اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

حتى قبل ولادته يكون الطفل حساسا جداً تجاه المداعبة فالتدليك هو رسالة حب وحنان للطفل وفوائد صحية وعديدة وهنا خلاصة تجارب ام.

ان البشرة واللمس يؤديان دورا اساسياً في انخراطه في العالم وقد دلت عدة ابحاث علمية ان الاطفال الذين حرموا من المداعبة خلال سنوات حياتهم الاولى يعانون من نقص ومن صعوبة في التأقلم في مختلف المجالات.

فالوعي الحسي والمداعبة ادخلا اخيرا في صلب اساليب العناية بالمواليد قبل اوانهم، وبات الاطباء يعون حاجات هؤلاء المواليد النفسية والجسدية فاللمس يكون مشحوناً بالاحاسيس والرسائل العاطفية للطفل ومن المهم جداً اعطاؤه الرغبة في الاتصال مع الآخرين منذ ولادته مهما كانت ظروف هذه الولادة. وكل تخلف عن هذا الموضوع قد ينعكس سلبا على صحة الطفل من ناحية المشاكل الغذائية البسيطة او الارق...

نشير هنا الى ان التدليك الشامل مفيد جداً، اذن فالتدليك الكامل يساعد على اكتمال شخصية الطفل ويعطيه المعنى الحقيقي للتوازن النفسي والجسدي، كما يفتح امامه آفاقا جديدة من الراحة والاسترخاء ترافقه في حياته عندما يكبر.

التدليك ايضا هو وسيلة مميزة لمساعدة الطفل على النمو بصحة جيدة. ودلت احصاءات ان ستة اولاد من اصل سبعة يرغبون في تدليك ابنائهم وامهاتهم وهذا التدليك هو وسيلة بديهية ليعبروا لهم عن حبهم ويمنحونهم الايجابيات يمكن للتدليك الكامل ان يلعب دورا علاجياً يساعد الطفل على الاهتداء الى الصحة والاستقلالية لكنه بالطبع لا يؤثر في الحالات المستعصية لامراض جسدية او نفسية  وراثية... وخارج هذه الحالات يمكن نيل فوائد جمة من التدليك مثل حالات المغص البسيط او الارق او الخوف العابر او القلق المعبّر عنه بالصراخ كما يساعد التدليك على نمو اثار الصدمات النفسية.

والتدليك يشكل جزءا اساسيا في تربيتهم وتطور حياتهم. فالتدليك ينظم نمو الطفل بتأثيره على مختلف الصعد العاطفية - الفكرية- الحسية الجسدية والحركية، ويقوى ايضا المناعة الطبيعية عند الطفل.

يفيد التدليك في معالجة بعض المشاكل المتعلقة بالصداقة مع المحيط واثبات الشخصية والناتجة من عوامل معظمها جسدي، ولادة صعبة، خجل او انزواء على النفس، او حساسية مفرطة تجاه الآخرين. ونذكر في هذا المجال قصة طفل عمره سبعة اشهر ونصف الشهر كان يعاني من قيح مستمر في الاذن فعولج بالمضادات الحيوية التي انعسكت سلبا على صحته، فهزل وصار يرفض تناول طعامه الا بصعوبة شديدة، وهنا اقترح الاطباء المعالجة بالتدليك وبعد اشهر من العلاج الجدي، توقف القيح وتحسنت صحته ايضا، نذكر في المجال نفسه مثل الطفل الذي ولد متأخرا خمسة عشر يوما عن الموعد المحدد، وكان لا ينظر ابداً الى والديه ولا يتحمل ان يلمسه احد، وعندما صار في عمر السنة ونصف السنة اظهر انزواء على نفسه وصعوبة في التفاعل مع الآخرين نفسيا وجسدياً وبات لا يتوقف عن البكاء الا عندما يوضع في سريره وبعد اخضاعه للتدليك الكامل استعاد هذا الطفل حيوية الطفولة وصار يصغي بانتباه الى الاصوات الخارجية ويتفاعل ايجابا مع والديه. وفي هذا المجال يشدد الاطباء على ضرورة معالجة الاطفال الذين يعانون من عقدة الآخرين باكرا جداً وليس التريث الى ان يصبح الطفل في عمر السنتين او الثلاث سنوات.

باختصار صديقتي القارئة، لا تنتظري ان يصاب طفلك بعارض ما لتقومي بتدليكه ومداعبته كي تخففي عنه آلامه بل حاولي ان تكون هذه الحركات متواصلة وبشكل مستمر لما لها من فائدة وايجابية على صحة وسلامة وراحة طفلك.


الأكثر قراءة

بكركي ترفض «دفن الديمقراطية وخلق السوابق» وبري يعتبر بيان «الخماسية» يُـكمل مبادرته شرف الدين يكشف لـ«الديار» عن لوائح للنازحين تنتظر موافقة الامن الوطني السوري تكثيف معاد للإغتيالات من الجنوب الى البقاع... والمقاومة مستمرة بالعمليات الردعية