اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ150 للحرب على غزة، كثف طيران الاحتلال غاراته على رفح مخلفا شهداء وجرحى، بالتزامن مع تصعيد قواته حملتها باقتحام مناطق عدة في الضفة الغربية، بينها طولكرم وجنين ورام الله والبيرة وقلقيلية وتفجيرها منزل شهيد في نابلس.

سياسيا، ذكرت وسائل إعلام مصرية أن اجتماعات بغرض تحقيق وقف لإطلاق النار في قطاع غزة استأنفت في القاهرة، بعد انتهاء اليوم الأول بمشاركة قطر ومصر والولايات المتحدة وحركة المقاومة الإسلامية(حماس)، فيما لم ترسل «إسرائيل» وفدا من قبلها. وعلى الرغم مما تبديه القاهرة من تفاؤل بقرب التوصل لاتفاق قبل حلول شهر رمضان، فإن المحادثات توصف على نطاق واسع بأنها متعثرة، في ظل وجود فجوات واسعة.

وفي مؤشر على احتدام الخلافات داخل مجلس الحرب «الإسرائيلي»، بعث رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو توجيهات إلى السفارة «الإسرائيلية» في واشنطن، أمر بموجبها بعدم تقديم خدمات إلى عضو مجلس الحرب بيني غانتس أو مرافقته في زيارته، التي بدأها أمس للولايات المتحدة للقاء مسؤولين أميركيين.

انتشار الأوبئة والأمراض المعدية

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، في تقريرها الإحصائي اليومي، عن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان إلى 30534 شهيداً و71920 جريحاً منذ السابع من تشرين الأول 2023.وقالت الوزارة إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية، 13 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 124 شهيداً و210 جرحى. وأشارت إلى أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وأضافت الوزارة على لسان المتحدث باسمها أشرف القدرة أن الاحتلال دمر 155 مؤسسة صحية في غزة وأخرج 32 مستشفى و53 مركزا صحيا من الخدمة، واستهدف 126 سيارة إسعاف، مشيرة أيضا إلى أنه دمر البنى التحتية لمستشفيات خان يونس وشمال القطاع. ووصفت الوضع الصحي في القطاع بـ»الكارثي للغاية» نتيجة عدم إدخال المساعدات الطبية اللازمة، وأشارت إلى أن الاحتلال تعمد إحداث كارثة إنسانية وصحية لا توصف، مما ساهم في انتشار الأوبئة والأمراض المعدية. ولفتت الوزارة إلى أنها رصدت نحو مليون إصابة بأمراض معدية، دون أن تتوفر لديها الإمكانيات الطبية اللازمة لمعالجتها.

وحشية الاحتلال

وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة براً وبحراً وجواً لليوم الـ150 على التوالي، ما أسفر عن ارتقاء عشرات الشهداء وتسجيل إصابات عدة، وفق ما أفادت وكالة «وفا» الفلسطينية. وأشارت الوكالة إلى أنّ طيران الاحتلال الحربي قصف أربعة منازل في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من المواطنين، بالتزامن مع إطلاق مدفعية الاحتلال قذائف على منازل المواطنين في حيي الصبرة والرمال الجنوبي في مدينة غزة، ما أدّى إلى وقوع إصابات في صفوف المواطنين بينهم أطفال ونساء.

وبالتوازي، أعلنت مصادر طبية، عن ارتفاع عدد الأطفال الذين استشهدوا بسبب سوء التغذية وعدم توفر العلاج إلى 16، وذلك بعد وفاة طفل في مستشفى أبو يوسف النجار في رفح.

نتنياهو يتعنت

نتنياهو الذي يرى 53% من «الإسرائيليين» أن البقاء السياسي يدفعه لإطالة أمد الحرب، طالب مجددا حركة حماس بتقديم تنازلات قبل إجراء مزيد من المفاوضات. وقال في كلمة له في  «تل أبيب»  «إننا نبذل جهودا كبيرة لتحقيق النجاح، ولكن هناك شيئا واحدا واضحا بالنسبة لكم، لن نذعن لمطالب حماس الوهمية»، مشيرا إلى أنه «من السابق لأوانه القول ما إذا كان سيكون هناك إطار قوي للتوصل إلى اتفاق في الأيام القليلة المقبلة».

موقف نتنياهو من المفاوضات، عززه موقف شريكه في الائتلاف الحاكم وزير الأمن القومي «الإسرائيلي» المتطرف إيتمار بن غفير، حين كشف أنه أوقف اتفاق إطار لإطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين مقابل الأسرى «الإسرائيليين» في غزة. واعتبر أن مواصلة الضغط على حماس بالحرب ومنع دخول المساعدات، سيدفعها للإفراج عن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.

وكان اعتبر رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أنّ وزير «الأمن القومي» للاحتلال إيتمار بن غفير، هو «تهديدٌ للأمن القومي». وتطرق لابيد إلى ما نُشر من أنّ بن غفير سرب مواد حساسة، وقال إنّ الأخير «لا يمكن الاعتماد عليه مع مواد حساسة، ولا يمكن الاعتماد عليه في محيط عناصر الاستخبارات، ولا يمكن الاعتماد عليه في الكابينت الأمني». ورأى لابيد أنّ «أي رئيس حكومة طبيعي كان أقاله هذا الصباح». وكان بن غفير قد مُنع من حضور إحاطات استخباراتية بعد سلسلة من تسريبات وثائق حساسة.

غانيتس في واشنطن

وكان بدأ امس العضو في حكومة الحرب «الإسرائيلية» بيني غانتس زيارة لواشنطن للاجتماع مع مسؤولين أميركيين، ومناقشة «وقف مؤقت لإطلاق النار»، و»الحاجة إلى زيادة كبيرة» في المساعدات الإنسانية لغزة، وفق ما أفاد مسؤول في البيت الأبيض. وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه، إن من المقرر أن يجتمع غانتس مع نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ومستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان. وأضاف «هذا الاجتماع جزء من جهودنا المستمرة للتحدث مع مجموعة واسعة من المسؤولين «الإسرائيليين» حول الحرب في غزة والاستعدادات لليوم التالي». وخلال زيارته الولايات المتحدة، من المقرر أن يلتقي غانتس أيضا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وفق ما قال مسؤول في الوزارة.

إصرار حماس على مطالبها

على الجانب الآخر، نقلت قناة «سي إن إن» الأميركية عن مسؤول ديبلوماسي كبير أن حماس تريد من «إسرائيل» الموافقة على وقف دائم لإطلاق النار. وأشار المصدر إلى أنه من المستبعد للغاية التوصل إلى اتفاق، كما أوضحت قناة «كان الإسرائيلية» أن «إسرائيل» وبعد الحوار مع الوسطاء، تقدر أن قيادة حماس في غزة منخرطة في المفاوضات بشأن الصفقة، أي أن الإجابات التي قدمها كبار مسؤولي حماس في اجتماعاتهم تستند أيضا إلى موقف حماس في غزة.

في السياق ذاته، اكد مصدر قيادي ميداني في المقاومة الفلسطينية أنّه من الواضح، بناءً على لقاءات القاهرة، عدم وجود أي تقدم حقيقي في المفاوضات إلى الآن. وتابع المصدر أنّ سبب عدم التقدم هو «إصرار الجانب «الإسرائيلي» على عدم إعطاء إجاباتٍ واضحة بخصوص مطالب حماس بوقف إطلاق النار، والانسحاب من قطاع غزة وعودة النازحين»، مُشدّداً على أنّ حركة حماس «تصر على هذه المطالب قبل إعطاء أي موقف حول الأسرى الإسرائيليين». وأضاف المصدر أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين يواصلون إحداث اختراق في المفاوضات، ولكنّهم يواجهون صعوبات بالغة».

واكد المصدر في حديثه «أنّ سياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال ضد المدنيين لن تحقق له أي إنجاز يذكر»، مبيناً أنّ «المعركة مستمرة حتى رفع الحصار وإدخال المساعدات».ولفت إلى أنّ إلقاء الطائرات الأميركية بعض المساعدات من الجو هو «ذرّ للرماد في العيون، كما لا يساهم في التخفيف من الأزمة الإنسانية الطاحنة في القطاع» . وطالب المصدر الدول العربية والإسلامية «بأخذ زمام المبادرة وكسر الحصار عن غزة، وعدم الاكتفاء بالدعوات والمناشدات».

