وقال البيت الأبيض إن مكالمة بايدن مع نتنياهو كانت الأولى منذ شهر تقريبا. وردا على سؤال عما إذا كان حل الدولتين «مستحيلا» في أثناء وجود نتنياهو في منصبه، قال بايدن «كلا، ليس مستحيلا». وأضاف الرئيس الأمريكي أن نتنياهو لا يعارض جميع الحلول القائمة على وجود دولتين، مشيرا إلى أن هناك عددا من الحلول الممكنة.

ولم يصل نتنياهو إلى حد الرفض الصريح والقاطع لإقامة دولة فلسطينية، لكنه قال: «أي ترتيب في المستقبل المنظور، سواء باتفاق أو بدون اتفاق، يجب أن تكون لإسرائيل سيطرة أمنية فيه على كامل الأراضي غربي نهر الأردن. إنه شرط أساسي. وهو يتعارض مع مبدأ السيادة. ولكن ماذا بوسعنا أن نفعل؟».

من جهته قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن الدفع باتجاه إقامة دولة فلسطينية هو دفع للمذبحة المقبلة وخطر وجودي لإسرائيل. وأضاف سموتريتش أن هناك إجماعا واسعا في «إسرائيل» على رفض الدولة الفلسطينية وتقسيم الأراضي، قائلا إن على البيت الأبيض أن يتحرر من أوهام المفاهيم التي أدت إلى الكارثة في «إسرائيل».

من جانبه، قال وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن إقامة دولة فلسطينية هو مكافأة للإرهاب وخطر على دولة «إسرائيل» وسيشجع على قتل اليهود، على حد قوله.

في غضون ذلك اتسعت حدة الخلافات داخل الحكومة ومجلس الحرب الإسرائيليين، بعد أكثر من 100 يوم من الحرب على قطاع غزة، بينما تعالت الأصوات التي تطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتنحي.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن غادي آيزنكوت رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق والوزير بمجلس الحرب الإسرائيلي، قوله إن سلوك الحكومة الإسرائيلية قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وبعده يتسم بالإخفاق بشكل كبير.

وأضاف أن نتنياهو وكل من كان في منصب عسكري وسياسي يوم السابع من تشرين الأول الماضي وقبله بـ10 سنوات يتحمل مسؤولية واضحة، وأن القيادة الإسرائيلية لا تقول الحقيقة للشعب.

من جهتها، نقلت نيويورك تايمز عن آيزنكوت قوله إن «إسرائيل» لم تُسقِط حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإن أهداف الحرب لم تتحقق بعد، مشيرا إلى أن التوصل إلى اتفاق مع حماس هو السبيل الوحيد لإطلاق سراح المحتجزين. وأكد أنه كان يجب بذل كل الجهود للحفاظ على وقف إطلاق النار المؤقت في تشرين الثاني الماضي.

وعدّ آيزنكوت أن وجوده في حكومة الطوارئ حال دون نشوب حرب شاملة مع حزب الله اللبناني، ما كان سيمثل خطأ إستراتيجيا فادحا، حسب تعبيره.

من جانبه قال رئيس حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان إن الحكومة الإسرائيلية الحالية لم تعُد قادرة على قيادة الشعب، مشيرا إلى ضرورة تشكيل حكومة جديدة.

ونقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مصدر في المجلس الوزاري الأمني المصغر قوله إنه لا مستقبل للحرب على قطاع غزة، وأضاف أن نتنياهو يماطل لكسب الوقت بكل وضوح، كما أنه يتهرب من المسؤولية، على حد تعبيره.

من جهته، قال زعيم المعارضة يائير لابيد للإذاعة الإسرائيلية إن نتنياهو لا تهمه دولة إسرائيل، وإن كل ما يهمه هو مصالحه السياسية الشخصية، ويجب تغييره بسرعة.

وتتزامن تلك التوترات في الحكومة مع ما تشهده مناطق مختلفة في تل أبيب والقدس وحيفا من مظاهرات، لمطالبة الحكومة الإسرائيلية بإبرام صفقة لإطلاق سراح المحتجزين لدى المقاومة في غزة.

عائلات الأسرى  

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، بدؤوا اعتصاما قبالة منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمدينة قيساريا جنوبي حيفا، ونصبوا خياما للنوم في المكان. يأتي الاعتصام في إطار ضغوط تمارسها عائلات الأسرى على حكومة نتنياهو لإبرام صفقة تبادل مع فصائل المقاومة الفلسطينية، حيث يقر مسؤولون إسرائيليون بأن التبادل هو السبيل الوحيد لاستعادة الأسرى المحتجزين في القطاع. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن عدد من أهالي الأسرى قولهم إنهم فقدوا الثقة بالحكومة وإنهم يقومون بتحركاتهم الخاصة.

الأردن

قال رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، إنه يتعين على الولايات المتحدة والقوى الكبرى الأخرى استخدام نفوذها لدى «اسرائيل» لإنهاء «المذبحة» المستمرة في غزة. وأكد الخصاونة -خلال لقاء بكلية لندن للاقتصاد- أنه توجد حاجة إلى دبلوماسية دولية ذات وزن كبير ونفوذ لضمان وقف إطلاق النار. وأضاف «القيادة مطلوبة من أصدقائنا الأميركيين وشركائنا الأميركيين، ومن عواصم العالم المختلفة التي يمكنها التأثير على عملية صنع القرار في إسرائيل بشكل حقيقي لإنهاء هذه المذبحة».

عقوبات أوروبية

أعلن الاتحاد الأوروبي، فرض عقوبات على حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين، وأدرج 6 أفراد على «قائمته السوداء» لتجميد الأصول وحظر التأشيرات. كما أعلن الاتحاد أنه قد يستهدف بالعقوبات من يدعمون الحركتين بالمال.

حركة عدم الانحياز

ندّد زعماء دول حركة عدم الانحياز بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وطالبوا بوقف فوري لإطلاق النار، وذلك خلال افتتاح قمتهم الـ 19 المنعقدة في العاصمة الأوغندية كمبالا.

وطالب رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامابوسا بضرورة الوقف الفوري لهذه الحرب، وأكد خلال خطاب ألقاه في افتتاح القمة، أن بلاده تعمل من أجل منع ارتكاب جرائم جديدة ضد الفلسطينيين. وقال رامابوسا إن الحرب في غزة أظهرت عدم كفاءة الأمم المتحدة، خاصة مجلس الأمن حيث استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو)، ضد عدد من القرارات التي تنتقد»إسرائيل». وأضاف «يتعين علينا تأسيس نظام عادل ومنصف للحوكمة العالمية، يكون لديه القدرة على الاستجابة لجميع الاحتياجات في حالات التهديد والأذى».

الأكثر قراءة

مبادرة رئاسية فرنسية شرطها هدنة في غزة... «الرباعي» في الديمان: لن نورط سيدنا في الزواريب ونحن جزء من معادلة الرئاسة اجتماع اميركي ــ «إسرائيلي» افتراضي حول لبنان واستهداف موظفي اليونيفيل قيد المتابعة