اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لأن "العين على غزّة"، يمكن قراءة التصعيد "الاسرائيلي" في لبنان، وتعثر التفاوض دون توقفه، يعني اننا أمام مزيد من الأيام القتالية التي باتت ترتقي الى كونها أيام حرب في الجنوب اللبناني، اكثر من كونها أيام اشتباك على الحدود، والخطر في هذه الأيام هو إمكان وقوع الكثير من الأخطاء، التي يمكن أن تكون سبباً بتصعيد إضافي.

بحسب مصادر مطلعة على جوّ المقاومة، يبدو أن عدم علم "اسرائيل" بأي تفصيل يتعلق بالضربة العسكرية على صفد يوم الأربعاء كان أصعب عليها من الحدث نفسه، إذ لم تعلم القيادة "الاسرائيلية" هوية منفذي العملية ولا مكان التنفيذ ، وهم الذين اعتادوا رصد مكان إطلاق أي صاروخ، ولا حتى نوعية الصواريخ التي قالوا أنها ذكية، لذلك كان الرد عشوائياً يكشف حجم التخبط، ولكن العشوائية هذه قد تكون مؤذية على الصعيد اللبناني، وهو ما تجلّى في ارتقاء الأطفال والنساء من المدنيين.

اللافت في العملية الاسرائيلية الإجرامية التي حصلت مساء الأربعاء لم يكن مكان الاستهداف، فالنبطية كمدينة، دخلت مسار المعارك ولو كان الأمر حتى الأمس القريب يتعلق بالعمليات الأمنية والاغتيالات، بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي حصلت قبل ايام، لا بعمليات عسكرية كما يحصل في محيطها. إنما اللافت كان بحجم الشهداء المدنيين الذين قد تستهدفهم "اسرائيل" لأجل تنفيذ عملية اغتيال أو استهداف عسكريين. وبالتالي هنا مكمن الخطر الجدي في عملية استهداف النبطية، فعندما يشعر العدو أن بإمكانه قتل من يشاء وكيفما يشاء وأينما يشاء، بحجة استهداف لعناصر من حزب الله، يكون قد فرض واقعاً جديداً لم يكن قائماً سابقاً عند اغتيال صالح العاروري مثلا، حيث حرص العدو الاسرائيلي عدم استهداف مدنيين، وهو ما سيحاول حزب الله اليوم عدم تثبيته ضمن قواعد المعركة.

إذا، تسعى "اسرائيل" للقول بأن يدها هي العليا في تحديد طبيعة المعركة وقواعدها في لبنان، وسيسعى حزب الله بالمقابل لتثبيت قواعد الردع، لأنها السبيل في منع الحرب عن لبنان، وهو جاد بفعل ذلك، لأنه لن يكون بوارد التخلي عن نتاج سنوات من العمل الجاد والمضني للوصول الى زمن الردع الذي وصل إليه. هكذا تضع المصادر التصعيد القائم حالياً في سياق التفاوض الساخن ومحاولات تثبيت معادلات جديدة، وليس بسياق نشوب حرب أكيدة على صعيد واسع تطال لبنان من حدوده الجنوبية الى عمقه في الضاحية الجنوبية وصولا الى حدوده الشمالية وبقاعه، وان كانت غير مستبعدة، كون العمليات التي جرت والتي ستجري ستحمل مخاطر تصعيد كبيرة، ونسبة وقوع الاخطاء في الحسابات فيها كبيرة أيضاً.

وتؤكد المصادر أن ما قبل مجزرة النبطية سيكون مختلفاً عما بعدها لناحية الحسابات، ويدرك العدو الاسرائيلي ذلك، مشددة على ان الرد سيأتي بشكل لا يأخذ البلد الى حرب واسعة، مشيرة الى أن الجنوب سيكون أمام أيام صعبة وحساسة للغاية، وكلما تعقد التفاوض في غزة وتعقدت مسألة التوصل الى هدنة، سيعني ذلك استمرار التصعيد في لبنان لأن التصعيد سيجر تصعيداً مقابلاً، ولا يمكن سوى للهدنة في غزة أن تخفض التصعيد على جبهة شمال فلسطين المحتلة.

الأكثر قراءة

احتمالات التهدئة والحرب متساوية وواشنطن تضغط لهدنة مؤقتة! «مسوّدة» رسمية حول «اليوم التالي».. والجيش يتحضر لوجستيا ردود اسرائيلية «يائسة» على «الهدد 3» وتهويل بمواجهة وشيكة