اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ112 للعدوان الإسرائيلي على غزة، أصدرت محكمة العدل الدولية قرارها بقبول الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد «إسرائيل» بتهمة ارتكاب أعمال إبادة جماعية في قطاع غزة، وأمرت «إسرائيل» باتخاذ التدابير اللازمة لمنع التحريض المباشر على الإبادة. كما شددت محكمة العدل الدولية على أن حكمها يفرض التزامات قانونية دولية على «إسرائيل».

في الأثناء، استمر جيش الاحتلال بارتكاب المجازر واستهداف المدنيين في مختلف أرجاء القطاع، في وقت أعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد وإصابة 38 ضابطا وجنديا في المعارك العنيفة مع المقاومة.

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 26 ألفا و83 شهيدا، و64 ألفا و487 مصابا.

فقد امرت محكمة العدل الدولية» إسرائيل» باتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية في غزة والتحريض المباشر عليها، حيث رفضت -في حكمها الصادر امس - الطلب الإسرائيلي برفض الدعوى التي أقامتها جنوب أفريقيا. وصوتت أغلبية كبيرة من أعضاء لجنة المحكمة المؤلفة من 17 قاضيا لصالح اتخاذ إجراءات عاجلة تلبي معظم ما طلبته جنوب أفريقيا باستثناء توجيه الأمر بوقف الحرب على غزة.

وقالت المحكمة في النص الذي تلاه القضاة إن على «إسرائيل» أن تتخذ «كل الإجراءات التي في وسعها لمنع ارتكاب جميع الأفعال ضمن نطاق المادة الثانية من اتفاقية الإبادة الجماعية». وذكرت المحكمة أنها تقر بحق الفلسطينيين في غزة في الحماية من أعمال الإبادة الجماعية، مؤكدة أن الشروط متوفرة لفرض تدابير مؤقتة على «إسرائيل». وأضافت المحكمة أن على «إسرائيل» الالتزام بتجنب كل ما يتعلق بالقتل والاعتداء والتدمير بحق سكان غزة وأن تضمن توفير الاحتياجات الإنسانية الملحة في القطاع بشكل فوري.

وبموجب الحكم أيضا يتعين على «إسرائيل» أن ترفع تقريرا إلى المحكمة في غضون شهر بشأن كل التدابير المؤقتة.وقالت المحكمة إن على «إسرائيل» أن تتأكد فورا من أن جيشها لا يرتكب الانتهاكات المذكورة سابقا.

فلسطين

في ردود الفعل أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أن قبول محكمة العدل الدولية لدعوى جنوب أفريقيا، يضع «إسرائيل» للمرة الأولى «كمجرم حرب» أمام المحكمة.غير أنه أشار إلى أن فلسطين كانت تأمل أن تطالب المحكمة بوقف فوري لإطلاق النار، نظرا لاستمرار المجازر اليومية بحق الفلسطينيين بقطاع غزة.

من جهتها علّقت فصائل فلسطينية، على قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي، الذي يُطالب باتخاذ إجراءاتٍ لمنع الإبادة الجماعية في قطاع غزة والتحريض المباشر عليها.

حركة المقاومة الإسلامية حماس، رحّبت  بالقرار، معتبرةً أنّه ثبّت اتهام كيان الاحتلال الإسرائيلي بالإبادة الجماعية في غزة، كما طالبه بمنعها والتحريض عليها.وأوضحت حركة حماس، في بيانٍ ، أنّ هذا القرار يعني إيقاف أشكال العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة، مطالبةً المجتمع الدولي بـ»إلزام العدو بتنفيذ قرارات المحكمة ووقف جريمة الإبادة الجماعية المستمرة».

من جهتها، رأت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أنّ القرارات الموقتة التي أصدرتها محكمة العدل الدولية، والتي تطالب في مضمونها كيان الاحتلال بوجوب وقف كل الأعمال التي تؤدي إلى القتل، لم ترقَ إلى مستوى طلب وقف القتل والعدوان حمايةً للشعب الفلسطيني من الإبادة المستمرة، مُشيرةً إلى أنّ هذا الأمر «قد يستغله العدو ليتصرف كما يشاء».

بدورها، أعربت حركة المجاهدين الفلسطينية عن استغرابها من «عدم إصدار المحكمة قراراً واضحاً بوقف فوري لإطلاق النار، على الرغم ممّا تضمّنه قرارها بقبول دعوى جنوب أفريقيا بانتهاك الكيان لاتفاقية الإبادة الجماعية، ما يُفقد قيمة القرارات الأخرى والتدابير الموقتة».

اسرائيل

على الجانب الاسرائيلي وصف رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، استعداد محكمة العدل الدولية لمناقشة ارتكاب «إسرائيل» إبادةً جماعيةً في غزة بـ»وصمة عار لن تمحى». وجدّد نتنياهو إصراراه على مواصلة الحرب ضدّ قطاع غزة، «حتى إخراج جميع الأسرى الإسرائيليين»، وذلك على حدّ وصفه، مُضيفاً أنّ الحرب على القطاع ستستمر حتى «لا تصبح غزة مصدر تهديدٍ لإسرائيل».

بدوره، ذهب وزير الأمن في حكومة الاحتلال، يوآف غالانت، إلى مهاجمة المحكمة، معتبراً أنّها ذهبت إلى «أبعد من وظيفتها، عندما وافقت على طلب جنوب أفريقيا بمناقشة الدعوى بارتكاب إبادة جماعية في غزة، وأضافت الخطيئة إلى الجريمة عندما لم ترفض الدعوى بصورة كاملة»، واصفاً الطلب الجنوب الأفريقي بـ»المعادي للسامية».

أما وزير «الأمن القومي» في كيان الاحتلال، إيتمار بن غفير، فرأى أنّ «لاهاي عار»، معتبراً أنّه «يجب عدم الاستماع إلى القرارات التي تعرّض استمرار وجود إسرائيل للخطر»، حاثّاً على مواصلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة.

من جهته، دعا وزير المالية، بتسليئيل سموتريتش، قضاة لاهاي، واصفاً إياهم بأنّهم «الذين يهتمّون بوضع سكان غزة»، إلى دعوة دول العالم «إلى فتح أبوابها والمساعدة في استيعابهم»، وهو الموقف الذي يثبت نية الاحتلال وعمله على إفراغ القطاع من أهله.

جنوب افريقيا

في ردود الفعل الدولية رحبت جنوب أفريقيا -صاحبة الدعوى- بالإجراءات المؤقتة التي فرضتها المحكمة على «إسرائيل»، واصفة الحكم بأنه «انتصار حاسم لسيادة القانون ومنعطف مهم في البحث عن العدالة للشعب الفلسطيني».وقالت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور -في مؤتمر صحفي أمام مقر المحكمة في لاهاي- إن بلادها فعلت كل ما يلزم لحماية أرواح آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة. لكنها أضافت «كنا نود من المحكمة أن تصدر قرارا بوقف إطلاق النار في غزة».

واشنطن

اكدت وزارة الخارجية الأميركية تعليقا على قرار محكمة العدل الدولية، ان  مزاعم الإبادة الجماعية ضد»إسرائيل» لا أساس لها، مضيفة،على تل ابيب اتخاذ التدابير اللازمة لتقليل الضرر اللاحق بالمدنيين وزيادة تدفق المساعدات، مع ضمان حق الاخيرة في اتخاذ إجراءات لضمان عدم تكرار هجمات 7 تشرين الاول وفق للقانون الدولي.

وكانت قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها علقت التمويل الإضافي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بينما تراجع ادعاءات بمشاركة 12 من موظفيها في هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مستوطنات غلاف غزة في 7 تشرين الأول الماضي.

الاتحاد الأوروبي

قال الاتحاد الأوروبي في بيان إنه يتوقع تنفيذا كاملا وفوريا وفعالا لقرارات محكمة العدل الدولية بشأن اتخاذ «إسرائيل» إجراءات فورية في غزة تحمي الفلسطينيين. وأشار الاتحاد الأوروبي إلى أن حق طرفي الدعوى بتقديم حجج تشكك بموضوعية القرار لا يؤثر على ضرورة تنفيذ الإجراءات المؤقتة التي طالبت بها المحكمة الدولية.

قطر

رحبت وزارة الخارجية القطرية بالتدابير المؤقتة لمحكمة العدل الدولية، قائلة إنها انتصار للإنسانية وسيادة لحكم القانون. وأضافت أن صدور حكم محكمة العدل بالأغلبية الساحقة يستوجب ضمان تنفيذ الإجراءات المؤقتة في غزة، مؤكدة أن ذلك يعكس حجم خطر الإبادة الجماعية المحدق بالفلسطينيين.

مصر

رحبت وزارة الخارجية المصرية بقرار محكمة العدل الدولية بقبول دعوى جنوب أفريقيا ضد «إسرائيل»، وأشارت إلى أنها كانت تتطلع لمطالبة المحكمة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، كما حكمت في قضايا مماثلة. وشددت الخارجية المصرية على ضرورة احترام قرارات المحكمة الدولية وتنفيذها.

الأردن

رحبت وزارة الخارجية الأردنية بقرار محكمة العدل الدولية الذي وصفته بـ»التاريخي»، وأكدت ضرورة تنفيذ الإجراءات التدبيرية بشكل فوري لوقف قتل الأبرياء في قطاع غزة.

سلطنة عمان

رحبت سلطنة عمان بقرار محكمة العدل الدولية بشأن الدعوى التي تقدمت بها جنوب أفريقيا، ودعت المجتمع الدولي لإلزام «إسرائيل» بوقف العمليات العسكرية وأعمال الإبادة بحق الشعب الفلسطيني.

