اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في إطار المساعي الدولية لوقف التصعيد في الجنوب اللبناني مع "إسرائيل"، قدمت فرنسا مقترحا مكتوبا إلى بيروت للتسوية، تدعو خلالها حزب الله إلى الانسحاب لمسافة 10 كيلومترات من الحدود وفقا لموقع سبوتنيك.

وتهدف الخطة المكونة من 3 خطوات إلى عملية تهدئة مدتها 10 أيام تنتهي بمفاوضات بشأن الحدود، إذ يوقف الجانبان العمليات العسكرية في الخطوة الأولى، وفي غضون 3 أيام، تقضي الخطوة الثانية بأن يسحب حزب الله مقاتليه على الأقل 10 كيلومترات شمالي الحدود، ويبدأ لبنان في نشر جنود في الجنوب، وتوقف "إسرائيل" التحليق فوق الأراضي اللبنانية.

وبحسب الحطوة الثالثة، يستأنف لبنان و"إسرائيل" المفاوضات حول ترسيم الحدود البرية "بطريقة تدريجية" وبدعم من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل)، كما سيخوضان مفاوضات حول خارطة طريق لضمان إنشاء منطقة خالية من أي جماعات مسلحة غير تابعة للدولة بين الحدود ونهر الليطاني، وفقا لـ"سكاي نيوز".

وقال مراقبون إن الورقة منحازة "لإسرائيل"، إذ لم تتضمن انسحابها من الأراضي اللبنانية المحتلة، مؤكدين أنها ستواجه الكثير من الصعوبات، لكن لا يمكن الحكم على فشلها في الوقت الراهن. 

قال الكاتب والباحث السياسي اللبناني، سركيس أبو زيد، إن "فرنسا تقدمت بمشروع اتفاق لحل الأزمة بين إسرائيل و"حزب الله" على شكل مسودة، لا تأخذ الطابع الرسمي، حيث كانت غير موجهة ومجهولة الجهة، ما دفع الأطراف اللبنانية وإلى اعتبارها ورقة للبحث والتداول".

وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فإن "الرسالة الفرنسية لم تذكر بشكل واضح انسحاب "إسرائيل" من الأراضي التي احتلتها، لذلك كان هناك تحفظ من بعض الأطراف اللبنانية بما في ذلك حزب الله.

وأوضح أن حزب الله سبق وأن ذكر بأنه لن يدخل في أي اتفاق نهائي حول وقف إطلاق النار على الحدود "الإسرائيلية" (شمال فلسطين المحتلة) قبل أن تتوقف المعارك في قطاع غزة".

ويرى أبو زيد أن "الورقة الفرنسية مسودة أولية، والنقاش لا يزال مستمر، وهناك أطراف عدة تسعى لتوضيح بعد الأمور، حيث طالب الطرف اللبناني بتوضيح نقاط تتعلق بإزالة المباني وإن كان المقصود منها العسكرية أم المدنية والاجتماعية أيضا، إضافة لنقاط أخرى غير واضحة".

انحياز فرنسي

في السياق، اعتبر الناشط المدني اللبناني، أسامة وهبي، أن "الورقة الفرنسية وصلت إلى الأطراف اللبنانية، لكن حزب الله وضع 17 ملاحظة عليها، والرئيس بري اعتبرها ورقة "إسرائيلية" خالصة".

وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فإن "المقترح الفرنسي من المرجح أن يواجه صعوبات شتى من قبل الثنائي الشيعي، خاصة "حزب الله"، لأن المطلوب تفكيك المواقع العسكرية وإخلاء جنوب الليطاني من الوجود العسكري لـحزب الله، وهي كلها أمور لا يمكن قبولها".

وقال إن "هناك صعوبات عديدة، لكن هذا لا يعني أن المفاوضات وقفت، حيث تسير على قدم وساق، وإن حصلت الهدنة في قطاع غزة سينعكس ذلك على لبنان حتما".

وأشار إلى أن "هناك مفاوضات على كافة الجبهات، كما أن موضوع الملف السياسي ورئاسة الجمهورية مطروح في هذه المفاوضات، لأن التوصل لاتفاق قد ينعكس كذلك على الأزمة السياسية الموجودة في لبنان، وقد ينتج انتخاب الرئيس في حال تنازل حزب الله عن بعض شروطه".


الأكثر قراءة

كيف منعت إيران الحرب ضدّ لبنان؟