اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اعلن المستشار الألماني أولاف شولتس إن تخصيص أموال الدعم العسكري لأوكرانيا "ليس بالأمر السهل"، لكن على دول الاتحاد الأوروبي مجاراة الولايات المتحدة في إنفاقها على هذا الدعم، في وقت كشف فيه الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إنه دعا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لزيارة أوكرانيا، مؤكدا استعداده للذهاب معه إلى خطوط المواجهة مع القوات الروسية.

اما ميدانيا فقد قال القائد العام الجديد للقوات المسلحة الأوكرانية أولكسندر سيرسكي إن قواته انسحبت من مدينة أفدييفكا في شرق البلاد لتجنب حصارها من القوات الروسية، بعد معارك عنيفة دامت أشهرا عدة للسيطرة عليها.

فقد قال شولتس بمؤتمر ميونيخ الأمني: "أعلم أن الأمر ليس سهلا. وليس سهلا هنا في ألمانيا أيضا. وفي بلدان أخرى هناك أصوات منتقدة تتساءل ما إذا كان من الأفضل إنفاق هذه الأموال على أغراض أخرى؟ ومع ذلك، بدون الأمن الذي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال زيادة الإنتاج الدفاعي وضخ الأموال والأسلحة بشكل مشترك ومنتظم إلى أوكرانيا، فإن كل شيء آخر لا معنى له". وقال: "الحقيقة هي أن هذه الحرب في وسط أوروبا وتطلبت منا الكثير. نعم، الأموال التي ننفقها الآن وفي المستقبل على أمننا اقتطعت من مجالات أخرى ونحن نشعر بذلك". وساق شولتس الولايات المتحدة مثالا يحتذى بتسليح أوكرانيا وتمويلها، حيث صرفت على تسليحها أكثر من 20 مليار دولار سنويا.

الى ذلك كشف الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إنه دعا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لزيارة أوكرانيا، مؤكدا استعداده للذهاب معه إلى خطوط المواجهة مع القوات الروسية. وقال زيلينسكي ردا على سؤال خلال خطاب ألقاه في مؤتمر ميونيخ الأمني: "دعوت ترامب علنا، لكن ذلك يعتمد على رغباته، إذا جاء ترامب فأنا مستعد للذهاب معه إلى خط المواجهة". وأشار زيلينسكي إلى أنه يريد أن يظهر لترامب "حقيقية الحرب".

في وقت سابق، وصف رئيس أمريكا السابق دونالد ترامب الرئيس فلاديمير زيلينسكي بـ"أعظم تاجر في التاريخ"، وقال إن واشنطن ستخسر مئات مليارات الدولارات إذا "عقدت أوكرانيا صفقة مع روسيا" بحسب بلومبرغ.

يشار إلى أن زيلينسكي دعا المرشح للرئاسة الأمريكية ترامب إلى "التفكير قبل التحدث" وذلك ردا على تصريحات ترامب التي قال فيها إنه سينهي النزاع في أوكرانيا بسرعة في حال تم انتخابه رئيسا للولايات المتحدة.

على الصعيد الميداني قال القائد العام الجديد للقوات المسلحة الأوكرانية أولكسندر سيرسكي إن قواته انسحبت من مدينة أفدييفكا في شرق البلاد لتجنب حصارها من القوات الروسية، بعد معارك عنيفة دامت أشهرا عدة للسيطرة عليها. وكتب سيرسكي على موقعي "إكس" و"فيسبوك" في وقت مبكر "بناء وضع العمليات حول أفدييفكا، ومن أجل تجنب التعرض للحصار، وللحفاظ على أرواح وصحة جنودنا، قررت سحب وحداتنا من المدينة، والتحرك للدفاع عن مواقع أكثر ملائمة"، مشيرا إلى أن الانسحاب جاء بعد شهور من الهجمات الروسية الشديدة.

من جهته أعلن قائد المنطقة الجنرال الأوكراني أولكسندر تارنافسكي على تليغرام "وفقا للأمر الذي تلقيناه، انسحبنا من أفدييفكا إلى مواقع معدة مسبقا".

وكان تارنافسكي اعترف قبل ذلك أن القوات الروسية أسرت العديد من جنوده في أفدييفكا، حيث تتمتع هذه القوات "بتفوق على صعيد العديد والمدفعية والطيران"، وقال إن المدافعين عن أفدييفكا "كانوا ينتقلون عند الضرورة إلى مواقع جديدة. المؤسف أنه خلال إحدى عمليات الانتقال هذه، أُسر العديد من جنودنا".

وهذا أكبر انتصار رمزي لروسيا بعد إخفاق الهجوم المضاد الذي شنته كييف الصيف الماضي، ويمثل أكبر تغيير في جبهات القتال منذ استيلاء القوات الروسية على باخموت في أيار 2023.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تعهد ببذل "كل ما هو ممكن" لإنقاذ قواته على الجبهة الشرقية، ولا سيما في أفدييفكا، بعدما وصف كلٌّ من الجيش الأوكراني والإدارة الأميركية الوضع بأنه "حرج".

وبعد إخفاق الهجوم المضاد الكبير الذي شنته أوكرانيا في الصيف، صار الروس المبادرين بالهجوم على الجيش الأوكراني، الذي يواجه صعوبات في تجديد قواته ويفتقر إلى الذخائر.

ولأفدييفكا قيمة رمزية مهمة، فقد سقطت لفترة وجيزة في 2014 في أيدي الانفصاليين المدعومين من موسكو، قبل أن تعود إلى سيطرة كييف، فضلا عن قربها من مدينة دونيتسك معقل أنصار روسيا منذ 10 سنوات.

وتعرض جزء كبير من المدينة للتدمير، لكن نحو 900 مدني ما زالوا يقيمون فيها وفق السلطات المحلية. وتأمل موسكو أن تؤدي السيطرة عليها إلى تأمين دونيتسك من القصف الأوكراني المنتظم.

قبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لبدء الغزو الروسي، تواجه أوكرانيا تحديات عدة: هجمات القوات الروسية، وتعثر المساعدات العسكرية الأميركية، ونقص المقاتلين والأسلحة والذخائر.

في المقابل، تعتد روسيا بنشر 600 ألف عسكري على الجبهة، واقتصادها المكرس بالكامل للمجهود الحربي، الذي أخفقت العقوبات الغربية في إخراجه عن مساره.

البحث عن دعم

وفي هذا السياق المتوتر، بدأ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جولة أوروبية للمطالبة بزيادة الدعم العسكري، مع تعهدات بتقديم دعم عسكري بحوالى عشرة مليارات دولار خلال العام 2024.

ووقّع زيلينسكي في برلين مع المستشار الألماني أولاف شولتس اتفاقا أمنيا وصفه الأخير بـ "خطوة تاريخية"، مضيفا أن ألمانيا ستواصل دعم أوكرانيا في مواجهة الحرب الروسية "طالما اقتضى الأمر ذلك".

وانتقل الرئيس الأوكراني بعد ذلك الى باريس لتوقيع اتفاق مماثل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمطالبة بزيادة الدعم العسكري لأوكرانيا، قبل أن يشارك في مؤتمر الأمن في ميونيخ ، حيث سيلتقي كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي.

وتعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تقديم "ما يصل إلى ثلاثة مليارات يورو" كمساعدات عسكرية "إضافية" لكييف هذا العام.

إلى ذلك أعلنت أوكرانيا أمس أنها أعادت جثامين 58 من جنودها سقطوا على الجبهة، ويشكل هذا النوع من التبادل إلى جانب أسرى الحرب، أحد المجالات الأخيرة التي تتعاون فيها موسكو وكييف منذ بدء الغزو الروسي.

وتقترب الحرب الروسية على أوكرانيا من إتمام عامها الثاني، ففي 24 شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، وتشترط لإنهائها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو ما تعدّه كييف تدخلا في سيادتها. 

الأكثر قراءة

الملف الرئاسي يأخذ منحى جديدا: لودريان سيلتقي بري والعلولا مع المعارضة فشل مفاوضات الصفقة في غزة كليا ... ولا تسوية بين حماس و«اسرائيل»