الجزائر

وجه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وفد بلاده في الأمم المتحدة إلى طلب عقد جلسة لمجلس الأمن في أقرب وقت لإعطاء الصيغة التنفيذية لقرارات محكمة العدل الدولية بشأن «إسرائيل».

تركيا

أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأهمية قرار محكمة العدل الدولية بالدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد «إسرائيل»، وشدد على أن بلاده ستواصل العمل مع الفلسطينيين للوصول لوقف إطلاق النار وضمان طريق السلام الدائم.

ايران

ثمنّ الرئيس الإيراني، ابراهيم رئيسي، موقف جنوب أفريقيا في الدعوى التي تقدمت بها إلى محكمة العدل الدولية ضد «إسرائيل»، والتي وصفها بـ»الخطوة الشجاعة».وقال رئيسي في اتصال هاتفي مع نظيره الجنوب أفريقي، سيريل رامافوزا، إنّ «الكيان الصهيونى وداعميه بصدد الاخلال في متابعة هذه القضية القانونية».

على الصعيد الميداني أعلنت كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان ، أنّ مجاهديها استهدفوا قوة للاحتلال الإسرائيلي كانت متحصّنة في منزل غربي خان يونس جنوبي قطاع غزة، بقذيفة مضادة للأفراد، وأقعوا القوة بين قتيل وجريح. وأشارت إلى أنّ مجاهديها اشتبكوا أيضاً مع قوة إسرائيلية أخرى مؤلفة من 8 جنود في منطقة الشيخ عجلين، جنوب غرب مدينة غزة، وأوقعوها بين قتيل وجريح. كما استهدفوا دبابة صهيونية من نوع «ميركافا» بقذيفة «الياسين 105» غرب مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة. 

أعلنت كتائب القسام تنفيذ كمين بقوة إسرائيلية غرب المغازي وسط قطاع غزة، فجرت خلاله نفقا بـ7 جنود إسرائيليين بعد استدراجهم. وأضافت القسام أنها استهدفت دبابتي «ميركافا» بعبوة شواظ وقذيفة الياسين 105 شمال غرب مخيم المغازي.كما قالت القسام أيضا إنها استهدفت دبابة إسرائيلية من نوع «ميركافا» وجرافة من نوع «دي 9» بالقذائف الصاروخية شرق مخيم المغازي.

بدورها، أعلنت سرايا القدس - الجناح العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، قنص جندي إسرائيلي، واستهداف عدد من آليات الاحتلال وقواته بوابل من قذائف الهاون جنوب غرب خان يونس.

من جهتها، أعلنت كتائب شهداء الأقصى، استهداف تجمّع لجنود الاحتلال الإسرائيلي وآلياته بقذائف الهاون، غرب مدينة خان يونس.

أما كتائب المجاهدين، فأعلنت من جهتها استهداف مستوطنة «نحل عوز» برشقة صاروخية. وكانت الكتائب قد نشرت أمس مشاهد من استهداف مجاهديها لمروحية إسرائيلية بصاروخ أرض - جو.

في غضون ذلك أفادت وزارة الصحة في غزة، بأن «الاحتلال ارتكب 19 مجزرة في قطاع غزة، راح ضحيتها 183 شهيداً و377 مصاباً خلال الساعات الـ24 الماضية. وفي بيان وزارة الصحة الذي يصادف اليوم الـ112 من العدوان الإسرائيلي على القطاع، فإن عدداً من الشهداء لا يزالون تحت ركام منازلهم المدمرة.

الصحة العالمية

قال متحدث منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندماير، إن الوضع كارثي، وإن الجوع يفتك بالناس في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة، وإن الأطفال هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض.جاء ذلك في حديثه للأناضول عن كارثة الجوع في غزة وتأثيرها على الحالية الصحية، وذلك جراء الهجمات المكثفة التي يشنها الجيش الإسرائيلي منذ 4 أشهر على القطاع.

كاميرون

قال وزير الخارجية البريطاني، دايفيد كاميرون، انّ «إسرائيل» مسؤولة عمّا يحدث في غزة و»عليها تجنّب تفاقم الكارثة الإنسانية»، مع وصول العدوان الإسرائيلي على غزة لليوم 112. وأشار كاميرون إلى أن «إسرائيل» تدرس مقترح بلاده لفتح ميناء «أسدود» بهدف دخول  المساعدات إلى القطاع، مؤكداً أن «الأمر سيتطلّب الكثير من الضغط».

الأكثر قراءة

مبادرة رئاسية فرنسية شرطها هدنة في غزة... «الرباعي» في الديمان: لن نورط سيدنا في الزواريب ونحن جزء من معادلة الرئاسة اجتماع اميركي ــ «إسرائيلي» افتراضي حول لبنان واستهداف موظفي اليونيفيل قيد المتابعة