اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كتبت الكاتبة راوية المصري عبر حسابها:

عندما نسمع شخصًا يقول " حسب نواياكم ترزقون "، يتبادر إلى ذهننا فورًا مفهوم البلاغة والعمق والواقعية. فمن الجميل أن نعيش في عالم يمكن أن يتحقق فيه كل شيء بناءً على نوايا القلب والروح. ولكن عندما ننظر بعناية إلى هذا القول، ندرك أنه لا يعكس الحقيقة الملموسة التي تحكم حياتنا.

إذا كانت النية كافية لتحقيق الرزق، لماذا يعاني الكثيرون من الفقر والحاجة؟ لماذا يفشل الكثيرون في تحقيق أحلامهم وطموحاتهم رغم نواياهم الحسنة؟ وكثيرون ايضا من ذوي النوايا السيئة والذين شاع صيتهم بالظلم والديكتاتورية والفساد ينعمون بالثراء الفاحش والمناصب المرموقة ؟

في عالمنا شريحة كبيرة من البشر يعتمدون على نواياهم الحسنة وينتظرون المجهول ويقضون حياتهم يراقبون غيرهم ويعاتبون الله بانه رزق اصحاب النوايا السيئة, ويبرروها بمقوله اخرى بان اذا الله احب عبدا ابتلاه؟

لا شك أن هذا الموضوع يحمل الكثير من الجدل والتفكير ، حيث يتداخل بين مفاهيم القدر والإرادة والعمل. ولكن الجوهر الحقيقي يكمن في أننا نحن من يصنع مستقبلنا بأفعالنا وقراراتنا، وليس فقط بالنوايا .

إنها فكرة مغلوطة تماماً، تقع في دائرة الأوهام الخيالية والتي تميل إلى تجاهل واقع الحياة وتعقيداتها. فالواقع يظهر لنا أن الرزق لا يأتي بمجرد وجود نية صافية، بل يتطلب جهداً وعملاً مستمراً، وقدرة على استغلال الفرص وتخطي العقبات.

لا يمكن أن نبني كل شيء فقط بالنية، بل يجب أن ندمج بين النور والسلام الداخلي مع الجهود والعمل الدؤوب. إنها مزيج من النية والتصرفات التي تحدد مسارنا في الحياة.

ويجب أن تترافق مع عمل مثمر واستراتيجية واضحة لتحقيق الأهداف. فالعالم الحقيقي لا يتسامح مع الأحلام الخيالية والمفاهيم البالية، بل يتطلب جدية وتفاني ومثابرة.

إذاً، فعندما نسمع هذه العبارة، دعونا لا ننغمس في إيمانٍ عميق يحولنا إلى إناس تافهين، بل دعونا نستوعب معناها الحقيقي ونعيشها بحكمة وتفكير وعمل جاد.

إنها تذكير مهم بأن النجاح يحتاج إلى اجتهاد وتفان وقرارات حكيمة، بعيدًا عن كلمات تفتح أبواب السماء دون تحريك ألاصابع....

الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

حزب الله يُحذر من الخروقات «الإسرائيليّة»: للصبر حدود الجولاني مُستقبلا جنبلاط: سنكون سنداً للبنان