اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في 13 شباط الماضي، اقتحمت قوة خاصة "إسرائيلية" منزل عازف الكمان وأستاذ الموسيقى الفلسطيني، علي بكري، واعتقلته. أما السبب، فعزف أغنية "عصفور طلّ من الشباك" أمام طلابه في مدرسة كفر ياسيف في الجليل الغربي، وعقّب بعد الأغنية متحدثاً إلى تلاميذه بالقول إنه: "ليس من حقنا أن نضع عصفوراً في قفص حتى لو أحببناه. يحق للعصفور أن يعيش بحرية، فكيف بمن يعيشون في غزة كأنهم في سجن كبير؟".

هكذا تحوّل بكري إلى "تهديد" للأمن القومي لـ "دولة" الاحتلال، التي أرسلت بداية وحدة خاصة إلى المدرسة ثم إلى البيت.

زوجته، الكاتبة والإعلامية زهرة سعيد، قالت إن الوحدة الخاصة من الشرطة "عاثت في البيت خراباً".

وأخبرت سعيد "الميادين الثقافية" تعمّد الشرطة "الإسرائيلية" استعراض قوّتها، واصفة ما جرى بــ "مسرحية هي جزء من سياسة الترهيب لتطبيق سياسات تكميم الأفواه في أراضي الداخل المحتل. إنها فصل من مسرحية إيتمار بن غفير بحق فلسطييني أراضي 48".

وذكرت الكاتبة الفلسطينية أن أحد الجنود، وهم في زيّ مدني، كان يجري مسحاً بكاميرا هاتفه لعناوين الكتب الموجودة في البيت قبل مصادرة بعضها، ومنها كتاب رسومات لناجي العلي، "حتى أنني قلت له إن بعض الكتب التي يمسحها هي لكتّاب إسرائيليين، فما الداعي لمصادرتها؟ فكان الجواب بأقذع العبارات".  

كما شملت جولة الشرطة داخل بيت بكري رسمة معلّقة على الباب فيها ورد وأعلام فلسطين رسمها الأطفال خلال العدوان المستمر على غزة، فما كان منه إلا أن أمسك بالرسمة ومزّقها وسأل سعيد: "هل لديك رسومات أخرى فيها تحريض ضدنا؟". قبل أن ترد عليه سعيد: "هذا علم فلسطين وليست مادة محرّضة، ويمكن أن تبحث أكثر في البيت وستجد أعلاماً أخرى لفلسطين، لأننا ببساطة فلسطينيون".

لم يعجب جواب سعيد، شرطي الاحتلال، فبدأ بالصراخ عليها. أمسكها من ذراعها ودفعها. ولما سألته: "ما المشكلة إذا كنت فلسطينية"؟ فأجابها: "إذا ردّدت هذه الكلمة مرة أخرى فتأكّدي أنني سأقتلك".

لم تنتهِ المهزلة هنا. إذ كان التحقيق مع العازف الفلسطيني، علي بكري، سياسياً بامتياز. ومن جملة الأسئلة التي طرحتها المحقّقة الإسرائيلية على بكري قبل إحالته للمحكمة ثم إخضاعه للحبس المنزلي الذي انتهى منذ أيام: كيف تعرّف عن نفسك؟ إسرائيلي أم فلسطيني؟ إذا أحضرنا لك خريطة العالم، فهل تستطيع أن تدلّنا على فلسطين؟ وهل توافق مع أقوال زوجتك أنكم عائلة فلسطينية؟

ما جرى مع علي بكري الذي لم يصدر حكم بحقه بعد، يذكّرنا بمقطع من قصيدة "على هذه الأرض" لمحمود درويش، يقول فيها: "وخوفُ الطُغاة من الأغنيات". إذ بات واضحاً، أن الاحتلال الإسرائيلي لا يخاف من الأغنيات فحسب، بل من كلّ ما يذكّر بفلسطين. من رسم عليه علم فلسطين، ومن عائلات تصرّ على هويّتها الفلسطينية مهما كان الثمن.    

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران