اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

قيل لنابوليون: "في أي سن يجب ان تبدأ تربية الطفل"؟ أجاب "قبل أن يولد بعشرين سنة..." المقصود هنا يجب تربية أمه، فلتهيء "أما" تهيئة صالحة تستطيع هي بدورها، ان تهيء طفلاً يغدو فيما بعد، مواطناً صالحاً، وانساناً كريماً. فالبيت هو المدرسة الاولى للطفل، والام فيه، هي المعلم الأول لطفلها.

وماذا عن الشركاء الآخرين مثل المدرسة ووسائل الاعلام؟

هواجس وتساؤلات طرحتها وكان هذا اللقاء الصحفي مع الدكتور انطوان بطرس قمير الاختصاصي في الصحة النفسية والعصبية.

ـ في الطب النفسي هل تربية الطفل تبدأ قبل الولادة ام بعدها؟ وفي أي عمر يبدأ تكون سلوكه؟

تربية الطفل تبدأ قبل الزواج لأنها امتداد لتربية الأم وعلاقتها بزوجها. فمن خلال علاقتهما به تتعلم كيف تحب وتضحي وتتحمل، ومن ثم عندما تصبح اما تكون قد اكتسبت مجموعة من العادات او تحملت عدداً من المسؤوليات يجعلها قادرة فعلاً على أن تكون أما. اما بالنسبة الى سلوك الطفل فيبدأ تكونه وتحديداً لحظة تحتضن الأم طفلها للمرة الاولى وهي مهمة جداً.

ـ الى أي مدى يتأثر الطفل بالعلاقة بين الأب والأم؟

يتأثر الطفل مهما كان صغيراً بكل ما يحدث حوله ويصل الى دماغه ويخزنه فيه ويظهر بعد ذلك بطريقة غير مباشرة على سلوكه لذلك يستغرب بعض الآباء والأمهات سلوك اولادهم العنيف، لكن قبل أن يلوموهم فلينظروا الى سلوكهم هم. لأن سلوكاً عينفاً سيبني في الولد شخصية عنيفة وانفعالية.

ـ اذا حدث فراق بين الزوجين فمن يجب ان يربي الطفل؟

من يملك القدرة على الاعتناء بالطفل، لانه يحتاج الى العناية والرعاية والتربية. كان الأب او الأم هو المناسب لتربيته والأهم من ذلك الذي يرتبط به الطفل أكثر من الآخر.

ـ لطالما نظرنا الى عالم الطفل على انه عالم بريء خال من الهموم؟

تأتي البراءة من منطلق أن الطفل لا يتحمل المسؤوليات الحياتية. المسؤولية موجودة ولكنها محدودة، وتكبر معه في سنواته. هو عالم بريء من التفكير الاجرامي ولكن اليوم. ولسوء الحظ غزا الهمّ عالم الطفولة نتيجة الفقر، والجهل، والحروب، والعنف. فأولادنا ابتعدوا عن الطفولة البريئة. واصبحت براءة الطفل بلون من القسوة.

ـ ما هو المرض النفسي برأيك؟ وكيف تظهر عوارضه؟

ويتابع دكتور انطوان قمير: هو احساس شخصي لدى المريض بأنه مختلف عن الآخرين مما يجعله غير قادر على القيام بأعباء الحياة اليومية بشكل طبيعي. هذا الاحساس قد يظهر فجأة وقد يظهر على مراحل الاكتئاب مثلاً الذي يبدأ باقبال شديد على النوم أو بمعاناة الأرق وفي مرحلة لاحقة تختل علاقات المريض بكل من حوله وينقطع عن العالم وقد يصل احياناً الى الانتحار. اما بالنسبة الى الطفل فهو معرّض بالطبع للاصابة بالامراض النفسية ولكن بنسبة ضئيلة لا تتعدى 3 في المئة.

ـ هل التربية القاسية تولد طفلاً منقاداً ام متمرداً على السلطة التي تمارس عليه؟

ـ الى أي مدى تتحمل المدرسة جزءاً من مسؤولية تربية الطفل؟

المدرسة تلعب دوراً كبيراً في تربية الطفل جنبا الى جنب مع البيت وتحديداً مع الام. التواصل بينهما ضروري في كل لأحوال وليس عندما تكون هناك مشكلة يعانيها الطفل.

ـ ما مدى دور وسائل الاعلام؟

أجهزة الاعلام تتحمل مسؤولية كبيرة في بناء الاسلوب الشخصي للاطفال وفي طريقة التربية. لذا عليها ان تكون واعية لما تقدمه من مواد اعلامية للاطفال حتى لا تخلق جيلاً عنيفاً غير قادر على ضبط سلوكه.

ـ في الواقع العالمي الامني: ما تأثير الحروب والاغتيالات والتفجيرات على الاطفال؟

الطفل يتأثر بكل ما يحيط به بطريقة مباشرة وغير مباشرة. وفي هذه الحالات يكون تأثره مباشر لأن الخوف يستشعره في البيت والمدرسة والشارع. وقد يصاب بالارتباك وعدم القدرة على التركيز وعدم الرغبة في القيام بأي شيء وصولاً الى الاكتئاب، ويشعر بعدم الاستقرار وينظر حوله فيجد الخوف في عيني والديه الذي ينتقل تلقائيا اليها وينعكس على كل تصرفاته.

ـ نصيحتك في حال وجود مشكلة عند احد ابنائهم؟

الطبيب النفسي ليس عدواً، والأهل وسيلة مساعدة لاخراج الطفل من مشكلته النفسية بالاعتماد على الطبيب الاختصاصي دون خجل لتنمية قدرة الطفل على الاستجابة للعلاج.

الأكثر قراءة

ملف الرئاسة: اللجنة الخماسية تحشر نفسها بالوقت فهل تنعى مهمتها في آخر أيار؟ قطر تجدد مساعيها من دون أسماء وجنبلاط الى الدوحة اليوم بدعوة رسمية جبهة الجنوب مرشحة للتصعيد... ومفاجآت حزب الله تنتظر العدو