اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تطور جديد في الأزمة بين واتساب وبرنامج بيغاسوس للتجسس، حيث أمرت محكمة أمريكية مجموعة NSO، الشركة المُصنِّعة لأحد أكثر الأسلحة السيبرانية تطوراً في العالم، بتسليم شيفرتها الخاصة ببرنامج بيغاسوس وبرامج التجسس الأخرى إلى واتساب في إطار إجراءات التقاضي المستمرة لمنصة التواصل، وذلك وفق ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية. 

يعد قرار القاضية فيليس هاميلتون انتصاراً قانونياً كبيراً لـ "واتساب"، تطبيق الاتصالات المملوك لشركة Meta والمتورط في دعوى قضائية ضد شركة NSO منذ عام 2019، بعدما زعم أنَّ برنامج التجسس الخاص بالشركة الإسرائيلية استُخدِم ضد 1400 من مستخدمي واتساب خلال أسبوعين.

ويُنظَر إلى رمز بيغاسوس الخاص بشركة NSO، ورمز منتجات التجسس الأخرى التي تبيعها، على أنهما سر من أسرار الدولة الإسرائيلية المطلوبة بشدة. وتخضع NSO لرقابة صارمة من وزارة الدفاع الإسرائيلية، التي يجب عليها مراجعة جميع تراخيص البيع للحكومات الأجنبية والموافقة عليها.

وفي التوصل إلى قرارها، أخذت القاضية هاميلتون في الاعتبار طلب شركة NSO إعفاءها من جميع التزاماتها المتعلقة بالإفصاح في القضية، بسبب "القيود الأمريكية والإسرائيلية المختلفة".

ومع ذلك، فقد انحازت القاضية في النهاية إلى واتساب وأمرت شركة NSO بإخراج "جميع برامج التجسس ذات الصلة" طوال عام واحد يسبق فترة الأسبوعين اللذين يُزعم أنَّ مستخدمي واتساب تعرضوا خلالهما للهجوم، وكذلك لمدة العام الذي يلي هذه الفترة: من 29 نيسان 2018 إلى 10 أيار 2020. وألزمت NSO أيضاً بإعطاء معلومات لـ"واتساب"، "تتعلق بالوظائف الكاملة لبرامج التجسس ذات الصلة".

عدم الكشف عن معلومات عملاء بيغاسوس

في حين حكمت هاميلتون لصالح شركة NSO بشأن مسألة مختلفة؛ وهي أنَّ الشركة لن تضطر إلى الكشف عن أسماء عملائها خلال تلك الفترة، ولا عن المعلومات المتعلقة ببنية الخادم الخاصة بها.

وقال متحدث باسم واتساب: "يمثل حكم المحكمة الأخير علامة فارقة مهمة في هدفنا طويل الأمد المتمثل في حماية مستخدمي واتساب من الهجمات غير القانونية. يجب على شركات برامج التجسس وغيرها من الجهات الخبيثة أن تفهم أنه يمكن كشفها ولن تتمكن من تجاهل القانون". ورفضت شركة NSO التعليق على القرار. ولا تزال الدعوى مستمرة.

وعند نشر برنامج بيغاسوس، التابع لشركة NSO، بنجاح ضد هدف ما، يمكنه اختراق أي هاتف محمول، والحصول على وصول غير مُقيَّد إلى المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والصور الفوتوغرافية ومعلومات الموقع والرسائل المشفرة دون علم المستخدم. وأُدرِجَت شركة NSO على القائمة السوداء لإدارة بايدن في عام 2021 بعدما قررت أنَّ صانع برامج التجسس الإسرائيلي تصرف "بما يتعارض مع السياسة الخارجية ومصالح الأمن القومي للولايات المتحدة".

بيع برامج التجسس

تبيع شركة NSO برامج التجسس الخاصة بها لعملاء حكوميين في جميع أنحاء العالم، وقالت إنَّ الوكالات التي تستخدم البرنامج مسؤولة عن كيفية استغلاله. ورغم أنَّ شركة NSO لا تكشف عن أسماء عملائها، فقد حددت التقارير البحثية والإعلامية على مر السنوات، بولندا والمملكة العربية السعودية ورواندا والهند والمجر والإمارات العربية المتحدة بأنها من بين الدول التي سبق أن استخدمت هذه التكنولوجيا لاستهداف المعارضين والصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان وغيرهم من أعضاء المجتمع المدني.

وأشارت شركة NSO إلى أنَّ برنامج بيغاسوس يساعد وكالات إنفاذ القانون والاستخبارات على مكافحة الجريمة وحماية الأمن القومي، من خلال المساعدة في القبض على الإرهابيين والمعتدين على الأطفال والمجرمين المتشددين.

وحذرت إدارة بايدن من انتشار منتجات مثل برنامج بيغاسوس وإساءة استخدامها، قائلة إنها تمثل تهديداً محتملاً للأمن القومي الأمريكي وجهود مكافحة التجسس. وأُعلِن في أوائل شهر شباط 2024، عن سياسة جديدة ستفرض قيوداً عالمية على تأشيرة الدخول على الأفراد المتورطين في إساءة استخدام برامج التجسس التجارية، وضمن ذلك في دول الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.

ما هو برنامج بيغاسوس؟

"بيغاسوس"، ربما يكون هذا هو اسم أقوى برنامج تجسس صنعته شركة خاصة يوماً، كما تقول صحيفة The Guardian البريطانية. فحالما يشق طريقه إلى هاتفك، دون أن تلاحظ يحوّله إلى جهاز مراقبة يعمل على مدار 24 ساعة. فيصبح بإمكانه نسخ الرسائل التي ترسلها أو تتلقاها، وجمع صورك وتسجيل مكالماتك. وقد يصورك سراً من خلال كاميرا هاتفك، أو ينشّط الميكروفون لتسجيل محادثاتك. وبإمكانه أيضاً تحديد مكانك، والمكان الذي كنت فيه، والأشخاص الذين قابلتهم.

وبيغاسوس Pegasus برنامج اختراق -أو برنامج تجسس- طورته شركة NSO Group الإسرائيلية وتسوقه لحكومات دول العالم. ولديه القدرة على اختراق مليارات الهواتف التي تعمل بأنظمة تشغيل iOS أو أندرويد. 

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران