اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ132 من العدوان الإسرائيلي على غزة، استمر استهداف قوات الاحتلال المستشفيات والمراكز الطبية في القطاع، حيث قصفت قوات الاحتلال مجمع ناصر الطبي في خان يونس.

في الأثناء، نقل موقع «أكسيوس» الأميركي عن مصادر مطلعة أن مدير وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) وليام بيرنز وصل «إسرائيل» للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومدير المخابرات الإسرائيلية (موساد) ديفيد برنيع لبحث مفاوضات بشأن المحتجزين، في وقت تروج فيه الولايات المتحدة لخطة سلام تدعي انها دائمة، بعدما سلحت «اسرائيل» وغطت مجازرها وسمحت يتهجير وقتل مئات الالاف من الفلسطيين.

في الوقت ذاته، لا تزال المقاومة قادرة على قصف مستوطنات ومدن إسرائيلية والاشتباك من المسافة صفر مع قوات الاحتلال.

على الجانب الآخر، رفض جنود من لواء غفعاتي تنفيذ مهام داخل قطاع غزة، بينما توقّع جيش الاحتلال استقبال أكثر من 20 ألف جريح عسكري هذا العام.

فقد اعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تلقينا رد حركة حماس بخصوص صفقة الأسرى المحتجزين، وهناك بعض القضايا الصعبة للغاية التي يتعين حلها. وأضاف بلينكن أنهم بصدد العمل مع قطر ومصر و»إسرائيل» للتوصل لاتفاق نهائي بشأن الأسرى، وهذا ممكن الآن، فيما نقل موقع أكسيوس عن مصدر مطلع أن مدير وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) وليام بيرنز وصل إلى «إسرائيل» بعد زيارة سريعة للدوحة.

وكان كشف مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) عن زيارة غير معلنة قام بها مدير المكتب كريستوفر راي إلى «إسرائيل» للقاء مسؤولين بأجهزة الاستخبارات، وسط الحرب المدمرة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

وامس نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين وعرب أن إدارة الرئيس جو بايدن وبعض شركائها في الشرق الأوسط يعملون على وضع خطة شاملة لإحلال سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بيد أن وزراء في حكومة بنيامين  نتنياهو جددوا رفضهم قيام دولة فلسطينية. وقالت الصحيفة إن خطة السلام تشمل جدولا زمنيا لإقامة دولة فلسطينية يمكن الإعلان عنه في أقرب الآجال. ونقلت عن مسؤول أميركي شارك في المناقشات قوله إن مفتاح خطة السلام في الشرق الأوسط هو «صفقة الرهائن»، في إشارة إلى اتفاق محتمل لتبادل الأسرى بين «إسرائيل» والمقاومة الفلسطينية.

كما نقلت «واشنطن بوست» عن ممثل الاتحاد الأوروبي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط سفين كوبمانز أن الاتحاد يتواصل مع الأطراف المختلفة لوضع خطة تركز فعليا على الوصول إلى نهاية الصراع. وأِشار كوبمانز إلى أن الخطة تهدف للوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة ومعترف بها بالكامل، ودولة إسرائيلية آمنة مندمجة بالكامل في المنطقة.

ومؤخرا تواترت التصريحات الأميركية الداعية لتنفيذ ما يسمى «حل الدولتين»، بما يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية إلى جانب «إسرائيل»، وذلك بعد انتهاء الحرب على غزة، بيد أن ذلك قوبل برفض من أعلى المستويات السياسية في تل أبيب. كما أعلنت دول أوروبية أنها تفكر في الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة في خطوة استباقية من شأنها التمهيد لتطبيق حل الدولتين.

رفض إسرائيلي

وفيما بدا ردا مباشرا على تقرير «واشنطن بوست»، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إنه لن يوافق بأي حال من الأحوال على حل الدولتين. وأضاف سموتريتش أن الدولة الفلسطينية تشكل تهديدا وجوديا لدولة «إسرائيل» كما ثبت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى. وتابع وزير المالية الإسرائيلي أنه سيطالب اليوم في اجتماع المجلس الوزاري السياسي والأمني بقرار واضح لا لبس فيه ينص على أن «إسرائيل» تعارض إقامة دولة فلسطينية، قائلا إنه يتوقع دعما واضحا من رئيس الوزراء نتنياهو وعضوي مجلس الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت وجميع الوزراء.

من جهته، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إن العالم يريد أن يمنح الفلسطينيين دولة وإن هذا لن يحدث، وفق تعبيره.ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن وزير الشتات عميحاي شيكلي قوله إن على إسرائيل أن تقاوم الخطة الأميركية وأن تهدد بخطوات أحادية كإلغاء اتفاقية أوسلو.

