اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي  إلى إجراء تحقيق دولي في سقوط الطائرة العسكرية الروسية، التي قالت موسكو أمس إنها كانت تنقل أسرى حرب أوكرانيين، متهمة كييف بإسقاطها، في وقت صرح مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأوروبية والأوراسية جيمس أوبراين بأن واشنطن لا تستطيع دفع نفقات السلطات الأوكرانية بشكل مستمر ويتعين على كييف أن تبدأ بدفع نفقاتها بنفسها.

فقد أشار أوبراين إلى أن نمو الاقتصاد الأوكراني في عام 2023 بلغ نحو 5%، وأنه من المتوقع أن يبلغ أرقاما مماثلة هذا العام.

وقال أوبراين، متحدثا من واشنطن في صندوق مارشال الألماني (المعترف به كمنظمة غير مرغوب فيها في روسيا): «عندما نتحدث عن المساعدات الأمريكية لأوكرانيا - ما يقرب من 8 إلى 10 مليارات دولار، وهي جزء من المساعدات، فهذا استثمار - وسوف تتمكن أوكرانيا (بمساعدة هذه الأموال) من البدء بسرعة في دفع نفقاتها بنفسها..لا يمكننا أن نرى هذا كبرنامج لا نهاية له من المدفوعات».

وأكد أوبراين على ضرورة إجراء إصلاحات في أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن هذه الإصلاحات ستسمح لأوكرانيا بإجراء تحول كبير. وتابع أوبراين: «نحن حريصون جدا على ضمان إنفاق جميع المساعدات الأميركية بكفاءة ونزاهة وبشكل مباشر حيث يجب أن تذهب... لدينا برنامج قوي جدا يتضمن مراقبة مستمرة من قبل العديد من المفتشين العامين لكيفية إنفاق أموالنا».

وكان منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، قد صرح في وقت سابق، بأن واشنطن لم يعد لديها أموال كافية لمواصلة دعم أوكرانيا، وأن المساعدات الجديدة تتطلب موافقة الكونغرس.

وأضاف كيربي خلال مؤتمر صحفي: «وقع الرئيس على الحزمة الأخيرة التي كان لدينا تمويل لها، وكان هذا كل شيء... نحن بحاجة لموافقة الكونغرس على رصد أموال إضافية لدعم أوكرانيا».

وصرح الرئيس الأمريكي جو بايدن في مؤتمر صحفي قبل سفره إلى كارولينا الشمالية الأسبوع الماضي بأن تقديم المزيد من المساعدات الأمريكية لصالح أوكرانيا يتوقف على أقلية ضئيلة في الكونغرس.

في غضون ذلك لم ينفِ زيلينسكي تهم روسيا تماما، لكنه قال إن موسكو تتلاعب بحياة الأسرى الأوكرانيين ومشاعر عائلاتهم، مشيرا إلى ضرورة إبراز وقائع الحادث، لا سيما أن الطائرة أُسقطت فوق أراض روسية خارج سيطرة كييف، وفق تعبيره.

وكانت موسكو أعلنت مقتل 74 –منهم 65 أسرى حرب أوكرانيين- عندما أسقطت طائرة نقل عسكرية في منطقة بيلغورود قرب الحدود مع أوكرانيا أمس.

وبعد تحطم الطائرة، اتهمت روسيا أوكرانيا فورا بالمسؤولية ووصفت ما جرى بأنه «عمل إرهابي»، بينما اتهمت أوكرانيا روسيا بأنها لم تبلغها بضرورة حماية المجال الجوي لبيلغورود في سياق تبادل الأسرى، مضيفة أنه كان قد خُطط لتبادل أسرى، لكنه أُلغي بعد ذلك.

ولم تحدد كييف بعد ما إذا كان أسرى الحرب الأوكرانيون قُتلوا جراء حادث، أو أن الطائرة أُسقطت بأسلحة أوكرانية.

في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن القيادة الأوكرانية كانت على علم تام بأن جنودا أوكرانيين سيُنقلون بطائرة نقل عسكرية إلى مطار بيلغورود لإتمام التبادل، وفقا لممارسات معروفة. وأضافت أن 6 روس من أفراد الطاقم و3 جنود روس آخرين كانوا على متن طائرة النقل العسكرية من طراز «إليوشن آي إل-76» التي أُسقطت.

وأكدت أن مشغلي أنظمة الرادارات رصدوا إطلاق صاروخين أوكرانيين وقت إسقاط الطائرة.

من جانبه، أوضح النائب البرلماني الروسي والجنرال المتقاعد أندريه كارتابولوف أن الطائرة أُسقطت بـ3 صواريخ إما أميركية وإما ألمانية الصنع، مشيرا إلى أن طائرة النقل لم تكن مصحوبة بمقاتلات روسية؛ لأن الرحلة متفق عليها مع الأوكرانيين.

واتهم أوكرانيا بأنها عمدت إلى تخريب عملية تبادل الأسرى، مؤكدا أن طائرة أخرى كانت تقل 80 أسيرا أوكرانيا تمكنت من الالتفاف، والمغادرة وقت سقوط الطائرة.

ويعدّ حادث إسقاط الطائرة الأعلى في عدد القتلى داخل الحدود الروسية، خلال الحرب الدائرة منذ نحو سنتين.

وكانت روسيا وأوكرانيا أعلنتا مطلع الشهر الجاري إجراء أول عملية تبادل رسمية لأسرى الحرب بعد انقطاع عمليات التبادل لأشهر، وأطلقت خلالها كل واحدة منهــما أكثر من 200 أســير.

يشار إلى أن بيلغورود المتاخمة لأوكرانيا تعرضت لهجمات متكررة من أوكرانيا في الأشهر القليلة الماضية، شملت هجوما صاروخيا في كانون الأول الماضي، أدى لمقتل 25 مدنيا روسيا، وفق المصادر الروسية. 

الأكثر قراءة

مبادرة رئاسية فرنسية شرطها هدنة في غزة... «الرباعي» في الديمان: لن نورط سيدنا في الزواريب ونحن جزء من معادلة الرئاسة اجتماع اميركي ــ «إسرائيلي» افتراضي حول لبنان واستهداف موظفي اليونيفيل قيد المتابعة