اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

السيد حسن نصرالله جعل مخابرات المقاومة تتفوق على مخابرات العدو. ففي ليل 7- 8 اكتوبر عندما اندلعت الحرب في غلاف غزة، حيث اعد الجيش الصهيوني اكبر عملية برية، إذ حشد 600 الف من جنوده وضباطه، وقام بتجنيد الاحتياط، عندها اتصلت قيادة مقاومة حزب الله بقيادة حماس بالوسائل المتبعة بينهما، وكان السؤال ما هي المدة التي تستطيع فيها قوات المقاومة التابعة لحركة حماس والجهاد الاسلامي وفصائل فلسطينية الصمود ، وجاء الجواب ان قدرة الصمود تتراوح من 4 الى 6 اشهر في الحد الادنى.

بنى سماحة السيد نصرالله استراتيجية القتال على اساس وحدة الساحات، وعلى اساس ان الميدان هو اساس العمل العسكري، ومَن ينتصر في الميدان يربح الحرب، وكان خطابه الشهير الارتكاز الى الميدان.

في المقابل، كانت مخابرات العدو الاسرائيلي، بعدما حشدت 600 الف ضابط وجندي و800 طائرة حربية وبوارج بحرية حربية، قد اعلنت من خلال حكومة الحرب ان المدة التي يحتاجها الجيش الصهيوني لاحتلال قطاع غزة تتراوح بين 60 الى 70 يوما، اي من شهرين الى ثلاثة اشهر بالحد الاقصى.

قام كثيرون بالتنظير بأن على حزب الله فتح الحرب الشاملة والواسعة، في ظل الحرب التي شنها جيش العدو على قطاع غزة، لكن حسابات السيد نصرالله كانت ترتكز على تشتيت «الجيش الاسرائيلي»، خاصة من خلال فتح عدة جبهات، اهمها جبهة الاسناد والدعم للمقاتلين في غزة وهي جبهة جنوب لبنان باتجاه شمال فلسطين، بدلا من الحرب الواسعة.

وكان لهذه النظرية العسكرية الفعل الكبير، فقصفت قوة الرضوان بصواريخ البركان وصواريخ الكاتيوشيا والغراد، وخاصة الصواريخ المضادة للدروع، لانها تحلق على مستوى منخفض ولا تستطيع القبة الحديدية اعتراضها.

وبدأت المنازل في المستوطنات تنهمر عليها الصواريخ المضادة للدروع، ودخلت المستوطنات «الاسرائيلية» مرحلة العصر الحجري، وبسرعة البرق نزح المستوطنون من منازلهم في شمال فلسطين، حتى بلغ عددهم حوالى 100 الف مستوطن.

وفي البداية قرر بعض المستوطنين البقاء، لكن عنف القتال والاصابات الدقيقة للصواريخ، خاصة المضادة للدروع وتدمير المنازل وتفجيرها، اجبرهم على النزوح، كما ان تجمعات الجنود «الاسرائيليين» اصيبت بخسائر كبرى، عندها نزح معظم المستوطنين من شمال فلسطين المحتلة باتجاه الداخل الفلسطيني المحتل.

في المقابل، وازاء الدمار الذي لحق بالمستوطنات «الاسرائيلية»، اطلقت «اسرائيل» طائراتها الحربية لتقصف القرى الجنوبية اللبنانية، كي تجمد الجبهة اللبنانية وتوقفها نهائيا، لكن الخطة فشلت، وصدرت نظرية نقلها الموفد الاميركي اموس هوكشتاين تقول بان على قوة الرضوان الضاربة الانسحاب بعيدا عن الجبهة، لكن مقاومة حزب الله رفضت هذا الامر.

مرت خمسة اشهر تقريبا، ومخابرات المقاومة هي التي تفوّقت بما قالته وحددت قدرة الصمود، فيما فشلت مخابرات العدو الاسرائيلي في تحقيق ما كانت تسعى اليه، وهو انه في خلال 3 اشهر يكون «الجيش الاسرائيلي» قد احتل وسيطر ودمر كامل الحدود اللبنانية وقراها مع استعمال الطيران الحربي، لكن ذلك لم يتحقق.

وهكذا انتصرت مخابرات المقاومة على مخابرات الجيش الصهيوني، وطبعا ايضا بفضل بطولات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة .

«الديار» 

الأكثر قراءة

جنبلاط لـ "الثنائي الشيعي" ": جيبوا باسيل وخذوا فرنجية"... رئاسة بري لجلسات الحوار خط أحمر ... الرئاسة بعيدة ... وصيف ساخن ومفتوح