واشنطن تحث «إسرائيل»
لزيادة تدفق المساعدات

الى ذلك، قالت نائبة الرئيس الأميركي  كامالا هاريس  إن ما نراه يوميا في قطاع غزة مدمر، وإنه يجب إعلان وقف إطلاق النار على الفور. وحثت الحكومة «الإسرائيلية» على بذل المزيد من الجهود لزيادة تدفق المساعدات إلى غزة، قائلة إنه «لا أعذار»، وإن سكان القطاع يعانون من كارثة إنسانية.

وفي كلمة خلال زيارة لولاية ألاباما، قالت هاريس إنه يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار في غزة، من شأنه أن يضمن إطلاق سراح المحتجزين في غزة، مع السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع. وقالت إن كثيرا من الفلسطينيين الأبرياء قتلوا، وإن الذين كانوا يبحثون عن مساعدات في غزة قوبلوا بالأعيرة النارية وبالفوضى.

وزير «إسرائيلي» يجدد اتهاماته
للازاريني ويطالبه بالتنحي

جدد وزير الخارجية «الإسرائيلي» يسرائيل كاتس، مطالبته للمفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني بالتنحي عن منصبه، إذ تواصل «تل أبيب» ضغوطها على الوكالة الأممية في إطار مزاعمها بأن بعض موظفيها شاركوا في عملية طوفان الأقصى.

وقال كاتس، في منشور على منصة «إكس»، إن «تحقيق الأونروا مع موظفيها المتواطئين في مذبحة السابع من أكتوبر والآلاف المرتبطين بحماس أمر غير مقبول»، وقال إن المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني «الذي ظل صامتا، يجب أن يتنحى»، مضيفا أن «وجود الأونروا في غزة في مرحلة ما بعد حماس لا يمكن الدفاع عنه. وهذا يمثل نهاية نفوذ حماس في الأمم المتحدة».

وجاء منشور كاتس تعقيبا على ما نقلته صحيفة «نيويورك تايمز» عن تحقيق غير منشور أجرته وكالة الأونروا يتهم إسرائيل بإساءة معاملة المئات من سكان غزة الذين تم اعتقالهم خلال الحرب.

المفوض الأممي لحقوق الإنسان:
الحرب برميل بارود يُنذر بالأسوأ

على صعيد آخر، حذّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، «من أن الحرب في قطاع غزة «برميل بارود»، قد يؤدي إلى حريق أوسع في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارج المنطقة»، داعيًا «إلى بذل كل المستطاع لتجنب ذلك».

وقال تورك، أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، «أنا قلق للغاية من أن أي شرارة من برميل البارود هذا قد تؤدي إلى حريق هائل أوسع، وستكون لذلك تداعيات على كل دولة من دول الشرق الأوسط، وأخرى كثيرة خارجه».

وفي كلمته التي استعرض فيها الانتهاكات الرئيسية لحقوق الإنسان عبر العالم، نبّه تورك «إلى التداعيات الإقليمية للحرب على غزة، خصوصًا في لبنان واليمن»، معتبرًا أن «التصعيد العسكري في جنوب لبنان بين إسرائيل وحزب الله وفصائل أخرى مسلحة مقلق للغاية.» أضاف أن «الحوادث التي قُتِل فيها مدنيون، لا سيما أطفال ومسعفون وصحفيون يجب أن تكون موضع تحقيق مُعمق»، مشيرًا أيضًا إلى أن نحو 80 ألف إسرائيلي نزحوا من المناطق الحدودية مع لبنان».

وتابع تورك أن «ثمة خطرًا جديًّا لامتداد النزاع إلى اليمن نفسه مع تداعيات قد تكون خطرة على الشعب اليمني، الذي يعاني أساسًا من أزمة إنسانية ناجمة عن الحرب».

الأكثر قراءة

ماذا في رأس يحيى السنوار ؟