وفي السياق، قال زئيف إلكين رئيس كتلة حزب معسكر الدولة في الكنيست -الذي يقوده بيني غانتس- إن إقامة دولة فلسطينية ستؤدي إلى خطر تكرار أحداث السابع من تشرين الأول الماضي في كل أراضي «إسرائيل»، بحسب تعبيره.واعتبر إلكين أن إقامة دولة فلسطينية يعني أن حركة حماس ستفوز في كل انتخابات سيتم إجراؤها، قائلا إن أحدا لم يقترح على الولايات المتحدة إقامة دولة لتنظيم القاعدة بعد أحداث 11 أيلول، على حد قوله. في غضون ذلك قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن بلاده تسعى للتوصل إلى هدنة مؤقتة في غزة كجزء من صفقة محتملة لتبادل الأسرى، في حين شهدت «إسرائيل» احتجاجات على قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجميد المحادثات بشأن المحتجزين. وأضاف سوليفان في تصريحات أدلى بها أن الهدف هو البدء بهدنة مؤقتة والبناء عليها من أجل الوصول إلى وضع أكثر استدامة.

من جهته، قال منسق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن واشنطن تعتقد أن مفاوضات القاهرة بشأن غزة كانت بناءة. وأضاف في لقاء مع شبكة «سي إن إن» أن واشنطن لا تزال منخرطة ومتمسكة بالأمل أن تؤدي المحادثات إلى نتيجة إيجابية. وفي الإطار، قالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن الوزير لويد أوستن بحث في اتصال مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت مفاوضات تأمين إطلاق سراح من وصفهم بالرهائن المتبقين لدى حركة حماس.

خلافات ومظاهرات

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن على حركة حماس التنازل عن شروطها، مضيفا أنه يمكن حينها التقدم في المفاوضات. وأضاف نتنياهو أن مفتاح إطلاق سراح بقية «المختطفين» هو مواصلة الضغط العسكري على حماس التي تطالب بأن يفضي أي اتفاق لوقف العدوان المستمر على غزة منذ أكثر من 4 أشهر.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس الوزراء أمر الوفد الإسرائيلي الذي كان من المفترض أن يسافر لاستئناف مفاوضات تبادل الأسرى في القاهرة بعدم الذهاب إلى هناك.

وفي السياق، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو اتخذ القرار دون علم الوزيرين في مجلس الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت، مشيرة إلى أنهما سيطالبان في مجلس الحرب بالمشاركة الكاملة في اتخاذ القرارات.

أما القناة 13 الإسرائيلية فنقلت عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه أن خلافا نشب بين النخبة السياسية والأمنية في «إسرائيل» بشأن مشاركة الوفد في محادثات القاهرة. وبحسب تقديرات تل أبيب، لا يزال هناك نحو 130 إسرائيليا محتجزين في غزة، ويرجح أن 30 منهم قتلوا.

في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن أهالي الأسرى الإسرائيليين تظاهروا أمام منازل كل من نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وعضو مجلس الحرب بيني غانتس بعد إلغاء سفر وفد التفاوض إلى القاهرة، مطالبين بإبرام صفقة تبادل فورا. وهدد أهالي الأسرى الإسرائيليين بالاعتصام أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب إذا واصل نتنياهو تجاهلهم.

حماس

من جهته أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أنّ «أيّ اتفاق يجب أن يضمن وقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال من غزة وإنجاز صفقة تبادل».

وكشفت مصادر في المقاومة الفلسطينية ، تفاصيل بخصوص الردّ الإسرائيلي على مقترحات حركة حماس التي تضمّن ردّها الأخير، بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وعملية تبادل الأسرى، والذي جاء ضمن ثلاثة مراحل. وأوضحت المصادر أنّ الردّ الإسرائيلي على مقترحات حماس جاء على ثلاثة مراحل، تضمن في المرحلة الأولى تهدئةً مدتها 35 يوماً مع 7 أيام إضافية، و30 يوماً في المرحلة الثانية، فيما لم تتضمن الثالثة أي توقيت.وكانت أكّدت لجان المقاومة في فلسطين، أنّ التسريبات الأميركية والإسرائيلية «وماكينة إعلامهم المضللة المتزايدة التي لا تتوقف» بشأن صفقة تبادل الأسرى «هدفها خداع العالم وتضليله».

ميدانيا تمكّنت كتائب المجاهدين، الجناح العسكري لحركة المجاهدين الفلسطينية، من قنص جندي إسرائيلي، كان في وسط مجموعة جنود يعتلون سطح أحد أبراج طيبة، جنوبي الحي الياباني، غربي خان يونس، جنوبي قطاع غزة.

كما أكدت كتائب المجاهدين خوض مجاهديها اشتباكاتٍ ضاريةً مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في محاور التقدم بمدينة خان يونس، بالأسلحة المتنوعة والمناسبة.

بدورها، أعلنت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، استهداف دبابة «ميركافا»، بقذيفة «R P G»، في خان يونس، رداً على جرائم الاحتلال في حق شعبنا.

أما كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، فخاضت اشتباكاتٍ مسلحةً مع قوات الاحتلال، بجوار مستشفى ناصر، في خان يونس. كما دكّت تحشدات آليات «الجيش» الإسرائيلي بقذائف «الهاون» من العيار الثقيل، وذلك في محور التقدم ببلدة القرارة في مدينة خان يونس. وفي شمالي القطاع، دكّ مقاتلو «شهداء الأقصى» تحشدات القوات الإسرائيلية وآلياتها، بوابل من قذائف «الهاون» من العيار الثقيل أيضاً. 

في غضون ذلك، نشرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مشاهد من حمم «الهاون» التي دكّت بها المواقع العسكرية الإسرائيلية، بالاشتراك مع كتائب الأنصار.

بالتوازي، دعت الفصائل الفلسطينية إلى حملة شعبية واسعة لوقف العدوان على غزة، حاثّةً «أبناء شعبنا وأمّتنا على المشاركة في أوسع حملة شعبية، من أجل المطالبة بوقف الحرب على غزة وإفشال مخطط الإبادة». كما دعت أبناء الشعب الفلسطيني بالضفة والقدس المحتلة والأراضي المحتلة عام 1948، إلى النفير العام والاشتباك والمواجهة مع الاحتلال، وحضّت الحكومات العربية والإسلامية على التحرك العاجل وممارسة الضغط السياسي من أجل وقف العدوان.

أكّدت «القناة 12» الإسرائيلية أنّه خلافاً لما نُشر، لم يتم العثور على جثث في خان يونس، وذلك رداً على ما صرّح به المتحدث باسم «جيش» الاحتلال، بشأن «وجود معلومات موثوقة من مصادر عدة، بما في ذلك الأسرى العائدون، عن احتفاظ حماس بجثث الأسرى في مستشفى ناصر».

وبينما تواصل المقاومة تصدّيها للقوات الإسرائيلية المتوغّلة في القطاع، موقعةً في صفوفها الخسائر الفادحة في العتاد والأرواح، أقرّ «الجيش» الإسرائيلي، قبل يومين، بمقتل 3 من عناصره، جنوبي قطاع غزة، بينهم ضابطان، أحدهما قائد الكتيبة «630».كما أُصيب جنديان في الاحتياط في الكتيبة «630» إصابتين خطرتين، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية.  وبمقتل هؤلاء، تفوق حصيلة قتلى «جيش» الاحتلال، منذ بدء المعارك البرية في قطاع غزة، 230، لتتجاوز الحصيلة الإجمالية 565 قتيلاً من الجنود والضباط، منذ بداية «طوفان الأقصى». كذلك ارتفعت بذلك حصيلة العدوان على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول الماضي، إلى 28663 شهيداً، و68395 مصاباً، بحسب وزارة الصحة.  وأكّدت الوزارة أنّ عدداً من الشهداء ما زال تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.

على صعيد آخر دعت الفصائل الفلسطينية في بيان الحكومات العربية والإسلامية للتحرك العاجل وممارسة الضغط السياسي لوقف العدوان المستمر منذ أكثر من 4 أشهر على قطاع غزة. ودعت لاعتبار يوم غد الجمعة يوما عالميا لمناصرة الحق الفلسطيني، وأن يكون السبت والأحد المقبلان يومان عالميان لمساندة الشعب الفلسطيني في جميع الدول الأوروبية والغربية ودول أميركا اللاتينية وشرق آسيا.

البرازيل

سياسيا انتقد الرئيسي البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا العدوان الإسرائيلي على الأطفال والنساء في قطاع غزة، وذلك في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة. وقال دا سيلفا في مؤتمر صحفي مع السيسي إن «إسرائيل» ليس لها أي مبرر لقتل النساء والأطفال وهي تنتهك كل القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة. ولفت إلى أنه لن يكون هناك سلام بدون إقامة دولة فلسطينية، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

من جانبه، قال السيسي إنه توافق مع دا سيلفا على ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على غزة «وصولا إلى إطلاق مرحلة ما بعد الحرب لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس».

واستقبل الرئيس المصري نظيره البرازيلي الذي يقوم بزيارة إلى مصر يجري خلالها محادثات حول غزة.

عبد اللهيان

شدّد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في اتصال هاتفي مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم، على إدانته الهجمات الأخيرة للعدوان الصهيوني على رفح. وأكّد ضرورة تحرك المجتمع الدولي، ولا سيما منظمة التعاون الإسلامي، لوقف العدوان.

الأكثر قراءة

ماذا في رأس يحيى السنوار ؟